Friday, October 14, 2022

وليد الشيخ - شجار في االسابعة صباحا



في السابعة صباحاً، وهرباً ربما من صوت جارته التي “لأسباب مجهولة حتى الآن/ظلت مخلصة لنشرة الأخبار/ في التلفزيون الأردني”، يشكّل وليد الشيخ البنية الظاهرة لمجموعته الشعرية بأربعة أقسامٍ، لا يُستَحسن اعتبار القسم منها قصيدةً طويلة، حيث لا يوجد رابط كما يبدو بين قصائد القسم ببعضها، مع وضع الشاعر عناوين لهذه الأقسام: “جارة تتحدث في صباح تافه عن حرب 67″، “شجار في السابعة صباحاً قبل عشرين سنة”، “تلال وعرة”، و”حيرة”.
وتضم هذه الأقسام قصائد قصيرة بعدد 11، 9، 10، 12، لكل قسم على التوالي، وبعنوان لكل منها، ويضم كل ذلك كتاب أنيق بتصميم الشاعر زهير أبو شايب، ويصلح للحمل في جيب القراءة لمن يريد قهر الوقت.
وفي السابعة صباحاً حيث تخلع الكلمة ثيابها أمام مراياها، يتكشف جسد قصائد النثر التسعة والثلاثين، من أصل اثنين وأربعين قصيدة، عن مزاياه، ولا يخفي هذا الجسد مباشرةً تميزه بطابع السخرية، كوسيلة للإدهاش، ولكشف أَسَنِ وحركة الواقع، ومفاجأة الماضي نائماً داخل سريره، هانئاً تارة، ومتحسراً أخرى، ونادماً ثالثةً، إنما متزملاً بالسخرية في جميع الحالات. وذلك مع تجنّب هذه القصائد عيش أحلامِ وكوابيس الكتابة الآلية السوريالية، في خلقها للارتباطات الغريبة، وإن شاب خلقَها ارتباطات مختلفة تغلب عليها الواقعية، لكنها مع ذلك تدفع الجملة الشعرية للتألّق. ويبدو أن سلوك القصائد نهج السخرية الذي تشتهر به قصيدة النثر المتألقة بصورة عامة، واستخدامه ببراعةِ تعويض نقص العوامل التي لا تطالها اليد من قبل شاعرها، قد قرّب هذه القصائد إلى حدّ كبير من النجاح، ومن فرضِ مكانةٍ لنفسها في هذا الحقل الزاهر للمبدعين فيه، والشائك لمن لا يمتلك في شرايينه نبضَ تمريغ أسَنِ الواقع بالسخرية.

أو


 

No comments:

Post a Comment