لن يعود القمر في سماء عشقك رغيفاً طازجاً كما في العديد من أماسي جوعك السرمدي. بل يستحيل كابوساً يقلي كيانك كله.. يوقفك عند المشارف الممضَّة لخيام القربـاط.. فترى بين فُرجـات الغيوم الداهمة والأفق الكالح، سحناتٍ هلاميةً تندلـق عليك، تتَداخُلُ فيكَ خَليَّـةً خَليَّـةً.. عندها تدرك القهر كله في آونة واحدة، ولا يكون لك إلا أن تهرب نحو الحانة الخاوية من الحنـوِّ، والضنينـة بالإرواء.. أو إلى مقهى يَلِمُّـكَ وحيداً منكسراً كي تتحدَّث. لا تشرب ولا تقامر ولا تغني.. تنتظر نسيمة المقيمة في أحزانك صبح مساء همَّـاً دائماً، وهي تتبدَّى مرتديةً بيلسان الربى، وفي يدها قبضـة من شقائق النعمان جمعتها من أطراف مضارب القرباط، البعيدة بُعْـدَ نسيمة نفسِها عنك..
أو