يعد موضوع كتابنا (صفحات من التاريخ اللبناني الحديث والمعاصر) من الكتب التي تسلط الضوء على تاريخ الحياة السياسية والاجتماعية في لبنان، من خلال دراسة الشخصيات والأحداث السياسية، وهذا الكتاب سيكون من عشرة أجزاء وسنتناول فيه موضوع (مسيحيو لبنان الأرثوذكس من الاحتلال حتى الجلاء1918-1946)، إذ تعد لبنان من البلدان التي إنمازت بكثرة التعدد الطائفي والمذهبي فيها، الأمر الذي انعكست أثاره على مجمل الحياة السياسية، وهو ما جعلها غير مستقرة من الناحية الاجتماعية؛ نتيجة للصراع بين تلك الطوائف والمذاهب عبر العصور، ومن بين الطوائف هم المسيحيون الأرثوذكس الذين أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من الواقع الاجتماعي اللبناني، بل وأن يكون لهم تأثير لا يستهان به في رسم الخارطة السياسية، لاسيما بعد انهيار الدولة العثمانية وسقوطها، والاحتلال الفرنسي للبنان عام(1918)، وتأسيس الدولة اللبنانية المعاصرة في الأول من أيلول عام(1920) من قبل فرنسا، التي صبغتها بالصبغة الطائفية المقيتة بالاعتماد على المسيحيين من دون سواهم، ومحاولة إبعاد بقية الطوائف الأخرى، وجعل دورها ثانوياً في لبنان، الأمر الذي أفاد منه الأرثوذكس كثيراً في بداية تأسيس الدولة اللبنانية، وسيطرتهم على أغلب المناصب العليا في البلاد؛ بسبب المقبولية التي يتمتعون بها بين بقية الطوائف والمذاهب اللبنانية، لاسيما خلال المدة (1918-1946).
إن سبب اختيار الباحث عام(1918) بداية للبحث ؛ بوصفه العام الذي سقطت فيه الدولة العثمانية ودخلت لبنان تحت السيطرة الفرنسية. أما اختيار عام(1946) ؛ كونه العام الذي أُعلن فيه انسحاب القوات الأجنبية عن لبنان.
أو
No comments:
Post a Comment