Showing posts with label شريف حتاتة. Show all posts
Showing posts with label شريف حتاتة. Show all posts

Wednesday, March 16, 2022

Repost: شريف حتاتة - الهزيمة

 



عرَف عن الكاتب المصري شريف حتاتة رصده للجوانب المظلمة من الواقع وإضاءتها وخاصة تلك التي تتعلق بالخارجين عن السائد والمألوف والقائلين يقول الحق فيكون مصيرهم السجن. في روايته ("الهزيمة" أو العين ذات الجفن المعدني) يرصد الكاتب حيوات مجموعة من السجناء أصابتهم لعنة الحياة أو لعنة الأفكار أو اللعنتان معاً، ورسمت لكل منهما مسارها المتعثر ومصيرها الفاجع، ولكن شريف حتاتة لم يشتغل على الظاهر فقط، بلً غاص داخل النفس الإنسانية بتسليطه الضوء على حياة بطله "عزيز" الذي كان واحداً من ضحايا القمع السياسي في ستينات وسبعينات القرن المنصرم في مصر، حيث تسلل الكاتب داخل نفسه في ظلام السجن وصور لنا شعوره أثناء تجربته داخل المعتقل، ثم ما لبث أن خلص بطله وجعله يفرَ من السجن "ركب القطار إلى نجع حمادي في نفس اليوم... بطيء... يتلوى فوق القضبان... شيء ثقيل في قلبه كالحجرة، استقرت ولا تريد أن تتزحزح... نعم خرجوا إلى الحياة.. ولكن كم من الحدائق جفت.. وكم من الزهور ماتت...".

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


Wednesday, March 9, 2022

شريف حتاتة - النوافذ المفتوحة



في هذا الكتاب يحكي "شريف حتاتة" حياته منذ أن ولد في "لندن" من أم إنجليزية فقيرة وأب مصري كان ينتمي إلى أسرة إقطاعية. ثم بعد مجيئه إلى الوطن ليستقر في بيت جده. فيجعلنا نعيش معه طفلاً يكتشف عالماً غريباً عليه, وتلميذاً في المدرسة الإرسالية, وطالباً في كلية الطب وطبيباً في المستشفى الجامعي, ومشاركاً في الحركة الوطنية ضد الإنجليز والملك فاروق, وعضواً في حركة يسارية يصبح فيها محترفاً سياسياً ويرحل إلى مدينة الإسكندرية, ومسجوناً يهرب من سجنه ويسافر في قاع سفينة للشحن, ولاجئاً في "باريس" يقع في حب امرأة زائرة جاءت من مصر.
نعود معه إلى الوطن سراً بعد ثورة يوليو؛ حيث يستأنف نشاطه السياسي في قرى الوجه البحري إلى أن يقبض عليه مرة أخرى ويصدر عليه حكم بالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات نقضيها معه في السجن الحربي, وليمان طرة, وسجن مصر, ثم تتخذ حياته مساراً جديداً ينقله إلى الكتابة الروائية.

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

Sunday, March 6, 2022

شريف حتاتة - نور


تحت عينيها. كان ضوء النهار يتسلل من الشيش. ظلت راقدة في سريرها تسترجع الحلم. تجسدت تفاصيله في ذهنها, الأصابع القوية للمرأة حول المجدافين, ضحكتها الرنانة تشبه ضربات مطرقة صغيرة على إناء من الفضة, والفأر يحرك شاربه الكبير وعينيه الصغيرتين الحمراوين كأنه انبعث من الماضي

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

شريف حتاتة - نبض الأشياء الضائعه


"مع مرور الأيام ربطت بيني وبينها صداقة عميقة استمرت حتى اليوم، وفي إحدى الأمسيات ونحن جالسان في بيتها حكت لي قصتها، ولأنها قصة تستحق أن يعرفها غيري قررت أن أكتبها... "فعزة يسرى الجندي" امرأة جعلتني أفكر في الكثير من شؤون حياتنا، وأغيّر موقفي منها، كما جعلتني أتمنى أن تصبح ابنتي مثلها... امرأة قوية لا تقبل الزيف، لديها قدرة حقيقة على الحبّ وعلى الإبداع في آن".

