Showing posts with label فوزي كريم. Show all posts
Showing posts with label فوزي كريم. Show all posts

Thursday, April 14, 2022

فوزي كريم - مراعي الصبار



الذاكرة واللغة ، من منهما يستجيب إلى الآخر ، وهل يمكن للكاتب أن يسيطر على اللغة أم أن اللغة هي من تقود الكاتب ؟ كل هذه التساؤلات يجيب عنها فوزي كريم في كتاب " مراعي الصبار " والذي صدر عن دار المدى للإعلام والثقافة والفنون . يذكر فوزي كريم في هذا الكتاب أن النصوص الموجودة منتزعة من يومياته ولكن تحت تصرف سحر الخيال ،

 وباستجابة لذاكرته ومخيلته معاً ، حيث عمِدَ الكاتب الى أخذ صور فوتوغراف متصرفاً بالرسم على سطحها وحراً مع ألوان الفرشاة .
وذكر الكاتب إنه حاول عمل هذا " أي الإبحار في سحر مخيلته " بين الحين والآخر  " وكان يستخدم في محاولاته الخيالية مكاناً يمنحه لذاذة النثر الحكائي وهو مقعد الاستراحة الذي يتوسط دربي الشعر والدراسة ، هادفاً من خلال ذلك أن يمنح ذلك العالم السحري الذي يرومه .
ذكر الكاتب أن اللغة تتصرف به على هواها حين يكتب الشعر ، أما فيما عدا الشعر فهو من يتحكم باللغة كما يشاء ، ورغم ذلك فأن ثقته تتركز بلغة الشعر والتي لا تمتلك مقاصد مبيّته ، بينما تعد لغة النثر خادعة للعاقل فهي توهمه بمقاصد وإتجاهات بعيدة عن الواقع والحقائق ، مُبيناً هنا أن لا أحد يجرؤ حتى الآن لأن يصرح بأنه يعرف كلا اللغتين .
ويذكر كريم في كتابه ، كما لا يخلو عالم الواقع من امتداد له لا يتضح للبصر بل للبصيرة وحدها ، وكما لا يخلو العالم الخفي والمجهول الذي يحيط بنا من آثار وخطوات يتركها على تربة الواقع  ، فإن الشعر والحكاية يتميزان بالاحتفاء بنقاط التماس بين هذين العالمين ، وهنا لم يتخلّ الكاتب عن احتفائه بهذا حتى في حياته الخاصة حيث تعكسه المرأة إلا أنها تخيب ظنه فتجعل من أذنه اليمنى يسرى ذلك لأنها لا تفاجئه وهو يرتقي السلم ليلاً غارقاً بالنوم كما ذكر .
تضمن هذا الكتاب سبعة نصوص نثر طويلة منها "ليل الفئران" متحدثاً خلاله عن ذاكرته مع شخصيات وصورها وربط تلك الحكاية بوحدته الليلية في لحظات الصمت حيث يحاذبه النوم وفي الفواصل الغائمة بين الصور التي تحمل الذكريات المتواترة وفي لحظات صارت تتسع عن غير إرادة منه  حتى يزوره الصباح وكان هذا النص من كتابات لندن عام 2005 .
أما في نص "كابوس" والذي تضمن جزءين فيذكر الكاتب أنه يعتاش على ما يكتبه فبأية لغة يكتب ؟ هل هي لغة الخوف حيث إنه "لا يجيد لغة الغرب هناك" . وفي بلوغ مثل هذه النقطة يذكر إن الأسى البليغ كان يتحول بداخله إلى توتر بفعل التباس الأمر الذي أصبح أو سيصبح أشبه بكابوس بات يراوده .
في نص "الموعد المؤجل" الذي يتحدث فيه عن عبد الستار ناصر ، يذكر كريم انه قلق بشأن كيفية معرفة ما إذا كان بخير أم لا  فهو على علم بأنه لا مبالٍ وانه حريص على تصيد اللحظة المناسبة لمغامرة وشيكة مع امرأة مستعصية  وانه يحتسي الكأس بحرية لا يتمتع هو نفسه بها وهذا ما أثار قلق كريم على صديقه الذي سبقه في موعده بست سنوات .
كما تضمن الكتاب نصوصا أخرى من ذاكرة فوزي كريم مثل : حجي اسماعيل ومراعي الصبار والزمن الثالث ولعبة الكريات والتي جاءت بلغة مميزة سهلة ورصينة تحمل عمق ذاكرة صاحبها .

أو


 

Sunday, April 10, 2022

فوزي كريم - يوميات نهاية الكابوس


أهواء المثقف العربي والعراقي اللاعقلانية، وهذا ليس عيباً، بل قد يبدو ضرورة في أحيان كثيرة، ذات مخاطر غير محدودة النهايات، حين تدخل بهو الفعل والنشاط السياسيين. المثقف العارف بمقدار الفاصل بين أهوائه وبين التزام العقلانية في الفعل السياسي المسؤول، يقدر بالتأكيد على الانتفاع من حرارة الأهواء، وتوليد عاطفة نافعة. ولكن التجربة الطويلة مع إسهامات المثقف العربي والعراقي في الفعل السياسي، والايديولوجي، أثبتت العكس تماماً.
تحول النص الخيالي، والنص النظري، بين يدي المبدع والدارس الى يوتوبيا، مثقلة بقناعة قابليتها للتطبيق العملي. صار الشاعر، بدل السعي للكشف عن التباسات الشرط الإنساني، وإضاءة الأركان المعتمة، أو نصف المضاءة في الانسان، يسعى على النقيض الى فرض حلول سحرية بقوة الكلمة، داخلاً المعترك الأرضي، يداً بيد مع المغامر السياسي، لتطبيقها. طبعاً عادة ما يكون الشاعر أو الكاتب الخيالي، لضعف تأثيره العملي وضعف حيلته، مع السياسي، أو تحت ظله، أو خلفه، يزوّده بدفق المشاعر التي يفتقدها الأخير، ثم مع الأيام يجد نفسه وقد تقزّم الى مؤيد ومطبّل، للسياسي الذي استلم زمام السلطة.
حدث هذا بصورة غاية في الملموسية والتاريخية مع ثقافة ورؤى البعث القومية، والثقافة المعارضة لها في العراق. خرج الشاعر الذي لا يرى إلا "جنةً عرضها الوطن العربي"، معززاً بالشاعر المعارض له الذي يراها جنة " بذلة العمال الزرقاء". وبدأت معهما مخاضة الدماء، التي انتهت بصعود الدكتاتور.
أكثر من نصف قرن لم يترك فيه هذا المعترك الدامي بين الأهواء الثقافية، التي أخذت لبوس السياسي ونزلت الى الشارع، فرصة لرئة العربي والعراقي للتنفس الصحي. وكما ابتنى معترك الأهواء اللامسؤولة سلماً لصعود الدكتاتور، كذلك ابتنى الدكتاتور سلماً لبلوغ نهايته المحتومة.
هذه أوراق بمثابة يوميات، كنت أكتبها في جريدة "المؤتمر" المعارضة، التي تصدر في لندن. يوميات تتأمل، داخل المساحة الزمنية المتبقية للدكتاتور، خطوات الزمن باتجاه نهاية الكابوس. 

أو