رواية «نعش دمشق» للروائية السورية حنين بوظو تحكي قصصاً دمشقية، لكنها ليست قصصاً كما تعودنا سماعها عن تاريخ دمشق العريق، وليست عن الياسمين ولا عن الحارات العتيقة والمساجد والكنائس التي عمرت سنوات طويلة إنما تلك القصص الفظيعة التي حدثت أثناء اندلاع الثورة السورية وغيرت خارطة وتاريخ تلك المدينة العريقة، تروي لنا قصصاً عن الأمل وعن المعاناة الشديدة التي حلّت بالشعب السوري مؤكدة في تفاصيل الرواية أن لا سبيل للتغيير إلا بتغيير أخلاقيات الشعوب ولا بد بقدر ما نتمنى زوال تلك الأنظمة المستبدة القائمة على البطش والتنكيل واعتقال الأبرياء وإجبار الناس على أن يشوا بأقاربهم وأن يفعلوا الفظائع فقط لأنها رغبة الحاكم المستبد أن يكون ذلك التغيير أيضاً حاصلا لدى الشعوب.
كأنها في سطور الرواية تشرح لك أسباب فشل الثورة، رغم أنها تبارك الثورة وتحرض لها لكنها تشرح تلك الأسباب التي أدّت لفشل الثورة.
وما يهمّها هو ليس تلك المؤامرات الدولية التي قيدت الثورة وخذلت الشعب السوري لكن ما يهمّها هي الأسباب التي كانت لدى الشعب نفسه، من غياب للثقافة السياسية والوعي التاريخي وعدم دراسة التاريخ وتسليم العقل لرموز ثورية كانوا يؤدون دور الشيطان في الوقت الذي كان الشعب يظنهم أنهم ملائكة الأرض وهم المخلصون وهم الأبطال.
أو
إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما