Showing posts with label روايات عربية. Show all posts
Showing posts with label روايات عربية. Show all posts

Saturday, October 19, 2024

عبد الستار ناصر - نصف الأحزان




"مسحت بأصابعي على صورة "عواطف" أي حزن عظيم أن نختفي عن الحياة هكذا دون أن نحقق أي حلم ولا أي رجاء في هذه الأرض الملغومة بالقساة والساسة البلهاء... انقطع اليوم الرابع، وأنا أحترق في هذا السرداب المغلق... أصغي إلى نغم... ما دام الحارس لا يعترض على أي لحن اختار معي أو مع ما يفعله سواي من المرميين في ذلك الدهليز المنسي من شعاب بغداد".
نصف أحزانه، عبد الستّار ناصر، تتموضع على هذه الصفحات، تنفلت منه عبارات تختزل قهر تسع سنين من العذاب. جلادون وحرّاس وأدوات تعذيب، ومرض ومعاناة، وصورة عواطف زوجة عبد الباري تنبض حيّة في كل جزء من كيانه. هو الإنسان يصوره من قلب الموت تخرج الحياة. استحالات وتداعيات وخيالات وفكر وجزئيات رجل قابع في سراديب المعتقلات يسردها عبد الستار ناصر بأسلوب شيق، لا يجد القارئ من خلاله أي مسافة ما بينه وبين السطور.



أو


 

Tuesday, October 15, 2024

محمد عبد المنعم الحناطي - المخاوي



محمد عبد المنعم الحناطي، شاعر وروائي وعضو عامل باتحاد كتاب مصر. صدر له دواوين: (اللي زيك) (المنجى المخاوي) (بعد الفراغ من الجنون) (جوايا سر) (أنا الحرف اصطفاني للكلام) (يليق بنا الخيال) (طلبت معي الطيران) (مالم يكن يخفي). إضافة إلى بعض الدراسات النقدية. الجوائز التي حصل عليها: جائزة الشارقة في الرواية عام 2009م عن رواية (المخاوي المنجى). الجائزة المركزية عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في الشعر 2012م. جائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2013 عن ديوان (بعد الفراغ من الجنون). درع ساقية الصاوي 2013م. أجيز بإجماع لجنة تحكيم برنامج أمير الشعراء ووصل للتصفيات النهائية بها 2015م. حصل على الجائزة الأولى من المجلس الأعلى للثقافة عن ديوان (يليقُ بنا الخيال) 2015م. شارك في العديد من المؤتمرات والمهرجانات الأدبية داخل مصر وخارجها. تم اختيارة كشخصية أدبيةعامة في مؤتمر أدباء مصر 2013م. تم اختياره أمينًا عامًا لمؤتمر اليوم الواحد في البحيرة 2022



 

Sunday, October 13, 2024

عمارة لخوص - القاهرة الصغيرة



عمارة لخوص روائي جزائري مقيم في إيطاليا يكتب باللغتين العربية والايطالية, يعد "عمارة لخوص" من الأصوات الروائية التسعينية في الأدب والتي تبشر بمستقبل واعد للرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية، فضلاً عن حضوره القوي في الغرب، فقد حاز على جائزة فلايانو الأدبية الدولية عام 2006، وجائزة المكتبيين الجزائريين عام 2008، الكتابة لديه فعل واعٍ لأنها تقوم على البحث، لقد كان لتخصصه في الفلسفة ومن ثم الأنثروبولوجيا أثراً واضحاً في سبر أغوار المجتمعين الجزائري والإيطالي أعطته أدوات لفهم الواقع وفي دراسته لأبطال رواياته وتفاعلهم في محيطهم الثقافي، من هنا كان الروائي يدقق في التفاصيل ويرى الأشياء بطريقة لا يملكها غيره.
 "القاهرة الصغيرة" يأتي العمل بمثابة قراءة نقدية لمفهوم الإرهاب في المجالين التداوليين الإسلامي العربي والغربي على حد سواء لظاهرة مجتمعية مركبة يتوقف فيها عند أهم المسلمات المفاهيمية المؤسسة لما يمكن اعتباره مقتضيات مصالحة الإسلام العربي والغرب المسيحي.
لقد أجاد الروائي رسم تحركات أبطاله من خلال ما يسمى بالسيرة النصية في الأدب الذي أصبح رائجاً كأسلوب أدبي في العقدين الماضيين، حتى أصبح الروائي يتكلم بلسان شخصيات رواياته ويكشف أسرارها وهذا ما فعله "لخوص" في حبكته الجنائية المعقدة مستخدماً شخصية جذابة مثقفة هو "السيد كريستيان مزاري" إيطالي يندس بين المهاجرين العرب والمسلمين في حي ماركوني بروما لكشف عملية إرهابية مرتقبة وصلت أخبارها إلى الاستخبارات الإيطالية. وقع الاختيار عليه لكفاءته اللغوية وقدرته على التحدث باللهجة التونسية بطلاقة، يقول بطل الرواية: "أدركت المراد من مهمتي السرية: اختراق الجالية العربية المسلمة في روما والتجسس عليها. الغاية هي منع حدوث عمليات إرهابية فتاكة وإنقاذ حياة الكثير من الأبرياء..." وهنا يعالج الروائي من خلال المهمة الموكولة إلى بطله قضية جماعية فيلبسه دور منقذ الوطن بالمفهوم الغربي، يقول ضابط الاستخبارات لـ "مزاري": "لا تنس يا سيد مزاري، وطنك إيطاليا في حاجة إليك. نحن في حرب".

