هجوم على القبيسيّات والدّعاة الذين ساندوا الجماعة ووقفوا معها
الشّيخ عبد الله دكّ الباب هو مدير معهد بدر الدّين الحسني للعلوم الشّرعيّة في دمشق، وكان يُعرف باسم معهد الأمينيّة، تولّى في منتصف تسعينات القرن الماضي منصب مدير أوقاف دمشق.
وقد كانت هذه الفترة هي أواخر حياة حافظ الأسد الذي مات عام 2000م، ويمكن القول بأنَّ هذه السّنوات شهدت الحدث الأبرز للقبيسيّات في علاقتهنّ مع نظام حافظ الأسد.
حيث بدأت معركة حامية الوطيس بين الشّيخ عبد الله دكّ الباب وبين القبيسيّات كان عنوانها الظّاهر هو قضايا مالية متعلّقة بأوقاف تابعةٍ لجمعيّة بدر الدّين الحسني وللقبيسيّات علاقة مباشرة بها، وهي أوقاف تُقدّر بمئات الملايين من الدّولارات.
وفي تقديري أنَّ النّظام لم يكن هو الذي دفع دكّ الباب إلى إشعال هذه المعركة مع القبيسيّات، لكنّه كان راضيًا عنها سعيدًا بها ومستفيدًا منها الفائدة الأكبر.
ويمكن القول إنَّ هذه المعركة كانت بداية التّحوّل في منهجيّة تعامل النّظام مع القبيسيّات، وكانت هي السّبب الرّئيس في خروجهنّ من البيوت إلى المساجد، وقد كان الشّيخ عبد الله دكّ الباب يكرّر قسمًا بأنّه “سيخرجهنّ من جحورهنّ واحدةً واحدة”.
احتدمت المعركة التي كانت نيرانها تقوم على الاتّهامات المتبادلة بالفساد الماليّ، فكان الشّيخ عبد الله دكّ الباب يبرّر معركته عليهنّ بحرصه على تطهير الأوقاف من الفساد المالي الذي تحاول القبيسيّات فرضه على واقع الأوقاف التّابعة لجمعيّة بدر الدين الحسني، وبالمقابل فإنَّ القبيسيّات لم يألين جهدًا في توجيه الاتّهامات بالفساد المالي والفكري والسّلوكيّ للشّيخ عبد الله دكّ الباب.
استمرّت هذه المعركة إلى ما بعد عهد حافظ الأسد، لتكون نتيجتها الظّاهرة انتصار القبيسيّات حيث اعتقلَ الشّيخ عبد الله دكّ الباب وحكم عليه بالسّجن سبع سنين وأودع سجن عدرا المركزي.
غير أنَّ الحقيقة والواقع يثبت أنَّ المنتصر في هذه المعركة كان النّظام وحده، حيث أودع دك الباب السّجن وكانت نهاية المعركة بداية مرحلة جديدةٍ في عهد القبيسيّات وعلاقتهنّ مع نظام بشّار الأسد.
وفي السّجن ألّف عبد الله دكّ الباب كتابًا يقع في أكثر من أربعمئة صفحة عنوانه “ازدواجيّة المعايير؛ داءٌ عند بعض الدّعاة والدّاعيات في هذا العصر”
والكتاب محاولةٌ من دكّ الباب لإثبات براءته ممّا اتّهم به وسجن بسببه، وهجوم على القبيسيّات والدّعاة الذين ساندوا الجماعة ووقفوا معها.
واللّافت أنّ الكتابَ ألِّف وطبع إبّان وجود دكّ الباب في السّجن، ومن يعلم واقع سوريا يعلم أنَّ هذا من المستحيل أن يتمّ في ظلّ نظام الأسد، وأنّه ما كان ليكون لولا رضا وإرادة الأجهزة الأمنية التي بقيت تستثمر الأطراف المتنازعين في هذه المعركة حتّى الرّمق الأخير.
أو
No comments:
Post a Comment