نسخة عالية الدقة
تجتمع في هذا الكتاب جملة من النصوص التي نشرت في السنوات الماضية التي شهدت تكاثفاً وتكاتفاً وغلبة واضحة لعوامل الانحسار التاريخي في العالم العربي. ولعل من أكبر آليات هذا الانحسار فاعلية ذلك التكامل المرئي الذي كاد أن يبلغ التمام بين تباينات تاريخية شتى، قد يكون أكثر معالمها فتكاً بالمستقبل المرجو تكامل المشروع الوطني النهضوي الديموقراطي، الذي يمثل خطاً أساسياً من خطوط التاريخ العربي والعالم، ثالثي الحديث من جهة، والقوى والكيانات السياسية التي تدّعي هذا المشروع، رغم ارتكازها إلى أسس اجتماعية وسياسية وتاريخية مغابرة ومناوئة وتبنيها لخطوط فكرية وتاريخية معاكسة، للترقي في تلفيق أيديولوجي دولاني أصبح عادياً في العالم العربي اليوم.
ولعل من أهم آليات هذا التلفيق بدورها، غلبة المضمون واستيلاء القول الضوء على موقع القول وصاحبه، مما يجعل التمايز بين الأصحاب المتباينين للقول الواحد. بالقومية أو الاشتراكية مثلاً-شأنا معضلاً معطلاً. ليس ثمة شك في أن غلبة القول، واستيلاء الصاحب القادر للقول على مضمون هذا القوى، من فاعليات الاستبداد. وتنسج هذه الفاعلية الاستبداد في حقل الثقافة بتغييبها الواقع، أي التاريخ، وذلك بإقامتها تواريخ وهمية مبنية على استمرار تاريخي مخترع، أو على مستقبل ناجز باسم تاريخ مخترع، يغتصب الحاضر باسم الماضي أو باسم المستقبل.
عزيز العظمة هو كاتب ومفكر وباحث سوري ولد في دمشق عام 1947 م ، حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية من جامعة أكسفورد بعد أن تخرج منها، وكذلك درس في توبنغن في ألمانيا.
درّس في جامعات بيروت والكويت ومنذ 1985م عمل كبروفيسور للعلوم الإسلامية في جامعة الشارقة.
توفي اليوم 27/01/2023
أو
No comments:
Post a Comment