شكلسة وتزبيط أبو عبدو الفينيئي
الواقع أن أحزاباً عدة في لبنان ليست أحزاباً بالمعنى الديمقراطي بمقدار ما هي "ماكينات" طائفية أو تجمعات تحت سيطرة زعيم واحد أو أسرة واحدة، والنظام الطائفي مفلس، لكنه قوي في دولة ضعيفة وسلطة مستقوية ومستضعفة في الوقت ذاته. لا الأحزاب العلمانية قادرة على تغيير النظام أقله نحو دولة مدنية، ولا الأحزاب الطائفية والمذهبية لها مصلحة في تغيير النظام الذي لا دور لها ولا حتى وجود من دونه، ولا رزق لها إلا من تناتش الحصص السلطوية فيه.
إن المشكلة هي "اللعب الدستوري القاسي، إذ ينشر السياسيون سلطتهم بأوسع مما يستطيعون الذهاب إليه"، وفشل الديمقراطية يبدأ "حين ينحاز الحَكم في اللعبة الديمقراطية إلى الحكومة ويزوّد الحاكم بدرع ضد التحديات الدستورية وبسلاح قوي وشرعي للانقضاض على خصومه"، وما نتعلمه من التجارب في الشرق الأوسط هو المسارعة إلى الانقضاض على إرهاصات الديمقراطية في حراك الشارع كما في أفكار النخبة، الانقضاض بالقمع والعنف أو بتسهيل الطغيان الأصولي المتشدد المعادي للديمقراطية على حراك الشارع، إذ يصبح البديل من السلطويات أخطر منها، وما نراه في الواقع اللبناني اليوم هو أن العصبيات الطائفية والمذهبية والقبلية والأسرية أقوى في التحريك من الجوع والبطالة وسطو المافيا على المال العام والخاص ولا مبالاة المسؤولين حيال هموم المواطنين واهتماماتهم.
أو