أو


 

Thursday, October 10, 2024

صفوان إبراهيم - وصايا من مشفى المجانين


أتاحت وزارة الثقافة في حكومة النظام لمتابعي منشوراتها فرصة تحميل الرواية التي منحتها الجائزة الأولى على مستوى البلاد، في مسابقة أجرتها عام 2017 وحملت اسم الروائي السوري الأشهر حنا مينه. في مقدمته يقول مدير الهيئة العامة السورية للكتاب إن الجوائز لا تخلق المبدعين، فالأديب يولد «وجينات الإبداع في دمه». وفي هذا السياق فإن هيئة الكتاب، كجهة منظِّمة للمسابقة وناشرة، «تفخر» أنها تقدم اسماً جديداً للمشهد الثقافي، هو الفائز الأول بالجائزة صفوان إبراهيم، عن روايته «وصايا من مشفى المجانين»، وهي الثانية له بعد «طابقان في عدرا

أو


 

Wednesday, October 2, 2024

السيد ولد أباه - الشنقيطي



تقع رواية "الشنقيطي" في 216 صفحة من الحجم المتوسط، وقد أُخرجت بشكل أنيق؛ فعلى غلافها تتربع صورة جميلة لجامع مدينة شنقيط التاريخية بمئذنته الشهيرة، وفي الجانب الآخر من الغلاف مقتطف من خواتم الرواية لا تَخفى مراميه التأملية العميقة، ونظرته الفلسفية للنهايات، وتشبثه بالعودة للأصول.
طبعت الرواية طباعة فاخرة مستهل هذا العام (2021) في طبعة أولى، وقد توزعت بين ثمانية فصول، واستُهلَّت بإهداءٍ للأمير محمد فال ولد عمير ولد سيدي ولد محمد لحبيب الذي توفي سنة 1965.
لا تخلو الرواية من بعض الأخطاء المطبعية القليلة كاستبدال نقطة بنقطتين أو نقطتين بنقطة أو حذف حرف من كلمة، إلى غير ذلك من الأخطاء، وأشدّها ما كان له علاقة ببعض الأبيات الشعرية المتناثرة في الرواية طولا وعرضا، وقد لاحظت ذلك رغبة في أن يتم التنبه له في الطبعة الثانية القادمة؛ فرواية "الشنقيطي" من الروايات التي ستطبع كثيرا وتدرس كثيرا، لما تحمله من تاريخ وثقافة وفكر.

