يتناول الكتاب إشكالية المرأة والنظام الأبوي (البطريركي) والجنس في العائلة والمجتمع والسلطة، في الحضارات القديمة والعليا والحديثة، في محاولة جادة لطرح هذه الإشكالية المعقّدة للتحليل والنقد السوسيو-ثقافي.
فالمرأة منذ فجر التاريخ ضحية النظام الأبوي الذي قنّن أعرافاً وتقاليد تجعل المرأة أدنى من الرجل. وهو اضطهاد نوعي وقانوني وعُرفي لم يكن بسبب العامل البيولوجي أو الديني أو النفسي، بل بسبب القِيم الذكورية المسيطرة التي لم تعترف بالمرأة كإنسان كامل، بالرغم من أنها تكوّن نصف المجتمع.
وإذا كانت المجتمعات الحديثة أبوية عموماً، فإن المجتمعات العربية أكثر أبوية وأشدُ محاصرة وتهميشاً للمرأة، التي تخضع لسلطة قانونين متناقضين؛ واحد لا يفرّق بين المواطنين على أساس الجنس والدين والطبقة، وآخر يميّز بين الجنسين، ويُخضِع المرأة لقانون الأعراف والتقاليد فتصبح جنساً آخر، وهو ما يخلق تصوُّراً سلبياً عن نفسها ويقف عائقاً أمام تحقيق ذاتها وذات الرجل في آن.
وبالرغم من خروج المرأة من البيت إلى التعليم والعمل، إلاّ أن الجنس عند العرب بقي موضوعاً مقدّساً يرتبط بالعِرض والشرف، يواجه الحديث والكتابة فيه تحريماً ومنعاً ومصادرة.
من التساؤلات الهامة التي يطرحها الكتاب، سؤال مركزي: لماذا لم تتبوأ المرأة العربية حتى اليوم مركزاً قيادياً عالياً كما حدث مع ميغاواتي في أندونيسيا وغيرها؟!
or
or
إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما