نسخة عالية الدقة 600 DPI
"ان القشرة العلمية التي يكتسبها الفرد العربي خلال سنوات التعليم لا تتغلغل الى لب العقلية الفردية او الجماعة كما يعتقد فريق من العلماء..."
من خلال عنوان الكتاب وبعض مضمونه يتجلى لنا اتجاه الدراسة التي اعتمدها الدكتور فحص في مؤلفه فالمعاناة اللبنانية، ترتبط الى حد بعيد بالذهنية الفردية وعدم التقيد بالمقاييس الاخلاقية والاجتماعية بدءا بالمواطن وصولا الى المسؤول والدولة، الامر الذي انعكس لا اخلاقية اجتماعية ومن ثم اقتصادا متفلتاً، لان الدكتور فحص يؤمن "بأن مستوى الانتاج في بلد ما يرتبط ارتباطا وثيقا بالتركيب النفسي الاجتماعي للمجتمع المنتج" هنا تدخل المقاييس الخلقية والاندفاع او التقاعس والجهل وقلة الثقة وقلة الحماس نحو البناء والتطور، ويصل الدكتور فحص الى ان التنمية الاقتصادية لا يمكن ان تقطع مراحلها الا في حال تشكيل وحدة وطنية متماسكة وبناء عقلية تعطي للشعب الانسجام والحماس الضروري..ويحدد المؤلف التخلف على انه حالة ذهنية تبدأ اساسا بالتخلف العقلي، وهذا التخلف يبدأ ي التفكير...فالذهن الفردي كما اثبتت الاحداث في لبنان ما زال في اكثريته مستعدا لقبول الخرافات واشاعات المهووسة ويتجلى ذلك في قبول فقراء المدينة والريف، السحر والتنجيم وكتابات الحب وكسر مفعول السحر واثارة الحقد والكراهية على شخص ما وكذلك قراءة الابراج..يضاف الى ذلك ان مظاهر العلم لدى المتعلمين "تحول دون تغلغل الروح العلمية الى جوهر الفرد وجوهر المجتمع، فيبقى طابع العلم سطحيا دون تفاعله مع الانسان".
مع ذلك تلعب الانانية والروح العشائرية دورا مضادا للتخطيط بالاضافة الى روح الفوضى وعدم التخطيط "البرمجة لدى الدولة خلق الحالة المسماة انهيار اقتصادي وعالم متخلف او عالم نامي".
أو