أو


 

Saturday, September 28, 2024

صفوان إبراهيم - طابقان في عدرا العمالية



إنها حكاية المدينة التي لم يعلم العالم الخارجيّ عن مأساتها، بل تعامى وتغافل وأخمد وميض عدساته عن أنين من احتجزوا وقتلوا فيها.
المدينة التي ضمّت عمالاً وَموظفين ومهندسين، قدموا إليها من كل أنحاء سوريا مع عوائلهم، أغمضت عينيها قبل النهاية على رؤوسٍ تقطع، ونساءٍ تُسبى وتُغتصب كما في غزوات الجاهلية، وأطفالٍ، وضعوا في الأفران الملتهبة أحياء!
حكاية عائلتين سوريتين، مختلفتين متباينتين إلا في المحبة والألفة، جمعتهما أطباق الطعام، وفناجين القهوة، وكِليَةٍ تقاسمها الوالدان في عمل جراحيّ خاطهُ القدر، فصار الدم واحداً.
حكاية طابقين في مدينةٍ، أشعلت الحرب فيها نار الموت، احتلها من يرتدون العمامات، ويتدثرون بجلابيب الأفغان غرباءٌ عن وجهها الطيب البسّام، قدموا غزاة فاتحين للموت والدم، فاشتعلت بين سطور الحكاية شعواء حرب العقل، والبقاء، والحياة، وحكاية أبٍ وجار وصديق، اسمه نزار الحسن محتجز في منزله المحاط من كل الجهات، بوحوش الأرض وقتلتها في لحظةٍ مجنونةٍ يضعهُ القدر فيها أمام أمرين أحلاهما مرّ؛ الاستسلام ومشاهدة زوجه وأطفاله يقطّعون ويحرقون، أو استخدام قنبلةٍ بدت بالنسبة إليه الحل الوحيد للنجاة.
صفوان إبراهيم (1978) كاتب سوري، التحق بالكلية الجوية عام 1996، تخرج منها ضابطاً طياراً عام 1999، كان لاستشهاد أخيه 
الصغير حيان في الرقة أثر عميق في توجهه إلى الكتابة، والتعبير عن تجربته القاسية ومعاناته من الحرب الظالمة على وطنه 
(!!!!!!) 
فالكاتب يصور في هذه الرواية بروبغندا النظام المكررة, عن وحشية قوى المعارضة وبراءة  ووداعة نظامه

أو


 

Wednesday, September 25, 2024

شوقي عبد الحكيم - بيروت, البكاء ليلا



سافَرَ «المُهاجر» إلى «لبنان» ليجمع حكاياتٍ جديدة، ولكنه لم يعرف أنه سيعيش تجرِبة حية ستُغيِّر مسارَ حياته، وسيشهد بدايةَ الغزو الإسرائيلي الذي تلا الحربَ الأهلية التي لم تكن آثارُ دمائها جفَّتْ بعدُ؛ حيث كان الملجأُ الوحيدُ له من الشظايا المُستَعِرة في المدينة المُحاصَرة هو الاختباء، وتأمُّل الشوارع الممتلئة بالجنود والمارة المتجهِّمين. الطُّرُقات يكسوها الحزن والدمار، والأطفال اجتُثَّتْ براءتهم من هوْلِ ما شهدوه من دماءٍ مُراقة، وأصواتُ القصف تقطع نومَهم بلا نذير. غطَّت المدينةَ سحبٌ من الدخان الرمادي يتخلَّلها بين الحين والآخَر ضوءُ شرارةِ طلقات البارود. لم يستطع «المُهاجر» تصديقَ الكابوس الذي عاشه في «بيروت»، وهو الذي اعتاد الترحالَ والتنقُّلَ بين البلاد ليجمع الحكايات والنوادر الطريفة من أفواه الناس. لأول مرةٍ يكفُّ عن قصِّ حكاياته ويُنصِتُ مشدوهًا لقصص «فتاة الجنوب».

أو


 

Tuesday, September 24, 2024

رشيد بوجدرة - يوميات امرأة آرق


" ولِدتُ مفتوحة العينين. هذا ما جزمته أمي في هذا الصدد. و منذ ذلك الحين لم أتغيّر. حتى صفعة أخي التي صفعني إياها يوم سألتُه عن الطمث هي أيضا -رغم شدة الصدمة و قساوتها- لم تكُن عائقًا لي في النوم. جعلتُ مِن الحذر مبدأ لحياتي. أبقى يقِظةً مُتيقّظة لوحدي و العالم كلّه نِيام. "
#رشيد_بوجدرة .. و هل كانت حياة المرأة العربية عبر العصور إلّا ليلًا و أحلامًا أغلبها كوابيس؟