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

شريف حتاتة - رقصة أخيرة قبل الموت


يسرد حتاتة روايته التي نشرها مركز المحروسة هذا العام، على لسان الراوي عزّت المرشدي الذي يبدو صورة متماهية مع الروائي نفسه، ولاسيما في تركيزه على السن وانشغاله بالرواية، فيضع الرواية في أحضان السيرة دون أن تنغمس في مباشرتها ومساءلات المحيطين المزمعة أو استجوابهم المتوقع.
تداعت تجارب حتاتة السياسية وحبه لمهنة الطب ودراسته داخل رواياته، التي حملت خزين التجارب والأحاسيس والشخصيات التي قابلها والتجارب التي عاشها، حتى روايته الأخيرة "رقصة أخيرة قبل الموت"، وجاءته فكرتها بعد رقصه طوال الليل في عرس رغم سنه الكبير، فيوقن أنه على الإنسان أن يرقص حتى آخر لحظاته، وكتبه كتلك الرقصات التي تتجدد مع متصفحيها، رغم أن أقربها لقلبه كانت روايتي "النوافذ المفتوحة" التي شملت مذكراته و"الشبكة".
غيّب الموت حتاتة، اليوم، عن عمر لم يتخط الـ94، وسيرته حاضرة في رواياته، الجامعة بين الحب والنضال وتجربة السجن، ويروي بين سطورها حبه لخالته "روزي" التي عشقها كأمه، وإن لم تكن بالاسم ذاته لكن تلك المكانة حاضرة، وعن جدته التي يعرف القارئ أنها يهودية إذا تمعن في القراءة، وهو الأمر الذي عمل على إخفائه طيلة حياته لتلك الصورة الذهنية المعروفة عن اليهود.

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما





 

Monday, February 28, 2022

شريف حتاتة - العين ذات الجفن المعدني


د. شريف حتاتة كاتب، روائى، وطبيب تخرج في كلية الطب جامعة فؤاد الأول (القاهرة) سنة 1946 بامتياز، انضم الى الحركة الديموقراطية للتحررالوطنى اليسارية وقضى خمسة عشر سنة فى السجون والمنافى. له عدة مؤلفات وروايات نشر منها اثنتان باللغة الإنجليزية فى لندن هما"الشبكة" و
العين ذات الجفن المعدني". آحدث مؤلفاته سيرة ذاتية من ثلاثة أجزاء نشرت تحت اسم "النوافذ المفتوحة" 
من أهل قريته استمد الحب وتعلق بحياة البسطاء ولأجلهم وأمثالهم دخل شريف حتاتة السجن وناضل ولهم يكتب اليوم رواياته التي كتب أولاها بعد أن تخطى الثاني والأربعين من العمر وحملت عنوان العين ذات الجفن المعدني ثم تعددت الروايات ومنها عمق البحر وفي الأصل كانت الذاكرة ونبض الأشياء الضائعة وطريق الملح والحب وعطر البرتقال الأخضر وتجربتي في الإبداع والشبكة وقصة حب عصرية والنوافذ المفتوحة روايات تجمع بين الحب والنضال وتجربة السجن .وفي "العين ذات الجفن المعدني" لـ"شريف حتاته" لوحة كاملة متعددة الألوان للحياة داخل زنزانة السجن الحربي بكل تنوعاتها.  كانت تجربة السجن كتلة من الحجر حوّلها هو قطعة من الصلصال. أعاد نحتها أكثر من مرة في هيئات متباينة تجري فيها الدماء. نقش ذلك كله بمهارة فنية، ففي كل رواية تبدو أطياف السجن مغايرة، تخدم الفكرة الرئيسة، وتُلقي ضوءاً جديداً على التجربة، أو تكشف الترابط الوثيق بين الجوانب المختلفة للمجتمع. فهي تُوضح العلاقات بين الإقتصاد والسياسة، بين المرض والفقر، بين المجتمع والطب، بين حرية الوطن وتقدمه والإستعمار الرابض عليه، بين الفرد وحياته الأسرية والشخصية، بين عواطفه وعقله. 
فـ «العين ذات الجفن المعدني» تجعلنا نعيش السجن وجحيمه. إنها رحلة داخل نفس سجين سياسي بأعماقها وأغوارها الخفية، بلحظات ضعفها وقوتها، بلحظات الجبن والإنتهازية، بكل إنكساراتها وانتصاراتها

أو


 

Repost: شريف حتاتة - عطر البرتقال الأخضر

 


