كتاب "تدمر شاهد ومشهود" يحكي قصة طالب أردني كان يدرس الهندسة في دمشق، حينما تم اعتقاله من أمام كليته، ليختفي عن الأنظار إحدى عشرة سنة كاملة، أمضى معظمها في سجن تدمر العسكري سيئ السمعة، شاهداً على ممارسات من الإرهاب الموتور ضلعت به أجهزة النظام السياسية والأمنية معاً، فطالت أرواح مئات من خيرة أبناء الشعب السوري، قضوا على أعواد المشانق أو تحت سياط الجلادين، ومعهم ألوف لا تكاد تحصى ممن طالت عليهم السنون أسرى القيد والمحنة، حتى نسيهم العالم أو كاد!
"تدمر شاهد ومشهود" سجل يكاد لم يُسبَق، بسعته، وتفاصيله، والكم الهائل من الوقائع والشواهد والأسماء والتواريخ التي عاشها "محمد سليم حماد" بين الأعوام 1980 و1991 وتذوق مع عدة آلاف من السجناء مرارتـها، وفظاعتها، وتنقل بين فصولها الرعيبة، وحلقاتـها المفجعة، فكان العمل بحق "شاهداً" على صفحات دامية من محنة سوريا ، وكان كل حدث "مشهود" وثيقة جديدة تدين الأيدي التي انسلخت من آدميتها، وفاقت في ممارستها وحش الغاب فظاعة، وقسوة، وتعطشاً للدماء!