أو


 

Thursday, September 19, 2024

بسام السلمان - الحارة القبلية, حكاية الشركسية




الرواية تتأمل البيئة الأردنية المحلية من خلال قصة حب بين عربي عمر أمين والفتاة الشركسية سناء، ومن خلال هذه العلاقة يستعيد السلمان جزءا مهما من تاريخ مدينة عمان ونشأتها وتطورها عبر حلول الشركس فيها.
وتمضي الرواية الى سرد سلسلة من القضايا التي تنبثق من حكاية الحب وما يتعلق بها من الأحداث والأمكنة، فتقف على مسألة السفر والاغتراب التي تجمع بين أردني وسوري وعراقي ولبناني وفلسطينية ويهودية يسافرون إلى فرنسا للدراسة والعمل، لتتشكل من هذه الرحلة سلسلة من الأحداث التي يتداخل فيها السياسي بالإنساني بالاجتماعي والتي تتشكل رؤى هذه الشخصيات ومواقفها.
واللافت للنظر أن الرواية تستحضر مجموعة من الوقائع الحقيقية المتعلقة في الرمثا وسفر بعض أهلها إلى ألمانيا وما يعانونه فيها من هموم الغربة ومصاعبها ويقوده إلى استرجاع وقائع سياسية عديدة تتعلق بالحياة السياسية في الأردن في الخمسينيات وما بعدها من خلال حوارات بين الشخصيات وتبرز مواقف الشخصيات من الأحزاب السياسية ذات الحضور في المجتمع الأردني.
وفي الرواية وقوف على قضايا تتعلق بالمرأة، مثل الزواج المبكر والاعتداء على حقوقها والزواج المختلط، العربي والشركسية والموقف المتباين منه بين الرضا والرفض.
ويهتم السلمان في هذه الرواية بتقنيات السرد الروائي، وينوّع فيها؛ وذلك للإحاطة بتفاصيل الأحداث، وزيادة تماسكها وترابطها، فيستخدم السرد بضمير الأنا وأحيانا بضمير الغائب، مقدِّمًا من خلاله وصفًا لدواخل الشخصيات ومصائرها، دون انحياز نحو مواقفه وأفكاره، ويقدّم لنا الكاتب عناصر العمل الروائي من خلال وصفٍ واقعي للأمكنة والأحداث والشخصيات، مضفيًّا بعدًا واقعيًّا وحقيقيًّا على الأحداث.

أو


 

Monday, September 9, 2024

Repost: ماهر شرف الدين - ابي البعثي, رواية



يتبادر الى ذهن القارئ حين يرى في العنوان الفرعي لأحد الكتب المنشورة كلمة “سيرة”، أن الكاتب رجل مسن سطرته سنين العمر سكة لحكايات وأحداث كثيرة تستحق أن تروى، لكن أن يكون الرواي في العقد الثالث من عمره، كما هي الحال مع ماهر شرف الدين في كتابه الجديد “أبي البعثي”، الصادر عن دار الجديد 2005، هذا يعني أن للخطاب منتهى الصراخ، غير النابع لزوماً من استثنائية الكاتب. بل من قسوة بيئة الرواية حصراً “قدر أن تكون سورياً”.