"شريف حتاته" يستعيد شبح الكاتبة المنتحرة "آروى صالح"
أهم ما يُميز رواية "عطرالبرتقال الأخضر" للروائي "شريف حتاتة", دار الهلال, مصر, تموز 2006, أنها نص مختلف عن أعماله السابقة, أنها تكشف عن تكنيك جديد في منهجه, أنها تخلو من السرد التفصيلي الطويل الذي عهدناه في أسلوبه. في الصفحة الأولى نتعرف بسرعة, بشكل ضمني, على معظم ملامح البطل الروائي المعروف "يوسف البحرواي". هو رجل يحيا في عزلة تامة بين الهياكل والجثث, كل شيء في حياته مُوحش, فالزهور سقطت أوراقها فصارت تتفرس فيه بعيونها الصامتة, وقرص الشمس يسقط في الغيوم الداكنة فوق المدينة. كل يوم ينتظر قدوم الليل, ليمد يده باحثاً عن يدها في الظلام فلا يجدها.. الجملة الأخيرة على قصرها تُثير التساؤل حول شخصية إمرأة غامضة, لا ندري من هى, لا نعرف حكايتها وما هو السر وراء غيابها ؟!. في الصفحة التالية مباشرة نتعرف, بالإيحاء, على خصائص بطلته الثانية "سحر بدوي" بأنفها المشاكس, وابتسامتها المترددة الخجولة وبساطتها وعشقها للكتب.. تُشكل الشخصيات الثلاثة الأضلاع المحورية للرواية.
الأحداث تُروى من وجهة نظر الباحثة الشابة "سحر بدوي" التي جاءت من أعماق الريف, من أسرة فقيرة قطبيها أم حنون, وأب شديد القسوة.. كانت فتاة فلاحة "تحش" البرسيم, وتدك قدميها في المعجنة, لكنها تسلحت بالتحدي والعناد, فشقت طريقها الى الدراسة الجامعية. اختارت الكتاب الروائيين ليكونوا موضوع بحثها للحصول على الدكتوراة. كان "يوسف البحراوي" هو كاتبها المفضل, لكنه تُوقف فجأة, منذ فترة, عن الكتابة. عرفت الإشاعات الكثيرة المترددة حول إختفاء زوجته "سحر العمري" ـ عازفة العود ومؤلفة الأغاني الشهيرة ـ وأهمها إتهامه بقتلها؟. مع ذلك قررت أن تذهب إليه, أن تنقب في أعماق هذا الإنسان, أن تبحث عن الحقيقة فيما وراء الصمت, أن تتحدى عزلته والغموض الذي أحاطه.
سألته. هل يستطيع الإنسان تعويض ما فرط فيه من قبل؟. انتفض "يوسف" مثل الطائر الذبيح عندما بدأت في نبش أشلاء الماضي, أخذت تغرس أسئلتها في جرحه مثلما كانت تغرس أسنانها في قشرة البرتقال الأخضر. رفض مجاراتها وعزم على صدها, وعلى إنهاء المقابلة, لكنها أمام المصعد قبل أن تغادر تُخبره أنها مثل المرأة التي وصفها في روايته تعشق غرس أسنانها في قشرة البرتقال الأخضر.. هل كانت تلك الجملة هى المفتاح لعقل وقلب الروائي, أم أن تلك المرأة الشابة ذكّرته بإمرأة آخرى من الماضي القريب, من الماضي الحاضر بقوة ؟!.
تتطور العلاقة بينهما فتنتقل من الإحجام إلى التجاوب التدريجي, من التردد والإرتباك إلى تيار متبادل يسري بينهما, تيار يُغلفه الحب والفكر. أصبحت العلاقة بينهما تُشبه النهر حيناً في انسيابه, وتقترب من عواصف البحر حيناً آخر. ثم تكتشف "سحر" أن حوارها معه يستحق أن يكون موضوع مسرحيتها الأولى "عطر البرتقال الأخضر". مع ذلك تظل العلاقة بينهما غامضة يصعب تحديدها, خصوصاً مع تلك النهاية المفتوحة المبهمة, فعندما تُخبره أنها سوف تتصل به باكر لا يُجيبها لكنه يدخل شقته ويُغلق الباب خلفه فيتردد صوته في الصمت.
"عطر البرتقال الأخضر" هى رواية قصيرة, 112 صفحة, هى نص مفتوح بها مجموعة حكايات شقيّة وتداعيات تأملية يكتنفها الشجن حيناً والبهجة حيناً, محكمة البناء الفني الذي يعمد إلى تكسير الزمن كما عودنا المؤلف في جميع كتاباته ـ "جناحان للريح", "الهزيمة", الشبكة", "قصة حب عصرية", "نبض الأشياء الضائعة", "عمق البحر" ـ لكنها تتمع بالإيقاع السريع المسيطر على أجوائها. شديدة التكثيف والإيجاز والعمق. كل كلمة يُمكن التخلي عنها لا وجود لها في النص, فالجمل تلغرافية, والحوار برقي لكنه مُبّطن بالإيحاء والرمز, بكثير من التساؤلات والمعاني, فمثلاً:
تُخبره "سحر" أنها اختارت الكتابة للمسرح لأن ما رأته يبعث على السخرية, لذلك قررت أن تُدافع عن كيانها بتغذية روح السخرية. فيسألها: وهل نجحت؟ تُجيبه: "ليس دائماً", ويلمح في عينيها لمعة الألم.. قال: "هل كان متزوجاً؟". همست: "نعم.. كان متزوجاً".. باستثناء هذه الكلمات القليلة لن نجد أي إشارة آخرى لتلك العلاقة الغامضة التي تركها المؤلف لخيالنا, لكنه ألقى بها عامداً ليستكمل بقايا الظلال المكونة لصورة بطلته الشابة, وليستحضر بها شخصية "سحر العمري" وعلاقتها غير الواضحة بالصحفي اليساري "حلمي طرخان" زميلها أيام الحركة الطلابية, فيُعيد إلي الأذهان مأساة إنتحار الكاتبة "أروى صالح".
هل حقاً كان "حتاتة" يقصد " أروى" عندما رسم شخصية "سحر العمري"؟؟. عُدت إلى كتابات "أروى", إلى ما نُشر عنها عقب إنتحارها فاكتشفت مقالة للمؤلف بعنوان "رقصة الموت الجميل", ربط فيها بين الإحباطات العامة لأبناء وبنات جيلها في الحركة الطلابية, وبين مآساتها كإمرأة أحبت وتزوجت وسعت لتكوين أسرة وهى تشق طريقها في العمل والنشاط السياسي. قال أن الدافع الأول والحقيقي وراء إنتحارها أنها كانت إمرأة, وحيدة, حساسة, وفنانة لم تجد الحب الحقيقي في مجتمع تحكم فيه الحسابات العلاقة بين الجنسين, ويُمارس فيه الأبوي والطبقي على النساء.. يُضيء "شريف حتاتة" في روايته, بأسلوب مليء بالأسى والشجن العميق, جوانب من علاقة الرجل بالمرأة بما يكتنفها من أنانية الرجل وقدرة المرأة على التضحية, ويُعمق من إنتقاده لمؤسسة الزواج كما تمارس بين طرفيها في المجتمع.
إذن ربما كان يقصدها. فبين المرأتين إختلافات عديدة لكن بينهما أيضاً نقاط إلتقاء جوهرية, لا يُمكن التغاضي عنها, أهمها ما قاسته كل منهما في حياتها كإمرأة شابة من أوجه الإزدواجية والزيف في العلاقة بين الجنسين وما سببه لهما من ألم عميق وربما كان هو السبب الرئيسي وراء انتحار الأولى وموت الثانية.
ظاهرياً انتحرت "أروى صالح" لكن الحقيقة أن المجتمع ساهم في قتلها خصوصاً الرجال المثقفين الذين عرفتهم في حياتها.. في كتابها "المبتسرون" كتبت "أروى" أن المثقف يسلك في علاقته بالمرأة كبرجوازي كبير, أي كداعر, ويشعر ويفكر تجاهها كبرجوازي صغير, أي كمحافظ مفرط في المحافظة.. في الرواية "سحر العمري" لم يقتلها السرطان إنما العلاقة غير السوية بين الرجال والنساء.. قتلها " طرخان" أولاً ثم أعاد زوجها فعل القتل مرات ثلاث.
الأولى عندما إكتشفت أنه جزء من لعبة قذرة يتم التخطيط لها دون أن يدري, فانهارت أحلامها في المناضل الذي عرفته ملتزماً تجاه قضايا المجتمع, فكتبت أغنية تقول: "لم يعد لعودي رنين". والثانية عندما إتهمها بوجود علاقة بينها وبين أحد زملائها الملحنين فنفت ذلك قائلة: " لا.. لم أذهب معه إلى السرير.. لكنى الآن نادمة على ذلك. على الأقل لو فعلت كنت قد أعطيت جسدى إلى رجل يستحقه". والثالثة حينما رفض مساعدتها في التخلص من آلامها, فاكتشف أنه لم يُحبها بالقدر الكافي, أنه لو أحبها حقاً لاستطاع تحقيق رجاءها.
عندما أدرك "يوسف البحراوي" خيوط اللعبة القذرة التي كان جزءاً منها أغلق علي نفسه الأبواب, تخلى عن عالمه الروائي, وترك نفسه للألم يعتصره, فأصبح يستوطن الجحيم. صار يحيا علي ذكريات لو نجح في نسيانها لشعر بالراحة.. "ذكريات حولت حياته إلى كابوس أصبح أسيره.".." أفلت من الفيروس القاتل فهل يفلت من حصار الزمن يحفر فى لحمه الحى".. وهل تنجح الفتاة الشابة في أن تُخرجه من أزمته الفكرية, أن تُحرره من ماضيه؟.
