وهو كتاب يحتوى على الرسائل التى تم تبادلها بين المؤلف وزوجته الصحفية عابدة ثابت فى فترة اعتقاله كواحد من مئات الشيوعيين حيث تدهور الموقف السياسى العربى بعد الوحدة المصرية، وتأزم العلاقات بين ثورة يوليو والأحزاب الشيوعية العربية، وكان الخلاف يدور أساسًا حول قضية شكل الوحدة هل تكون اندماجية أم تكون فيدرالية حيث يكون لكل قطر حق تنظيم شئونه الداخلية وفق ظروفه الخاصة.
ففى الفصل الأول من الكتاب من القلعة إلى المجلس العسكرى حيث يتساءل المؤلف فى داخله ويصرح عما بداخله لزوجته عبر الخطابات التى يرسلها من المعتقل إذا يستغرب أن يعتقل فى القلعة التى كان المستعمرون الإنجليز يعتقلون فيه المواطنين المصريين عام1919 وأن يكون اعتقاله بأمر حكومة وطنية فى نفس القلعة إلى انتقله إلى سجن الإسكندرية لتقديمه للمحاكمة العسكرية..فما معنى أن يقدم سياسيون إلى مجلس عسكرى يرأسه مدير سلا ح المدفعية إلا إذا كان البطش بهؤلاء السياسيين مقصودا؟وأين القضاء المدنى؟
وفى الفصل الثانى أوردى أبو زعبل يتحدث عن التعذيب اليومى وإهدار آدمية المعتقلين فإنها صورة مختصرة لما صنعته النازية فى خصومها السياسيين فى معتقلات أوروبا، أما الفصل الثالث يتناول الإقامة فى الواحات سنة 1962 حيث يناقش مع زوجته من خلال الخطابات إطلاق الإشاعات الكاذبة وترويجها على ألسنة عناصر تنكرت لعقيدتها الفكرية ثمنا لإفراج عنها وهذا يظهر أن الدسائس والمكائدهى أسلوب حقير حتى فى المعتقلات وبين المعتقلين المدنيين والسياسيين.
وعن سعادة الزيارة هو محتوى الفصل الثالث من رسائل الحب والحزن والثورة حيث مرارة الحزن والحرمان من المشاعر الأسرية ومرارة الاعتقال السياسى والانعزال عن العالم الخارجى مع إن صاحب الرسائل لم يكن منعزلا عن العالم الخارجى، لأن رسائل الزوجة جعلته محيطا وعلى علم بما يحدث خارج المعتقل وففى الفصل الخامس يشرح المؤ لف شعور الفرحة بالإفراج وسرعة التغييرات الجديدة بإلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين.
أو