عالم الطفل، ثم اليافع ماهر شرف الدين ابن المسؤول البعثي هو متن القصة. من أقصى الجنوب السوري في محافظة السويداء، حيث الخرافة نشيد أبدي في الجبل، الى أقصى الشمال في الجزيرة السورية، حيث تتمنى أن تكون حياتك خرافة لمدى جنون الحقيقة. يروي الكاتب باختصار جغرافياه المنزلية، ومن خلالها سيرة سورية في عهد البعث. حيث باتت السورية طقساً أكثر مما هي هوية. ثقافة فارة لا وطن يحمي. الوالد البعثي ذو السلطة المطلقة بفضل يده القوية الكاسرة، الأولاد الذي لا حول لهم مع قدر خلقوا له غير الحلم، الأم المجبولة بأمومتها زوجة البعثي التي تفتخر به. صورة طبق الأصل عن “الوطن” السوري. يقول شرف الدين: “يد أبي كانت السبب كنا نرى العالم من خلف هذه اليد الضخمة التي تضربنا بلا هوادة. يد أبي التي حجبت العالم عنا أصبحت حدود عالمنا الصغير والبأس. كنت كلما نام أبي بعد الظهر اختلس النظر لأرى يده فوق اللحاف. أختلس النظر اليها وأعرف أنها لا تنام. وكان إذا صدر منا صوت أثناء نومه، يصيح بنا جميعاً فنأتي مطأطين رؤوسنا الى مستوى يده، ولا نرفع وجوهنا حتى يفرغ من ضربنا، أو يمل. كانت الكدمات الزرقاء بصمات يده على وجوهنا”. وفي مكان آخر يقول: “كان أبي يقوم بالتفتيش اليومي في كتبي، كي يتأكد أني لم أعد أرسم أو أكتب الشعر”. ومن بوابة هذا العالم يفضح شرف الدين خواء كل الخطبات الدينية والسلطوية والسياسية، فالوالد العضو في الحزب الثوري الحاكم يسرق الكهرباء من الدولة و… و… و…. إلخ.
بعدما أنتج القمع والكبت وعياً مجتمعياً وثقافياً يستطيع الالتفاف على كل أنماط الصدام مع السلطة بمعناها المجرد، ويحول مقاومتها الى فعل متلطٍ وراء مهمات لا تبغي غير الزيف حقيقة. يصبح قول كل شيء وحده الذي لا يساوي قول أي شيء. حيثما فعل محمد شكري في روايته “الخبز الحافي” في فضح طهورية جيل الستينات والسبعينات بالكامل. يفعل شرف الدين بهتك سيرة الجيلين الأخيرين من السوريين في ظل حزب البعث. هنا بعدما أصبحت حوادثنا اليومية أقرب للنص منها الى الوقائع في ظل المعاشرة اليومية للشاعرية السياسية والاجتماعية وعلى المستويات كافة. فلغة الحياة اليومية البزيئة المحشوة بالمحرمات النصية مثلاً، حسب شرف الدين، وحدها قد تنفد من شبكة لغة اللامعنى السائدة. القول بسوريا المليئة بالطوائف المتناقضة المتعاركة حيناً، والمتماهية مع ذاتها المتصالحة أحياناً، وحده الذي يتباين مع النشيد القومي العربي السلطوي ذي الرائحة الواحدة. فمحرمون نحن من كل شيء ولم لا، شبقون نحلم كل يوم بمضاجعة الشحاذة وهذه هي الحقيقة، نكره طوائف غيرنا… هذه تربيتنا، عنيفون نقتل الحيوانات ونأمل إذابة أعداءنا بالأسيد… هذا واقعنا، لا نملك حلماً سوى الموت بسلام… هذا ما وصلنا له. ومن يقول غير ذلك لا يقول كل شيء.
لست وحدي
من طرف خفي، قبل نهاية النص، يروي الكاتب قصة السورية ناديا شيخي التي في الظاهر تعكاس الراوي مئة وثمانين درجة. فهي أنثى وهو ذكر، هي كردية وهو عربي، هي من الشمال وهو من الجنوب وهي… إلخ. لكن ناديا شيخي الفتاة المغتصبة من أبيها، والتي عاشت شحادة مع أمها، ثم شغالة من بيت الى آخر في بيروت. تشبه رغم كل اختلافها الظاهري الكاتب. ومراد القول هنا. كلنا في الهم شرق.
لا ينجو الكاتب، كأي سوري، من تلك القبضة التي ظلت تلاحقه طوال العمر إلا بموتها، لا موتها جسداً ودماً بقدر موتها ذاكرة ووعياً لهذا العالم. قبضة الأب ماتت فقط حين تحداها. مثلما ماتت الطائفية ومات العنف والجوع حين عرفهم وكتبهم. يقول الكاتب “محدقاً في يده التي رفعها لضرب أمي. سأكسرها لك. كنت أظن أنه سيصرعني بضربة واحدة. وأغمضت عيني في انتظار وصول يده. لحظة تمر. واليد لا تصل، لحظة ثانية، واليد بعيدة، ثالثة… أفتح عيني: تمثال رجل أسمر عيناه مليئتان بالنمل، له شاربان ليسا كثين جداً، لكن لمعانهما الفولازي مخيف. يده الكبيرة في الهواء تستعد للانقضاض على امرأة حمت وجهها بيديها، وبطنها بأن طوت رجليها. شعر صدره وأبطيه واضح لأنه كان في ثيابه الداخلية. عيناه موجهتان صوبي ولا تلمعان. إذاً، يده مصوبة نحو أمي، وعيناه نحوي: هكذا أنهزم أبي”.
في استدراكه الأخير يحاول الكاتب في شبه رد اعتبار للأب الذي بات اليوم مثالياً. ونصف فتح للحكايا المغلقة التي لا تليق بأدب يحلم يقول الكاتب: “مخجل أن أقول إني انتظرت حتى السطر الأخير كي أفكر في مصير أبي. كي أفكر بشكل الذبحة القلبية التي قد تصيبه عندما سيقرأ هذا الكتاب الملعون. لكن إذا قدر له إن ينجو، وأتمنى ذلك، سأركع أمام قدميه النحيلتين صاغراً كما يليق بابن أو مجرم، وسأقبل يده… اليد نفسها”.
عن جريدة “المستقبل”، 3 كانون الثاني 2006
رستم محمود (موقع قصيدة النثر)

