Friday, January 20, 2023

خيرية قاسمية - مذكرات فوزي القاوقجي، الجزء الأول، 1914-1932


نسخة محسنة عالية الدقة

كان فوزي القاوقجي واحداً من أبناء الأمة العربية الذي أعتلى مسرح الأحداث المعاصرة خلال الفترات ‏المثيرة من إنبعاث الشعور بالقومية، والحربين العالميين وما تخللهما من حركات تحررية، وقد ظل يقاتل، في ‏كل أرض عربية طغى عليها الإستعمار منذ أن وعى الفكرة العربية وهو لا يزال ضابطاً في صفوف الجيش ‏العثماني إلى بداية الحرب العالمية الأولى وحتى معركة ميسلون 1920 حيث أعاد ومعه ضباط طيران ‏أسرى من الفرنسيين.‏ ‎
‎ وتحت القناع الواقي وهو المركز الرفيع الذي كان يشغله في الجيش الفرنسي بعد الإحتلال كان لإعلانه ثورة ‏حماة التاريخية 1925 الفضل في عدم تمكن المستعمِر من القضاء على ثورة جبل الدروز وجعلها ثورة عامة ‏تشمل معظم البقاع السورية.‏ ‎
‎ وكان آخِر من ترك ميادين الثورة 1927 وظل مشرداً عن سورية حتى 1947 حيث ظل يمسك بعنان فرسه ‏كلما سمع صيحة عربية طار إليها، فأقام في المملكة العربية السعودية بضع سنوات ساهم في بناء القوات ‏العسكرية الحديثة فيها، وعاد إلى بغداد 1932 ليصبح معلماً للفروسية وأستاذاً لتدريس الطوبوغرافيا في ‏الكلية العسكرية.‏ ‎
‎ وفي أواسط حزيران 1936 قاد حملة من المتطوعين عبرت بادية الشام لتنجد ثورة فلسطين ضد جحافل ‏الإنكليز، وبعد الهدنة عاد إلى العراقّ يترقب مغامرة جديدة ضد المستعمرين، فقاد فريقاً من المتطوعين ‏السوريين والفلسطينيين والعراقيين في حرب العراق 1940 ضد بريطانيا وسجل إنتصارات لم يسجلها ‏الجيش النظامي.‏ ‎
‎ وظل بعيداً عن الوطن العربي حتى عهدت إليه جامعة الدول العربية عام 1947 بقيادة فريق من قوات إنقاذ ‏فلسطين، وبعد نهاية المرّحلة الأخيرة والمؤلمة لحرب فلسطين قرر الإنسحاب من على مسرح الأحداث.‏ ‎
‎ المذكرات التي دوّنها القاوقجي على مراحل كانت السلاح الذي غنمه من الميدان الحربي، وفي الجزء الأول ‏منها يكشف بأمانة إلى جانب التضحيات والبطولات اليد الخفية التي تسيِّر السياسة والأخطاء التي يمكن أن ‏يستوحى منها العبر والدروس، وسيتابع القاوقجي في الجزء الثاني ذكريات الكفاح العربي في فلسطين ‏ونتائجه المؤلمة...‏ ‎
‎ والمذكرات ليست بالمعنى الدقيق ترجمة لحياته بل مجموعة ملاحظات اقتطفها من اختبارات طويلة وتجارب ‏عميقة في موضوع القضية العربية، وقد تتضارب حولها الروايات والآراء وتصطبغ بالآراء الذاتية، ‏والأحكام السريعة إلا أنها تصلح مادة للمؤرخين وفي كل ساعٍ لإقتناص الحقيقة.‏

أو


 

No comments:

Post a Comment