Showing posts with label أحمد محمد الطراح. Show all posts
Showing posts with label أحمد محمد الطراح. Show all posts

Saturday, August 10, 2024

أحمد محمد الطراح - أفواه مكممة



في روايته "أفواه مُكمَّمة" يرصد الكاتب الكويتي أحمد محمد الطرّاح البيئة الاجتماعية ‏العامة في بلاده، والتي يتوجب على الفرد الذي يعيش تحت سلطتها أن يتخذ أحد ‏موقفين: القبول أو الرفض، فالأفراد في هذه الرواية هم أسرى ظروفهم (العادات ‏والتقاليد) التي يغدو الفكاك منها أقرب إلى المستحيل.‏ تناقش الرواية موضوع السلطة الأبوية في المجتمع العربي، فالأب الذي يبدو ‏ضحية بالولادة سوف يكرر ما عاشه في كنف أبيه ويعيد إنتاج سلطته الأبوية ‏ويفرغها في زوجته وأولاده الذكور والإناث معاً. الأب يوسف الذي أحضره والده من ‏القاهرة إلى الكويت وحرمه من دراسته وحبيبته إثر وشاية من زميل حاقد؛ وزوَّجه ‏بابنة عمه قسراً، سوف يُعامِلْ زوجته وبنيه معاملة مماثلة يفرض على الزوجة السمع ‏والطاعة والحرمان من العمل، ويفرض على الابنة نوع الاختصاص في الجامعة ‏والزواج بابن عمها، ويفرض على الأبناء الذكور نمط حياة لا يجدون فيه ذواتهم، ‏فنجد من أبنائه من يخضع لسيطرته قسراً ويدفع حياته ثمناً لحريته، ومنهم من ‏يتحايل على الظروف ويكسب الرهان والمنصب السياسي الذي يدفعه إليه والده تحت ‏شعار القضاء على الفساد ومساعدة المحتاجين. ‏ ما يميز "أفواه مُكمَّمة" هو أن صانعها، أحمد محمد الطرّاح قاربَ عمله هذا من ‏منظور نفسي، تَتَبَّعَ خلاله إشكاليَّة الأب بين الواقع والمثال، وتَتَبَّعَ أثرها على الأبناء، ‏ولهذا الغرض أظهر لنا بنية جديدة للسرد، تعتمد تعدد الأصوات، ضمن وحدات ‏سردية مستقلة، حيث تدلي كل شخصية في الرواية بمواقفها، المواجِهة أو المؤيدة ‏للسلطة الأبويَّة، ويظهر ذلك من خلال لغة أدبية عالية، وفلسفة تمثل الظروف ‏‏(الأحوال)، وحوارات ترصد الانفعالات وردَّات الفعل سواء على الصعيد الفردي أو ‏المجتمعي.‏ من أجواء الرواية نقرأ:‏ ‏"أحبائي الذين أرادوني شخصاً آخر...‏ لم يعد باستطاعتي التظاهر أكثر؛ وهذا الآخر لا يشبهني. مَن أنا إذن؟ في الحق ‏أنني أجهلُ حقيقتي. وهذا القناع البائس أرهق ملامح وجهي. آه كم أحتاجُ إلى ‏التجرّد من اسمي، من مجتمعي، من أفكاري. كم أحتاجُ إلى التجرّد من جسدي ‏لأعرف ماهيتي. إن الحياة حين تقسو على أحدٍ ما، تصنعُ منه فيلسوفاً بائساً، لا ‏يرى في الموت إلا بطاقة عبور وحسب".‏

أو