الشخصية الرئيسية في الرواية هو بيفيلاكا: «فهو منخور من الرعب، ومخوف، ونازف، أجل، ومتورم بالشكوك والحذر، هذا، أجل. كان الخوف محزنًا في السنوات الأخيرة في الأرجنتين». هذا الوصف للأرجنتين موطن الروائي ألبيرتو مانغويل، دقيق للغاية على لسانه المطابق للسان بيفيلاكا، الضائع، بيد أنه «لم يختف تمامًا حين وصل إلى إسبانيا، الموطن الثاني له، وأنه مقتنع بأنه لا يندم على منفاه في مدريد، على العكس من ذلك، كانت تعميه الفكرة التي صنعها لنفسه عن إسبانيا». كانت هذه الأرجنتين، كما يرى بيفيلاكا، ألبيرتو مانغويل أن زوجته غراسييلا كانت تقول له: ولكنني لا أحب سواك. وكان بيفيلاكا يصدقها، على الرغم من أنه يعيد «بناء مغامراتها المحتملة بالتفاصيل الأكثر دقة. ويكون عاشقها في بعض الأحيان مكرشًا ومشوربًا، وفي أحيان أخرى، يكون يافعًا ابتدأ لتوه بحلاقة ذقنه، وعشاقها من مدن وبلدان كثيرة».
تتداخل الأسماء مع الأحداث، تيراديلوس الذي يكلم بيفيلاكا، كأنه يبثه كل العــذابات والأفراح والغراميات، التي مرّ بها ألبيرتو مانغويل، السجن، الزنزانة في الأرجنتين أيام الديكتاتورية، العيش تحت ظل العسكر والمظاهرات، وتتحرك الرواية بين إسبانيا أيام فرانكو والأرجنتين المأسورة»، لقد كانوا وهم في بطون أمهاتهم، وأنهم سيكونون كذلك بعد نفسهم الأخير، أي عندما يكونون غبارًا مستعادًا، وعناصر بناء في مناخنا، على نحو ما. وكنا يا صديقي يومًا بعد يوم نستنشق الرماد العسكري المطبب للأرجل، وللمشائين، ولما لا، فقد كنّا نستنشق رماد النشر لكاميلو أوركييتا، الذي ذهب سريعًا لكي يقيم في مدريد في البداية، تحت حكم فرانكو.
or