قتل الباحث والناشر اللبناني لقمان سليم، الذي كان ينتقد "حزب الله"، في جنوب لبنان على يد معتدين ما يزالون مجهولين حتى اليوم. توقفت التحقيقات في مقتل سليم، تماما مثل التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020 وغيرها من الجرائم ذات الحساسية السياسية في لبنان. لم يمثل أحد أمام العدالة.
عُثر على جثة لقمان في سيارته في 4 فبراير/شباط 2021، بعد يوم من مقتله، وأشهر من تعليق تهديدات بالقتل على جدران منزله. كانت جثته مصابة بست رصاصات، خمس في رأسه وواحدة في ظهره
يتجدد الأسف الشديد، على اغتيال عقلٍ تنويريّ إصلاحي، كارِهٍ لأن يظل وطنه لبنان أسيراً مرتهناً لشرور الطائفية والمذهبية.
ولقد كان الشهيد لقمان جذرياً في وطنيّته، ولم تتوقف جذريته هذه، عند حدود مواقفه الثقافية والسياسية، فحسب، بل تُوّجت هذه الجذرية، بمشروعه الإبداعيّ المتمثل بكتابة وأرشفة تاريخ جديد وحديث للبنان (أي تاريخ ما بعد الحرب الأهلية اللبنانية). وهو المشروع القائمة مداميكه الثقافية على أُسُسٍ صحيحة وصريحة، عابرة للطوائف والمذاهب في لبنان.
“صدر هذا الكُتيّب يوم 3 شباط (فبراير) 2023 – عامان على اغتيال لقمان سليم بين نيحا والعدّوسية – جنوب لبنان”، وهذا الكُتيّب يوثّق، بحثياً وعلمياً، وموضوعياً، على الصعيد التحليلي الصرف، خلفية ولادة حزب الله، وأيضاً ولادة ونشأة واستمرارية حزب الله، كحزب سياسيّ وعسكريّ، على الساحة اللبنانية. أي أن هذا الكُتيّب يسرد سيرة حزب الله (وكما تختصرها رمزية العنوان)، من بداية ظهوره في لبنان إلى بداية سيطرته على لبنان.
أو