أو


 

Friday, September 6, 2024

ممدوح عزام - نساء الخيال




«سأجلس وحيداً كأني على موعدٍ مع إحدى نساء الخيال»، بهذه العبارة المقتبسة عن محمود درويش، يفتتح الروائي السوري ممدوح عزّام (1950) روايته الجديدة «نساء الخيال» (دار أطلس ـــــ بيروت). لكن النص سيذهب إلى مناطق سردية أبعد، في استعادة حقبتي الخمسينيات والستينيات في سوريا، كأن الزمن العذب توقف هناك، ثم جثمت صخرة ثقيلة على الأرواح. ليست «نساء الخيال» رواية حب إذاً، بل سيرة جيل وجد نفسه على تخوم مرحلة جديدة، عتبتها صعود حزب البعث إلى السلطة، وأفول تطلعات هذا الجيل إلى أفق أرحب.
أثناء دراستهم في دار المعلمين، يقرر أربعة أصدقاء في لحظة طيش تأليف عصابة تحت اسم «الكف الأسود»، مهمتها كتابة رسائل حب تحوي قصائد من الشعر العربي القديم، وتوزيعها سرّاً في باحة المدرسة، ما يستدعي استنفار الجهات الأمنية لمعرفة من يقف وراء هذه المنشورات السريّة. هكذا تتناسل أزمنة وذكريات ومواقف عبر مدوّنة لا تستقر على حال، تبعاً لتعدد الرواة في وصف الوقائع.
أحد أعضاء العصابة القديمة يُنقل تعسفيّاً من التعليم إلى الأرشيف في نوع من التطهير للجهاز التعليمي.

أو


 

Saturday, August 31, 2024

جورج سالم - فقراء الناس



جورج سالم (1933-1977) هو أديب وروائي من مواليد مدينة حلب في سوريا، تخرج من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق قسم اللغة العربية في عام 1955 كما حصل على دبلوم التربية عام 1956. عمل في مجال التدريس وتولى إدارة المركز الثقافي العربي بحلب كما ترأس فرع اتحاد الكتاب العرب في مدينة حلب، زوجته هي الكاتبة ليلى صايا.
قام جورج بعدد من الدراسات عن اللغة العربية إضافة إلى تأليف العديد من القصص القصيرة ورواية واحدة بعنوان المنفى كما عمل على ترجمة بعض الروايات إلى اللغة العربية.

أو


 

جورج سالم - حوار الصم



جورج سالم (1933-1977) هو أديب وروائي من مواليد مدينة حلب في سوريا، تخرج من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق قسم اللغة العربية في عام 1955 كما حصل على دبلوم التربية عام 1956. عمل في مجال التدريس وتولى إدارة المركز الثقافي العربي بحلب كما ترأس فرع اتحاد الكتاب العرب في مدينة حلب، زوجته هي الكاتبة ليلى صايا.
قام جورج بعدد من الدراسات عن اللغة العربية إضافة إلى تأليف العديد من القصص القصيرة ورواية واحدة بعنوان المنفى كما عمل على ترجمة بعض الروايات إلى اللغة العربية.

