نسخة عالية الدقة 600 DPI
هذا الكتاب هو مساهمة في دراسة التكوّن التاريخي الحديث والبنيان المعاصر للمجتمع اللبناني، مع التركيز على دينامية هذا المجتمع كما كان من الممكن تبيانها عشية الحرب التي اندلعت في لبنان عام 1975.
يتناول الكتاب أصول التشكيلة الاجتماعية اللبنانية منذ بداية الحكم العثماني حتى عصر الهيمنة الأوروبية المباشرة خلال فترة الانتداب الفرنسي، ويركز بخاصة على أصول وتحولات البرجوازية اللبنانية، وعلى تكوّن وتطور العلاقات الاجتماعية في الأرياف، وعلى بنيان وأزمة نظام القرابة المبني على عائلة العصب الممتدة. وينتهي إلى لقاء بعض الأضواء على الجذور التاريخية للنمو المتفاوت بين لبنان "الوسط" ولبنان "الأطراف".
ثم ينتقل الكتاب إلى تحليل تفصيلي للبنيات الاجتماعية الاقتصادية للبنان المستقل (1945-1975) يتضمن تشريحاً للقطاع المالي-التجاري المهيمن على الاقتصاد اللبناني، وتقييماً لأوضاع القطاع الصناعي في ظل التبعية والتقسيم الدولي للعمل، ومعاينة لسمات تقهقر وأزمة الأرياف اللبنانية.
أما متن الدراسة على مقابلان مطولة أجريت في أعوام 1972-1973 مع مئة وخمسين عائلة لبنانية من مختلف الفئات الاجتماعية والمناطق والطوائف. وقد شكلت هذه المادة الغنية أساساً لتكوين مجموعة من السير الذاتية المعبرة، الفردية والعائلية.
من خلال هذه المقاربة السوسيولوجية التطبيقية ترسم الدراسة صورة لمدى تكون طبقات اجتماعية، على مستوى الأوضاع والمواقع المادية كما على مستوى الوعي والسلوك الاجتماعي في لبنان أواسط السبعينيات. وتشير الدراسة، في الوقت نفسه، إلى حدود ومعوقات وضعف هذا التشكيل الطبقي المفصل مع البنى العائلية والطوائفية والمناطقية المتفاوتة النمو.
وتنتهي الدراسة، أخيراً، بإلقاء الأضواء على عناصر الأزمة الاجتماعية الحادة التي ساهمت، إلى جانب العناصر الأخرى، في تأمين الأرضية لانفجار عام 1975.
أو
