Showing posts with label حكم البابا. Show all posts
Showing posts with label حكم البابا. Show all posts

Sunday, February 19, 2023

حكم البابا - وطن بالفلفل الأحمر




لماذا أعتبره وطناً بالفلفل الأحمر؟
كان يمكن لي أن أسمي هذا الكتاب محاولات انتحار، لأنه التوصيف الأكثر دقة لمضمونه، فكثير من المقالات المنشورة فيه، تشبه تناول 30 قرصاً من الفاليوم دفعة واحدة، أو رمي الجسد من الطابق الثامن عشر، أو إطلاق رصاصة في الفم، في المكان الذي كتبت فيه ولأجله، في الوقت الذي قد لايرى فيها قارئ من مكان ثان أكثر من أضحوكات صغيرة على أوضاع شاذة، أما هنا حيث يولد البشر باعتبارهم بدل ضائع، ويعيشون باعتبارهم أصفاراً على الشمال، وتعامل حياتهم برخص واستهتار كما لو أنها كمشة من الليرات التركية، ويموتون على طريقة إغلاق رصيد فارغ في البنك، وتدار فيه الحياة كما لو أنها دورة تحضيرية لدخول نار جهنم، ويعتبر فيه التقرير الأمني أرقى أنواع الكتابة المعترف بها، ويشعر فيه الكاتب بالرعب لا بالفرح لوضع نقطة في نهاية مقاله، فإن مقالات هذا 

أو


 

حكم البابا - كتاب في الخوف



  يمتلك حكم البابا حدساً قوياً بالواقع الإعلامي الأسود، وهو إن تفلت منه أسباباً قليلة، يبقى مقنعاً ومميزاً، ولا حدود خفية أو واضحة لتجاوزه خوفه، ونفسه. يستطيع الكاتب أن يكتب جملة حياته، جملة واحدة صادقة وجريئة تدل عليه، ولا بأس بعد إن لم يكتب سواها، إذ تبقى الإضافات، جملاً مختلفة لذات الجوهر، جوهر الكاتب الصادق والجريء، "كتاب في الخوف" جملة حكم البابا، جوهرة، ونحن كقراء معنيون بـ"هواجس" البابا، فنربح ربحاً صافياً مرة حين كتبها، ومرة آن قرأناها.
   خوف الإنسان على أرضه، في بلده، الخوف المتوحش القوي حيال أشباح مرئية، وغير مرئية، يبقى يجذب انتباهنا ويوقظنا، مختلطاً بصورة العقاب، الرمزية الأشد فتكاً، أكثر ترويعاً وإثارة للفزع. ما يستطيع كتاب البابا كشفه لنا، عبر مقالات سبق نشرها، هو الشكل المسبوق نادراً للمكاشفات الإعلامية العربية، والمغامرة الشخصية لكاتب يعيشها على أرضها، يقصها لنا متوخياً الدقة والصدق، مقلصاً بين مقالاته المتناولة في نقد الإعلام السوري، وقدرتنا الإدراكية على فهمها، ومحاولة ربط دلالاتها والتمعن في أسبابها.
    إن كتاباً معنوناً "كتاب في الخوف" لا "كتاب في الكشف" مثلا على ما يفصح فحواه، يجعلنا في غريزة الخوف التي تجمعنا، نتعاطف التعاطف المتواطئ اللذيذ كقراء، مع الكاتب ووعيه السوداوي العادل بتأريخ هذا الخوف، كشفه والانتصار عليه، وجعله مقترباً من نهايته المشتبكة بظروف ناضجة، عميقة العداء لمبدأ تخويف الإنسان، وبالتالي ظلمه والنيل من إنسانيته.

أو



 

حكم البابا - معارك صحفية من الثقافة إلى السياسة




«معارك صحافية من الثقافة إلى السياسة بالاضافة إلى كونه جزءاً من سيرة شخصية، وصورة عن الوضع الثقافي والصحافي والسياسي لبلد يعيش تحت الاستبداد، هو أولاً وأخيراً كتاب في الحرّية، وفي تعلّم حركاتها المرتبكة الأولى، وفي نطق أول وأهم كلمة في كتابها المقدّس: «لا »، وكل ما أطلبه من القارئ، إذا كان يحق لي أن أطلب، هو أن يقرأ هذا الكتاب باعتباره كتاباً في التدرُّب على قول هذه ال «لا » الانتحارية، في بلد يُرج مئات الآلاف من البشر في المسيرات، ويبث تلفزيونياً وإذاعياً على مدار الأربع والعشرين ساعة وعبر قنوات عدّة، ويطبع مئات آلاف النسخ من الصحف والمجلات يومياً وأسبوعياً وشهرياً وفصلياً، ليتأكد من سماعه لكلمة «نعم »، لكنه - ولأنه يعرف طبيعته وماهيّته أكثر من الجميع - لا يصدِّق «نعم » مسيراته وقنواته
التلفزيونية والإذاعية وصحفه ومجلاته، ولا يقتنع بها، فيعمد ويصرّ على تكرارها كل يوم، وفي كل مناسبة، من دون جدوى.
أخيراً، وايماناً بحرّية الاختلاف وتوخّياً للأمانة التاريخية والدقة الأدبية، من حق قارئ الكتاب أن يعرف بأني لم أهمل أي مقالة أو أتجاهل أي ردّ أو أحذف أي شتيمة، مهما كان مستواها، ومهما بلغت درجة الاتهامات، ومن دون أن أتدخَّل بتعليق، ومن نافل القول إن ذلك كان بمتناول يدي، والملاحظات الوحيدة التي أوردتها، أو زدتها على ما نُشر خلال تلك المعارك، والتي جاءت تحت عنوان تنويهات من محرّر الكتاب، اقتصرت إما على تصويب أخطاء معلوماتية وردت في المقالات، وإما على تقديم معلومة للقارئ، تمَّ تداولها شفهياً، مما يزيد في وضوح صورة مجريات ما حدث أمامه.

أو