Showing posts with label ممدوح رزق. Show all posts
Showing posts with label ممدوح رزق. Show all posts

Saturday, February 25, 2023

ممدوح رزق - خلق الموتى



يعد الروائي المصري ممدوح رزق من أكثر الكتاب الشباب نشاطا وأغزرهم إنتاجا، فهو يتعامل مع الكتابة بإخلاص واحتراف، ويخوض في دروبها المختلفة ما بين سرد وشعر ونقد وترجمة وتشكل روايته الجديدة مزيجاً متداخلاً من الخدع السردية التي ترفض تعيين حدود فاصلة بين الحقائق والأكاذيب من خلال شخصية أب عجوز يمارس القرصنة الالكترونية ويستولي على أحد منتديات الانترنت ليحوله إلى فضاء خاص يحكي من خلاله ذكرياته عن نفسه وعن مدينته وأسرته وصديقه الوحيد..
في نفس الوقت تأخذ شخصية الابن «عازف الترومبيت» مكان الأب في هذه الرسائل بالتبادل مع شخصية الكاتب نفسه لمنع أي تأكيد من تثبيت حضوره عن طبيعة هذه الشخصيات.. بواسطة تقنية «ما وراء السرد» حقق الكاتب رغبته في اللعب بالأزمنة وبالمقاطع المراوغة والشذرات المفاجئة وبقصص ومصائر الشخصيات كما استخدمها أيضا في تحليل الهوامش الخاصة بحياته وبكتابته هذه الرواية دون تورط في الكشف عن قصد ثابت يباعد بين الواقع والخيال أو يرسم ملامح جازمة لهما

أو


 

Sunday, May 29, 2022

ممدوح رزق - مكان جيد لسلحفاة محنطة


ثاني الأعمال للكاتب بعد روايته خلق الموتى
المجموعة تضعُ كلَّ ثقلِها في رهانٍ حداثيّ وتصنيفيّ يناسب ممدوح رزق جدًا حيث يحاولُ في كلِّ كلمةٍ يكتبُها أنْ يكسرَ الصورة التقليدية للنص القصصي ويعطي نثرًا يبدو عاديًا فرصةً مناسبة وواعية ليكونَ نصًا قصصيًا طارحًا لتساؤلاتٍ حقيقية وغير محسومة .
القصص تشقُّ طريقَها السحريّ الخاص في عالَمٍ عاديّ ويوميّ فتومض بإضاءات ذكية ممتعة تستحق القراءة وتنشئ جدلًا خاصًا يستحق المتابعة

أو



 

Saturday, February 26, 2022

ممدوح رزق - الفشل في النوم مع السيدة نون


.. تتأسس بنية الرواية داخل عالم التحليل النفسي؛ حيث تتوزع لعبة السرد بين الطبيب، والمريض الذي تتقاطع ذكرياته الأوديبية، واكتشافاته الشبقية مع تتبع إخفاقه في الوصول إلى جسد شاعرة معروفة .. تشتبك الكوابيس الحسية للطفولة مع استعادة علاقة جنسية بين الشاعرة، وروائي شاب مات بالسرطان، وكانت هذه العلاقة موضوعاً لأحد نصوص ديوان لها .. تتداخل الشذرات، والهواجس، والإحالات المشهدية عبر كولاج منسوج من ذاكرة ممتدة بين الطبيب، والمريض، والكاتب الذي يعيد تكوين الماضي بسبلٍ لاهية؛ فتندمج القراءات، واليوميات، والأفلام السينمائية، والأحلام، والموسيقى لتفكيك تاريخ لحظات التداعي الحر الفرويدية.

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما


 

ممدوح رزق - الغفلة والإدراك



 

Monday, February 14, 2022

ممدوح رزق - إثر حادث أليم


   لحظاتٌ متعاقبة متسلسلة تطفح بمشاعر الغيظ والغبن أيقظها الانفلات الأعمى للوقت/العمر في اتجاهٍ وحيد، إلى الخلف، إلى النهاية مع ذلك.. مشاعر تبقى مغلّفةً بغموض ميتافيزيقي كثيف ومرعب في انتظارٍ إجباريّ لموت غير مشكوك في اقترابه بسبب التعاقب الآليّ الذي لا يتوقّف لنفس اللحظات، دون أن تملك إزاء ذلك ردة فعلٍ كمقاومة أو تصحيح مسار اللهم إلا ما فعله ممدوح رزق في روايته (إثر حادث أليم): أن تمدّ يديك بالغيظ نفسه داخل بئر ذكريات الذكريات لتنحت بيتًا من تفاصيل التفاصيل تختبئ فيه من وحش نهاية النهاية، حتى لو لم تُفضِ الإقامة في البيت الجديد (الجميل والمزعوم!) ظاهريًا إلا إلى مزيد من مشاعر التحسّر والفوات والندم على الذي انفرط للأبد، لأننا سنتباهى بعدم إنكار وقوعنا في الضحك واللعب والجدّ والحب (والكَشْف) مع الطفل الذي كانَهُ ممدوح رزق في حقبة الثمانينيات المجيدة!
   نعم أقول “الثمانينيات المجيدة”؛ لأني مولود قبل ممدوح رزق بثلاث سنوات، وحُمِّلتُ وعيَ طفولتي الغضّ في ذلك العقد، فكان الانتقال من مسودة إلى أخرى بالرواية بمثابة طرقات مطرقة على أعصاب الرّوح، المشدودة أصلا، لتجميع ما تناثر والتذكير بما نُسِي من (كل المتعلّقات الشخصية، ذاتًا وموضوعًا) التي تمّ بها إنجاز العلاقة الأولى، القديمة والمتواصلة، بالعالم.. ولأني كتبتُ قبل سبع سنوات قصة قصيرة (ليلةُ الأربعين) تتحول فيها مفاجأةُ بلوغ الأربعين إلى استرجاع نوستالجي ناقم لمشاهد “ثمانينية على وجه التحديد” (مناسبات كروية وأفلام سينما ومسلسلات تليفزيون وأطياف ناس العائلة).. ومع ذلك فإني لا أنادي أولئك الذين تصادف لهم أن جرّبوا طفولتهم داخل تلك القطرة من بحر الزمان: “هذه روايتكم فخذوها بقوة” وحدهم.. فالتفاصيل الكثيرة بزخمها الإنساني (منزلية، مدرسية، شعبية، صحفية، تليفزيونية، سينمائية، خيالية) التي صبرتْ ذاكرة ممدوح رزق طويلا على استنهاضها وابتعاثها باقتدار لافت كما لو أنه ينتقم من ثبات وبديهية فكرة استحالة معايشتها من جديد، والأداء السّردي الذي بقي موضوعًا تحت المراقبة من قِبل الكاتب، إذ يكتب ويكتب ثم فجأة يحيلنا إلى كتابة أخرى (قصة من قصصه أو قصيدة من قصائده، وفي مواضع قليلة من غيره) كأنما يتوافق في الظاهر مع طريقة الاستدلال الفقهية لتأكيد الحكم الشرعي (أقصد تأكيد الهاجس!) بينما في الباطن ينظّم مسألة وعيه بالكتابة لإنجاز روايته في المسار الذي أراده لها.. يفتحان -التفاصيل والأداء السرديّ- نافذة التلقي حتى للذين انتخبتْهم أقدارهم لاختبار طفولتهم في عقودٍ سابقة أو لاحقة دون التّأثر بحماستي المتحيّزة لأطفال الثمانينيات الذين صاروا كُهولا الآن!
   “بعد العشاء أمي جالسة على الكنبة أمام فيلم السهرة.. أشعر بالنعاس.. أقترب منها، وأدخل في حضنها ثم أنام بين ذراعيها.. حضنها كان يشبه سحابة دافئة، تتسع كلما توغلت داخل نعومتها المتينة.. كأنني كنت أعاود الدخول إلى جسدها حيث لا يمكن لأحد أن يراني، أو لتهديد أن يطالني..”
  “كفّي الصغيرة داخل كف أمي الكبيرة، القوية، الحنونة، العميقة، المحكمة كحارس أمين، يدرك تماما يد مَن تلك التي يحتضنها، مثلما يثق في قدرته على حماية صاحب هذه اليد.. كان يشعرني بأنه لا يحتوي كفي فحسب بل جسدي كله.. كنت أحس أن روحي مُركزة الآن داخل كفي المستقرة في أمان داخل كفها وأنا أسير بجسدي الضئيل بصحبتها إلى المدرسة في الصباح الباكر”  
