تعديل أبا عبدو
تعد هذه الرواية من أهم الأعمال الأدبية عن السيرة الذاتية للكاتبة الفرنسية آني إرنو، وتقع في 81 صفحة، وهي عبارة قصة سردية لسيرة ذاتية تُركز على علاقتها مع والدها وتجربتها في النشأة ضمن بلدة صغيرة في فرنسا، والانتقال إلى مرحلة البلوغ والابتعاد عن موطن والديها الأصلي، وتسرد معاناتها حينذاك.
تكشف الكاتبة من خلال سرديتها القصصية وجع الخيانة واختراق المحظور وكشف الجرح القديم، معتمدة على وقائع وصور وذكريات تسعيدها الكاتبة بدقة مع أبيها، وهامش الحرية المحدود الذي استقر عليه من أجل صنع «مكانة تحت الشمس».
ولم تحيى الكاتبى آني إرنو فقط صورة الأب في سرديتها القصصية (المكان) بل تبرز بدقة كل الإرث الثقافي للمقهورين الذي نسيته من أجل الصعود في السلم الاجتماعي، مشيرة: «ليست وظيفة الكتابة أو نتاجها طمس جرح أو علاقة، وإنما اعطاؤه معنى وقيمة، وجعله في النهاية، لا يُنسى»
تتناول الرواية العلاقة بين الابنة ووالدها، وتتداخل في هذه العلاقة الصعبة والمعقدة المشاكل الاجتماعية والطبقية وجوانب العلاقات الإنسانية، كما أشارت في مقدمة كتابها وقالت: إن هذا الكتاب ولد من وجع أتاني فترة المراهقة، عندما قادتني المتابعة المستمرة للدراسة، ومعاشرة زملاء من البرجوزاية الصغيرة إلى الابتعاد عن أبي، العامل السابق، والمالك لمقهى.. بقالة، وجع بدون اسم، خليط من الشعور بالذنب والعجز والتمرد (لماذا لا يقرأ أبي، لماذا "يسلك بفظاظة) كما يكتب الروائيون؟) وجع مخجل، لا يستطيع الإنسان أن يصرح به أو حتى يشرحه لأحد.
وكانت قد أنتجت آني إرنو صورة نزيهة لوالدها والبيئة الاجتماعية كاملة والتي شكلته بشكل أساسي، ووظفت الصورة بـ جماليات مقيدة وذات دوافع أخلاقية، حيث تم تشكيل أسلوبها بجدية وشفافية.
آني إرنو هي كاتبة فرنسية ولدت في عام 1940 ونشأت في بلدة يفيتوت الصغيرة في شمال فرنسا في منطقة تعرف بـ (نورماندي)، كان لوالديها محل بقالة ومقهى مشتركين، ودرست إرنو في جامعة رون، وبعدها درست في جامعة بوريكس، وعملت بعد ذلك مُدِّرسة في الأدب الفرنسي، ونالت أعلى درجة في الأدب الحديث عام 1970، كما عملت لفترة وجيزة في مشروع أطروحة غير المكتمل،
أو
No comments:
Post a Comment