أو


 

جورج سالم - حكاية الظمأ القديم



جورج سالم (1933-1977) هو أديب وروائي من مواليد مدينة حلب في سوريا، تخرج من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق قسم اللغة العربية في عام 1955 كما حصل على دبلوم التربية عام 1956. عمل في مجال التدريس وتولى إدارة المركز الثقافي العربي بحلب كما ترأس فرع اتحاد الكتاب العرب في مدينة حلب، زوجته هي الكاتبة ليلى صايا.
قام جورج بعدد من الدراسات عن اللغة العربية إضافة إلى تأليف العديد من القصص القصيرة ورواية واحدة بعنوان المنفى كما عمل على ترجمة بعض الروايات إلى اللغة العربية.

أو


 

جورج سالم - في المنفى



جورج سالم (1933-1977) هو أديب وروائي من مواليد مدينة حلب في سوريا، تخرج من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق قسم اللغة العربية في عام 1955 كما حصل على دبلوم التربية عام 1956. عمل في مجال التدريس وتولى إدارة المركز الثقافي العربي بحلب كما ترأس فرع اتحاد الكتاب العرب في مدينة حلب، زوجته هي الكاتبة ليلى صايا.
قام جورج بعدد من الدراسات عن اللغة العربية إضافة إلى تأليف العديد من القصص القصيرة ورواية واحدة بعنوان المنفى كما عمل على ترجمة بعض الروايات إلى اللغة العربية.

أو


 

إملي نصرالله - الرهينة



أين تبدأ علاقة الإنسان بمحيطه وأين تنتهي؟ بل أين تبدأ علاقة الإنسان بقدره وإلى أيّ بُعدٍ تصل؟ هذا بعضٌ من أسئلة تطرحها "الرهينة"، رواية إملي نصراللّه، محاوِلةً عبر الشخصيّات، والأحداث، والأسلوب البليغ، أن تُسلّط أضواء جديدة على وضع المرأة، في مجتمع لا يزال يعتبرها مخلوقًا قاصرًا يستدعي الوصاية.
كما تمضي الكاتبة أبعد من الواقع الاجتماعيّ الملموس، فتشبك عملها الروائيّ بالوجود الإنسانيّ، أسراره، وغايته، وذلك ببساطة وشفافيّة وشاعريّة تضع عملها هذا بين روائع الأعمال الروائيّة في العصر الحديث.
"الرهينة" علامة بارزة في مسيرة القصّة العربيّة حاولت إملي نصراللّه من خلالها أن تُكسب الرواية العربيّة لونًا خاصًّا من البُعد النفسيّ والمنحى الفكريّ. لقد أرادت من الأدب أن يستشرف آفاقًا بين الواقع وسوابقه ولواحقه ليفهم الإنسان سرّ وجوده، لا وجوده فحسب. روايةٌ تختصر عصرًا، وترسم واقعًا تاريخيًّا وإنسانيًّا.

أو


 

Monday, August 19, 2024

فادي توفيق - الأعمال غير المكتملة لكيفورك كساريان




شكلسة وتزبيط المغترب الكبير أبوعبدو البغل

في أوّل يوم خميس من العام 1981، ستصيب قذيفة كبيرة عن طريق الخطأ منزل كيفورك، وسيتسبّب ذلك بحريق سيلتهم كامل محتوياته. داخل منزله المتفحّم والذي جاء لتفقُّده بعد أيام، سيدرك كيفورك أنّه الآن فقد كلّ شيء. فقد كلّ متعلّقاته، كلّ ممتلكاته، أرشيفه الخاصّ، ما لا يحصى من المقتنيات، وجميع الأغراض التي اشتراها وجمعها عبر السنين. النسخة الوحيدة لفيلم التخرّج. ثلاثة ألبومات صور شخصية تحوي مئات الصور التي تغطّي جميع مراحل حياته من الطفولة إلى الصبا إلى المراهقة إلى سنوات دراسته الجامعية في باريس. صوره تلميذًا جامعيًّا مشاركًا في تظاهرات طلّاب باريس الحانقين واجتماعاتهم في أيار 1968. صور النسوة اللواتي مررن بحياته. عشرات الأعمال الفنّية لفنّانين تشكيليين لبنانيين وفلسطينيين وسوريين كانت تزيّن جدران شقّته البيروتية الفخمة. حتّى قطّته السيامية سماهر تفحّمت. ملابسه، ساعاته، كاميراته، سندات الملكية بالعقارات والأراضي التي ورثها عن والده، والكثير من مسوّدات سيناريوات أفلام غير منتهية. هناك، وبينما كان كيفورك واقفًا وسط ركام منزله المتفحّم، ستدهمه مرّة أخرى فكرة البداية الجديدة. سيفكّر أنّه بعد كلّ الذي حصل، ليس يمكن أفضل ولا أنسب من كلّ ما حصل لبداية جديدة بحقّ وحقيق.