   لم أستحضر هذين المقتطَعيْن من (إثر حادث أليم) للإشارة إلى التنويع والمعرفة والتّفرد والحساسية في إنتاج خصوصية علاقة الطفل بالأم في هذه السيرة الروائية على سائر متعلّقاته (أشياؤه وشخوصه)، مع أن إشارةً من هذا النوع ستكون في محلّها تماما للحد الذي يجعلنا نقرأ باستمراء وخفّة أربع صفحات تقريبا في تحليل وتفنيد وتشريح اللحظة التي ربما لم تتجاوز الثانية، بكل الأبعاد النفسية والواقعية والتخييلية الممكنة، لحظة تردد الأم في ترك ماتبقّى بين أصابع يدها من قطعة الحلاوة السمسمية الخاصة بها لينتزعها طفلها الذي أنهى قطعته ولا يزال يشتهي المزيد.. استحضرتُهما لأقول إن الأم للطفل داخل دائرة السرد هي الطفولة لكاتب هذه السيرة خارجها..  سحابة الحضن الدافئة تظلل كليهما واحدةَ الأثر مع اعتبارات المخالفة.. يتوغّل الطفل في نعومتها المتينة فيشعر كأنه يعاود الدخول إلى جسد الأم -هذه المعاودة المستحيلة- ليضمن الحماية ويبتعد عن التهديد وهما أقصى ما ترتجيه روح طفل، فيما كاتبنا يحارب على جبهةٍ أخرى إذ يتوغّل في حشد تفاصيله، تفاصيل طفولته في المنصورة، متحاشيًا أن تهرب منه تفصيلةٌ واحدة حتى يمتصّ كل دفء طفولته السارب كأنه على هذا النحو ينزح إليها ثانيةً زمانًا ومكانًا -هذا النزوح المستحيل- ليضمن الحماية من صهد نيران إحساسه بكِبَر السنّ ويبتعد -تحايُلا وحتى إشعار آخر- عن تهديد غول الموت الذي تنجلي أماراته المتوالية، وتيار وعي تفاصيله الهادر يلاحق ذاكرته وذكرياته ويسيل متدفّقًا بمَن وبما حضرَ مخافة النسيان (مثلا، يتوقف فجأة عن متابعة حكايته مع الأقلام ليذيع خبرا عن شقيقه مجدي الزملكاوي الوحيد في الأسرة ثم يستأنف عرض أقلامه).. خاصةً أن رواية (إثر حادث أليم) كُتبت بوعيٍ منقسم، فلا هي سردية قُدِّرَ لها أن ينتجها وعيُ طفل كاختيار محسوم لأن ممدوح رزق حاضرٌ بإحالتنا إلى نصوص سابقة له ولآخرين ولأنه لا يني يقول، على سبيل المثال “في الثمانينيات، كانت هناك…….” ولأن لدينا معضلة فاتنة أخرى كملحق أخير بالرواية اسمها (لغز كاتب المسرح) فضلا عن (غابة العزاء الحقيرة) التي تسبق المسودة الأولى.. ولا هي سردية خالصة مخلَّصة لوعي ساردها الآنيّ لأننا حين نعايش معه حدثًا يخصّ طفله ينسحب تدريجيّا دون أن نفتقده لتصير مراوحات الطفولة بين العبث والفضول والإحجام واللعب و…. هي الأبقى حضورًا، قبل أن يظهر من جديد بإحالاته واستشهاداته أو بنتفِ العذاب الأكبر التي يرصُّها رصًّا بين قوسين في ختام كل مسودة.. يحتوي القوسان ما يتاح للذاكرة استجلابه من بقايا مشاهدات تليفزيونية ومطالعات في مجلات الأطفال توثيقًا وتخليدًا وعضًّا على الأيدي من الندم.. وما زلت مُصرّا على أن أكثر من ينالهم هذا العذاب هم المتحسِّرون من أطفال الثمانينيات، أمثالي!
   قرأت لممدوح رزق عددًا من أعماله ما بين مجموعة قصصية ورواية وإسهامات نقدية، وكانت في مجملها بيانًا حول شغفه وولعه وخصوصيته، ناهيك  بهوايته المفضّلَة في تكسير الأصنام، لكن (إثر حادث أليم) ستقف طويلا ظهيرًا لنا في أوقات الشِّدة! على الأقل هذا ما أستشعره لنفسي. 
محمد أبوالدهب

أو

إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما