لا تخطئ العين الفاحصة لمسات وبصمات الناقد خالد بلقاسم (رئيس تحرير المجلة) من حيث طبيعة لغته النقدية التي تمتح من الحقلين الصوفي والفلسفي، ومن حيث اختياراته التي تؤاخي بين الشعر والفكر. ورد في مقدمة العدد أن الحاجة للشعر كالحاجة إلى الفكر. «إنها ضرورة وجودية... وصون هذه الضرورة وتأمين حيويتها تحد متجدد، يقتضي دوما بناء الوعي بهذه الضرورة من موقع مفتوح، وإيقاظ الإحساس بالحاحها، والسعي لتحويلها إلى اشتغال يومي وفي زمن ينبذ الشعر والفكر ويرسخ وهم انتسابهما إلى منطقة الفائض، أو منطقة الملحق والثانوي والهامشي، زمن بوجه تقني، أضحت مفهومات ملساء عديدة تخترق الثقافة الحديثة، وتوجهها بمنأى عن المناعة الفكرية؛ «وتكمن خطورة هذا الاختراق في كونه ينزع بمباركة تكنولوجية، قيمه على حساب مفهومات ذات سلالة شعرية وفكرية باذخة. لهذا «فثمة تمجيد للسطحي ? لا بمعناه الفلسفي الذي يماهيه بالعمق كما لدى بعض المفكرين- وتمجيد للسريع والنفعي.... وهناك نزوع لاستبدال الضحالة بالعمق» يبقى الشعر انطلاقا من مادته الأساس أي اللغة، وبناء على ما تنطوي عليه معرفته، هو موقع لتخصيب الفكر وحماية السؤال.
في الحوار الممتع استدرج كل من حسن نجمي وبلقاسم عبد الفتاح كيليطو للحديث عن زمن البدايات عن الشعر والقراءات وعن المسار التعليمي والأكاديمي وتمفصلات المشروع القرائي عند كيليطو.
أو