يكشف الكتاب أسراراً هامّة عن إنقلاب الأول من سبتمبر 1969 في ليبيا لم تُكشف من قبل، مستنداً إلى كمٍّ هائل من الوثائق التي سمحت الحكومة الأمريكية في السنوات الأخيرة بإزاحة الغطاء عنها.
ورغم أنّ هذا الإزاحة لم تكن كاملة، إذ ما تزال الولايات المتحدة تتكتّم على الكثير من الوثائق المتعلقة بنشاطاتها وعملياتها في ليبيا وفي الشرق الأوسط عامة، فإن أهمية الكتاب تتجاوز الدولة الليبية لتغطّي المنطقة العربية بكاملها.
فالوثائق التي يعود إليها المؤلف، والحقائق التي تكشف عنها هذه الوثائق، من شأنها أن تجعل القارئ يفغر فاه دهشة للدور الخطير الذي لعبته أمريكا، ليس في قيام إنقلاب الأول من سبتمبر فحسب، وإنما في معظم الإنقلابات العسكرية التي تعدّدت وتوالت تباعاً في البلاد العربية منذ أواسط القرن العشرين، كما أنّ من شأنها أن تلقي الضوء على طبيعة السياسة الأمريكية الخفيّة في منطقتنا العربية، ودورها الأساسي في معظم الإضطرابات التي حدثت وتحدث في المنطقة، وكذلك ألاعيب السياسة الأمريكية التي تختار بها رجال الإنقلابات بنفسها، وترعاهم، وتشرف على تهيئتهم للحكم، وتوفر كل الشروط الضرورية لنجاح إنقلاباتهم، ثم تدع العالم بعد ذلك يعتقد أنها مع الديموقراطية والحرية والعدالة في هذه البلاد، وأنها ضحية للأذى الذي نالها وينالها من هذه التماثيل العسكرية التي صنعتها ولم بيديها.
كتابٌ جديرٌ بكل عربيّ أن يقرأه ويستوعب الدرس المؤلم الذي يطرحه علينا في صفحاته.
الدكتور محمد يوسف المقريف اكاديمي ومؤرخ وسياسي ليبيا
-يعد من أقدم وأبرز وأشهر المعارضين لحكم العقيد معمر القذافي الذي حكم ليبيا لأربعة عقود حيث يعارضه المقريف منذ عام 1980 (31 عاماً) عندما قدم استقالته العلنية واعلن انفضاله عن نظام القذافي احتجاجا على انتهاكات حقوق الإنسان و تدمير مؤسسات البلاد -من مواليد مدينة بنغازي –ليبيا 1940 -شغل وظيفة أستاذ جامعي في ليبيا وتولى عدة وظائف إدارية وسياسية قبل اعلان معارضته لنظام القذافي نتيجة قتل وتعذيب الليببين -نال شهادة التوجيهية (الثانوية العامة) عام 1958-وكان ترتيبه الأول على مستوى المملكة الليبية. -تخرج من كلية الاقتصاد والتجارة بالجامعة الليبية عام 1962 بتقدير ممتاز مع درجة الشرف الأولى، وعين معيداً بالكلية ذاتها. -أكمل دراسته العليا ببريطانيا عام 1971 حيث نال الدكتوراه في مجال المحاسبة والمالية من جامعة لندن ، وحصل على زمالة جمعية المحاسبين القانونيين بانجلترا وويلز، وعضوية جمعية خبراء الضرائب ببريطانيا. -عين 1971 أستاذ جامعياً محاضراً بكلية الاقتصاد بالجامعة الليبية (التي عرفت بقاريونس)، ثم وكيلاً للكلية -عين عام 1972 رئيساً لديوان المحاسبة في ليبيا (بدرجة وزير) وبقي في هذا المنصب حتى عام 1977. -عين عام 1978 سفيراً لليبيا لدى جمهورية الهند. -أعلن عام 1980 استقلته من منصبه كسفير في الهند وانضمامه إلى المعارضة الليبية في سعيها للإطاحة بنظام القذافي وإقامة بديل وطني دستوري ديمقراطي راشد. -شارك علم 1981 في تأسيس الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وانتخب أميناً عاماً لها في الأعوام : 1983، 1985،1992، 1995. -استقال عام 2001 من قيادة الجبهة، وخصص جل وقته واهتمامه للبحث والتدوين والعمل الأكاديمي، حيث قام بتأليف عددٍ كبير من الكتب الاكاديمية والتوثيقية التي وثقت وسجلت الكثير من وقائع التاريخ السياسي الليبي الحديث.