علاقة ما, وثيقة, تربط بين الروائيين والفنانيين التشكيليين, فكلاهما نوعان. الأول يهتم بنحت التفاصيل الدقيقة من ألوان وخطوط ومساحات فراغية وضوئية تُوحي بالحركة أو السكون, فتأتي لوحاتهم عبارة عن منمنمات بديعة. الثاني يضرب بفرشاته أربعة خطوط أو خمسة وربما ثلاثة فقط, لكنها تكون خطوطاً حادة صارخة تنطق بأشياء يصعب نسيانها. في رواياته السابقة كان "شريف حتاتة" ينتمي إلى الفئة الأولى, لكنه في "عطر البرتقال الاخضر" اقترب من المجموعة الثانية. فالرواية هى لوحة تشكيلية متعددة الأبعاد الزمانية والمكانية, تحضر فيها هموم الذات والآخر عبر الخطوط العريضة لأبطالها الثلاثة "البحراوي" وزوجته الغائبة والباحثة العنيدة, فيها رتوش خاطفة هامسة عن هموم الوطن وقضاياه السياسية والاجتماعية.. تجري الأحداث على خلفية سياسية وفكرية في حقبة هامة ومصيرية من تاريخ مصر هى حقبة السبعينيات ومطلع الثمانينات, فتُشير إلى إنتفاضة الشعب في عام 1977 ضد قرارات الرئيس الراحل "أنور السادات برفع أسعار جميع السلع, إلى قبض "السادات" على 1536 من جميع التيارات والتخصصات وفي مقدمتهم الكتاب والمفكرين, إلى تدخل الأزهر في الأعمال الإبداعية ورفضه لعدد منها, إلى إقتحام الرأسمالية لعالم الصحافة, إلى التلميحات الخفية بأن بعض الصحفيين والرأسماليين عرفوا مسبقاً بمخطط قتل "السادات".
تعتمد الرواية على تراكم التفاصيل والتوازي والتشابه بين شخصيتي "سحر بدوي", و"سحر العمري". فالروائي ينتصر لفكرة أن الزمن دائري, أن الزمن يُعيد نفسه في ظروف وملابسات آخرى مُؤكداً على ذلك بتكرار الأسماء حيناً, وبتكرار مواقف وسلوك الشخصيات, خصوصاًُ النسائية, حيناً آخر. وهو ما يُعتبر إجابة غامضة وملتبسة للتساؤل الذي تدور حوله الرواية والذي تُعيده البطلة في نهاية العمل.. هل يستطيع الإنسان تعويض ما فرط فيه من قبل؟!.
وفق ما تشي به الرواية يستطيع الإنسان ولا يستطيع.. يُمكنه التعويض ولا يُمكنه. وهل يستطيع أحد نزول النهر مرتين!. إن ظهور "سحر بدوي" التي تقترب من روح وشخصية "سحر العمري" قد يُوحي بهذا التعويض, لكنه ليس تعويضاً بالمعنى الكامل للكلمة. فظهورها في حياة "يوسف البحراوي" ساعده فقط في التحرر من بعض أثقال الماضي, في أن يشعر بقدر من الراحة. لكنه أبداً لم ولن يُعوضه عن "سحر العمري", لن يُعوضه عن اللحظات المفقودة في تلك العلاقة التي تم وأدها مبكراً.
أمل الجمل


أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما



شريف حتاتة - إبنة القومندان


أصبح طيف " كريمة " يطارده أكثر من أي وقت مضي في الصباح عندما يستيقظ وفي المساء عندما يرقد وفي الأحلام أو وهو سائر في شوارع طنطا الوهج العميق في شعرها ونظرة التأمل فيها حزن صوتها عندما تضحك أو تغني والابتسامة الواثقة من نفسها كأنها تقول : لا أخشي منك ولا أخشي عليك بعد أن مرت سنة أصبح يعود إلي الغربة في كل مرة يبحث عنها يبحث في كل حارة أو زقاق داخل القرية يبحث فوق الطريق إلي المدرسة وفي طريق العودة منها وتحت أشجار الصفصاف إلي جوار الترعة في بعض الليالي يحوم حول بيتها يمشي الساعات الطويلة كأنه يبحث عن آثار قدميها عن شعرها تحت المناديل عن خصرها ينسدل حوله ثوبها الطويل عن عينيها لم يجدها غابت كالطير المهاجر إلي بلد بعيد.

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما