شكرا للصديق حسام جزماتي على توفير الكتاب
هذهِ نفحات من الشعر الصوفي المنثور، ارتفعت عن دنيا اليقطة، كما ارتفع الموضوع عن دنيا الهيولا، وارسلتها الغيبوبة الغارقة نثرات من رفاه الحب إلى ساحة ماوراء الطبيعة.
لقد جهد الوعي كثيراً في ترتيب ما التقطته عدسة الغيبوبة، وما وضعته، ولعل هذهِ الإثارة من الطفرات من بقاياها التي لم يذّللها الوعي
جعلت هذهِ النفحات مقطوعات، دعوت كل منها"سورة" أي "أغنية" واوردتها على لسان "حافظ شيرازي" لسان الغيب-كما لُقّب- وزعيم الشعر الصوفي وملمهي وأستاذي، كما ألهم وعلّم من قبلي"جوته"، أوردتها على لسانه -وإن كان الأكثر منها لا ينتمي إليه-وصدرت كل سورة بالمصادر التي تأثرت بها، فنقلت أو استوحيت
خير الدين الأسدي باحث لغوي و مؤرخ سوري وحائز على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى. ولد عام 1898-1899 في حي الجلوم بمدينة حلب، وتوفي عام 1971م في حلب. والده الشيخ عُمر بن محمد خير رسلان «أسد» (1874-1940)، وكان أستاذاً للصرف واللغة العربية في المدرسة العثمانية الكائنة في باب النصر والمدرسة الخسروية الكائنة بالقرب من مدخل قلعة حلب.
ترك الكثير من الآثار ومعظمها مخطوطات، فمن مؤلفاته - إضافة إلى ما سبق ذكره: «قواعد الكتابة العربية»، ووضع كتاباً في النثر الشعري سماه «أغاني القبة الصوفية».
وكان قمة إنتاجه موسوعة حلب المقارنة - تاريخ القلم العربي- وهي موسوعة في النحو استغرق في كتابتها 30 عاماً وسجل فيها تراث حلب غير المادي من حكم وأمثال وعادات وأخبار. وبحث في جذور كلمات اللهجة الحلبية بحثاً عميقاً متميزاً.
وممّا كتب عن موسوعة حلب المقارنة ما يلي: «أنا ابن السادسة والستين، لا مندوحة لي عن الخيال وإلا جفت أمامي الحياة وأمحلت، ولكن صبراً أيها الخيال الحبيب فعما قريب ينتهي الكتاب (يعني موسوعة حلب) وآنئذ تمرح وتلعب».
ومن مؤلفاته مخطوطة أحياء حلب وأسواقها حققها وأضاف عليها و وضع فهارسها الأستاذ عبد الفتاح روّاس قلعجي، من منشورات وزارة الثقافة السورية سنة 1984.
أو