أو


 

Saturday, August 10, 2024

أحمد محمد الطراح - أفواه مكممة



في روايته "أفواه مُكمَّمة" يرصد الكاتب الكويتي أحمد محمد الطرّاح البيئة الاجتماعية ‏العامة في بلاده، والتي يتوجب على الفرد الذي يعيش تحت سلطتها أن يتخذ أحد ‏موقفين: القبول أو الرفض، فالأفراد في هذه الرواية هم أسرى ظروفهم (العادات ‏والتقاليد) التي يغدو الفكاك منها أقرب إلى المستحيل.‏ تناقش الرواية موضوع السلطة الأبوية في المجتمع العربي، فالأب الذي يبدو ‏ضحية بالولادة سوف يكرر ما عاشه في كنف أبيه ويعيد إنتاج سلطته الأبوية ‏ويفرغها في زوجته وأولاده الذكور والإناث معاً. الأب يوسف الذي أحضره والده من ‏القاهرة إلى الكويت وحرمه من دراسته وحبيبته إثر وشاية من زميل حاقد؛ وزوَّجه ‏بابنة عمه قسراً، سوف يُعامِلْ زوجته وبنيه معاملة مماثلة يفرض على الزوجة السمع ‏والطاعة والحرمان من العمل، ويفرض على الابنة نوع الاختصاص في الجامعة ‏والزواج بابن عمها، ويفرض على الأبناء الذكور نمط حياة لا يجدون فيه ذواتهم، ‏فنجد من أبنائه من يخضع لسيطرته قسراً ويدفع حياته ثمناً لحريته، ومنهم من ‏يتحايل على الظروف ويكسب الرهان والمنصب السياسي الذي يدفعه إليه والده تحت ‏شعار القضاء على الفساد ومساعدة المحتاجين. ‏ ما يميز "أفواه مُكمَّمة" هو أن صانعها، أحمد محمد الطرّاح قاربَ عمله هذا من ‏منظور نفسي، تَتَبَّعَ خلاله إشكاليَّة الأب بين الواقع والمثال، وتَتَبَّعَ أثرها على الأبناء، ‏ولهذا الغرض أظهر لنا بنية جديدة للسرد، تعتمد تعدد الأصوات، ضمن وحدات ‏سردية مستقلة، حيث تدلي كل شخصية في الرواية بمواقفها، المواجِهة أو المؤيدة ‏للسلطة الأبويَّة، ويظهر ذلك من خلال لغة أدبية عالية، وفلسفة تمثل الظروف ‏‏(الأحوال)، وحوارات ترصد الانفعالات وردَّات الفعل سواء على الصعيد الفردي أو ‏المجتمعي.‏ من أجواء الرواية نقرأ:‏ ‏"أحبائي الذين أرادوني شخصاً آخر...‏ لم يعد باستطاعتي التظاهر أكثر؛ وهذا الآخر لا يشبهني. مَن أنا إذن؟ في الحق ‏أنني أجهلُ حقيقتي. وهذا القناع البائس أرهق ملامح وجهي. آه كم أحتاجُ إلى ‏التجرّد من اسمي، من مجتمعي، من أفكاري. كم أحتاجُ إلى التجرّد من جسدي ‏لأعرف ماهيتي. إن الحياة حين تقسو على أحدٍ ما، تصنعُ منه فيلسوفاً بائساً، لا ‏يرى في الموت إلا بطاقة عبور وحسب".‏

أو