أصدر مركز نماء للبحوث والدراسات ضمن هذا العام دراسة علمية رصينة تدور حول السيد توفيق عكاشة، قام بها البروفيسور “والتر أرمبرست” أثناء فترة إقامته في مصر في الفترة الممتدة من أغسطس 2010 إلى أغسطس 2012،
سعى أرمبرست خلال هذه الدراسة لتقديم جواب علمي حول بزوغ نجم “توفيق عكاشة” فيما بعد الثورة، لأنه قبل الثورة لم يكن له أثر يُذكر في المجال التداولي، فضلًا عن كونه شخصًا مُتعثرًا تمامًا سواء من الجانب السياسي كمرشح عن الحزب الوطني الديمقراطي، أو في الحقل الإعلامي كإعلامي مغمور يخرج عبر محطته الفضائية مسترسلًا في الحديث عن ذاته ودعم طموحاته المخيبة للرجاء.
لمع فجأة نجم عكاشة واشتهر في فضاء ما بعد الثورة، وصار يلعب دورًا مؤثرًا في هذا الفضاء، بالرغم من كونه لا يتمتع بالإمكانات التي تؤهله للعب هذا الدور المؤثر، لماذا؟ يحاول أرمبرست للجواب عن هذا السؤال تجاوز المقاربات السياسية التي تفي بالقول أن عكاشة مجرد صنيعة للعسكر ودعمهم اللوجيستي له، كما أنه يتمتع بهذه الشهرة بسبب هزله المستمر وظهوره دومًا بوصفه شخصًا مُهرجًا تمامًا، مما جعله يستقطب فئة الفلاحين وغير المتعلمين والطبقة المتوسطة، وهؤلاء يشكلون نسبة كبيرة من المجتمع المصري.
لا يمكن بحال إهمال هذين السببين في بزوغ عكاشة فجأة من شخص مغمور إلى شخص أكثر شهرة، إنه مادة ثرية جدًا للضحك والهزل، لكن بحسب أرمبرست فإن فهم ظاهرة عكاشة لا تقف عندهما، أي لا تقف عند المقاربات السياسية وحدها.
أو