رواية التائه تأليف محمد يوسف الصليبى، أشعر أنني في قلعة آمنة. لا أبذل كثيراً من الجهد لأحصل على ما يعينني على البقاء متحركاً. أدور في أنحاء قلعتي بحرية لا مثيل لها. تضخمت فأصبحت أضيق بالمكان. لكنني أحبه. ولم ترغب نفسي عنه. أخذت أدفع الجدران بقدميّ ويديّ علها تتسع لحركتي التي أصبحت لا تتوقف. كنت أسمع آهاتها تخرج متألمة وملتاعة، لكني لم أبال. ربما كنت أستعذب همهمات آلامها العذبة!! شعرت بسعادتها تمتزج مع تلك الآهات. ومع تواصل صرخاتها كانت تندفع أنفاسها خارجة من أنفها، يتحول جزء منها إلى داخلها فيقتحم قلعتي. أنكمش. أصمت. يتلبسني البيات الشتوي. لحظات وأعود إلى دفع الجدران في محاولة ثانية لتوسيعها. أفشل فتتسارع حركتي في محاولات فاشلة. تزايدت صرخاتها مع تزايد اندفاعاتي الهوجاء.
أو