شكلسة وتزبيط أبوعبدو الفينيئي
إذا سألت اللبنانيين عن أجدادهم، قال بعضهم نحن فينيقيون، وقال آخرون نحن إغريق. في الحالين، يتجه هؤلاء نحو الغرب في ما مغزاه التأكيد على الهوية المتوسطية.
غير أنه… هناك آخرون، ولنقل معظم المسلمين، سيقولون إن أصولنا عربية، وقد يعودون بهذه الأصول إلى القبائل الكبرى في شبه الجزيرة العربية.
أما آخرون، فسيقولون نحن مسيحيون ومسلمون على السواء؛ لقد جئنا من اليمن، وذلك لكي يؤكدوا على عروبتهم الأصيلة
الواقع أنه حين ظهر الإسلام، كانت المناطق المتاخمة للبحر الأبيض المتوسط، كسوريا ولبنان وفلسطين، مسرحا للانشقاقات الدينية في الأوساط المسيحية.
الذي يهمنا أنه، حتى حين دخل الإسلام هذه المناطق، لم يكن هناك أي ترابط قومي أو حتى شبه قومي فيما بين سكانها، يقول الأكاديمي اللبناني فؤاد شاهين في كتابه “الطائفية في لبنان… حاضرها وجذورها التاريخية والاجتماعية”.
كانت هنالك، وفق شاهين، جماعات مسيحية متناحرة، بعضها تعاون مع المسلمين، والبعض الآخر وقف إلى جانب البيزنطيين واشترك في الحرب ضد العرب…
أو