سير نحو القدر بأسرع ما يسير هو نحونا، لأنه كُتِبَ علينا ولم نُكتب عليه، نندفع إلى نهاياته مثقلين بصحائف كتبها قلمه هو بإرادتنا نحن، وبداخلنا طوفان يجرفنا نحو حتميَّة المآلات وأرصفة الوصول "
يا الله! ما أروعها رواية!
ها هو أمير حسين يثبت مرة أخرى أنه روائي من طراز فريد..
رواية موضوعها ليس جديدًا ولكنه عولج بطريقة عبقرية، في السرد ورشاقته في التنقل بين الماضي والحاضر بسلاسة، والدقة في الوصف، والأسلوب العذب المتميز، ولغة جيدة جدًا.. معالجة تجعلك تصل إلى أقصى درجة من الاستمتاع، فتندمج مع الرواية بكل جوارحك، يصعب على أي شىءٍ أن ينتشلك من هذه الحالة.. ويكمن الجزء الأكبر من روعة الرواية في التلاعب بالحبكة.
وما أزعجني يعض الشيء في الرواية أن الحوار عامي.
السرد هنا على لسان الشخصية الروائية، وهو شخصٌ بائس ينتظر الموت المحتوم بالسرطان، ونتنقل معه في ذكرياته عن الماضي وعن مشاكله مع أبيه التي تركت فيه أثارًا نفسية ظلت تطارده في مستقبله..
المشهد الذي صنع فيه نوتة موسيقية تعبر عن حياته، هو مشهد عظيم، ويكفي أن تتخيل هذ اللحن لتستنتج مدى روعته..
لن أخوض في تفاصيل الرواية أكثر؛ كي لا أفسد متعة من سيقرأها..
أما عن النهاية.. دعني أؤكد أنها من أعظم النهايات التي قرأتها، نهاية رائعة للغاية؛ لأنها مخالفة للمعنى الواضح في أنه سيموت، فالنهاية الحقيقية جاءت قبل أن تنتهي..
" أقلب المسدس في كفي وأتأمَّله، كم كانت حياتي مثلك تمامًا يا صديقي، باردة وجافة، أغرز ماسورته في جانب رأسي، فوق أذني مباشرة، أقول لأبي كلمة واحدة : خسرت . أغمض عيني، أبتسم، أضغط الزناد. "
نعم، أبيه خسر، ولم يستطع أن يقضي عليه.
أو