Thursday, May 25, 2023

سلوى جراح - صورة في ماء ساكن



تمتد أحداث رواية سلوى جراح «صورة في ماء ساكن» من خمسينات القرن الماضي إلى ما بعد احتلال العراق عام 2003، لتروي حكاية الجمال والخير الذي استكان في ماء لم تعد لديه القدرة على الحركة والترقرق، بعد أن فقد لحظة الصفاء الأولى. الشخصية المحورية في الرواية، رسامة عراقية تروي للقارئ حكاية عمرها في بلد تصف أحداثه المتلاحقة وتأثيرها على حياة الناس بأنها تفوق كل ما يمكن أن يتفتق عنه الخيال، حـتى يجبر الكثيرون على هجر الأوطان. تبحث سلوى جراح في تاريخ العراق دون أن تكتب تاريخاً، في نص يفيض بالحوارات عن الوطن والعلاقات البشرية التي تتجاوز الانتماءات الضيقة، وعسف السلطة والتسلط والتفرد بالرأي.

أو


 

Monday, May 22, 2023

فالتر بنيامين - عن الحشيش



يجمع كتاب فالتر بنيامين “عن الحشيش” مجموع كتاباته عن الحشيش، وقد نشر بعد وفاته، وهو مخطط تفصيلي لكتاب لم يكتب قط – “كتاب استثنائي حقا عن الحشيش”، كما وصفه بنيامين في رسالته لصديق. سلسلة من “بروتوكولات المخدر”، كتبها هو ورفاقه إرنست جويل وإيجون ويسينج وفريتز فرانكل بين 1927-1934، إلى جانب قطع نثرية قصيرة نشرها خلال حياته، “عن الحشيش” يوفر صورة حميمة ونادرة لبنيامين المغامر في نهايات جمهورية فايمار.
الكتاب صادر عن “الكتب خان للنشر والتوزيع” بترجمة السودانية سماح جعفر وتحرير الشاعر والمترجم هرمس، وفيه يتأكد لنا انتماء بنيامين بوعي فائق إلى طريقة خبراء المخدر الأدبيين العريقة من بودلير إلى هيرمان هسه؛ فقد تمعّن بنيامين في الحشيش والمخدرات الأخرى بوصفها تدشينا لما أسماه “الاستنارة الدنسة”.
بين أيدينا هنا طريقة جديدة للرؤية، واتصال جديد بالعالم المعتاد. تحت تأثير الحشيش، يصبح الزمان والمكان شيئا واحدا، ما أسماه بنيامين في دراسته للسريالية “حيّز الصورة”، حيث تدب الحياة في ذلك الانغماس الفلسفي للحس.

أو


 

Sunday, May 21, 2023

محمود عبد الغني - أكتب إليك من دمشق



يتلقى ناسخ مغربي حسن الخط وواسع الاطلاع، يعيش بمدينة فاس في القرن الثاني عشر الميلادي، دعوة للمشاركة في نسخ جماعي لكتاب "تاريخ دمشق" الذي يقع في ثمانين مجلدا، سيكون نصيبه منها عشرة مجلدات. أي أن فريق النسخ سيضم ثمانية ناسخين. منذ تلقي الناسخ المغربي لهذه الدعوة وهو يعد العدة ماديا ونفسيا: يسأل ويقرأ عن أم الشام، عن ابن عساكر. وهو في غمرة الإعداد يقدم خارطة موسعة لفن النسخ في المغرب.
يتقدم السرد، وتتقدم معه أحوال السارد: كيف يهجر زوجته وحبيبته "أم العيد" ويتركها في فاس؟ كيف ستستقبله دمشق؟ كيف سيلتقي الحافظ ابن عساكر؟ من هم النساخ الذين سيشاركونه عملية النسخ؟ من خلال الجواب السردي على هذه الأسئلة تقدم الرواية مناخا معرفيا وتخييليا عن دمشق المتخيلة، عن ابن عساكر كما هو مرسوم في ذهنيات المغارب، عن النسخ، عن الفنادق التي سيقيم فيها الناسخ المغربي.

أو


 

Saturday, May 20, 2023

عبدو خليل - فندق بارون



حلب مدينة سريّة الميول تكتم أسرارها بإحكام وتخفي الرغبات وراء النوافذ المغلقة. ما يتوهمه زائر المدينة من اكتشاف ليس سوى بعض من السطح المنطوي على غموض وألغاز. وحلب أيضاً تحتفظ في وجدانها الجمعي بسيول من الدماء جفت خلال أحداث الثمانينات على حواف الشوارع والأزقة وتركت ندوباً عسيرة على الاندمال.
تهوى هيلين الفتاة البريطانية القادمة من بلادها للبحث عن والدها خوض تجربة جنسية مع منار التي تمارس مثليتها بسرية تامة، تحضر بدلة الرقص الشرقي في هذه التجربة كعلامة عن استشراق مفتعل أراد الكاتب حسمه في عقل هيلين التي تتعامل مع المدينة بوصفها عالم غرائبي يغلي بالأسرار. صاحب الفندق الذي تسكن فيه، الأرمني كارو، لا يكف عن استعادة تفاصيل المجازر التي ارتكبها الأتراك بحق عائلته، فيما أبو الريح الذين تستعين به هيلين للبحث عن والدها، مسكون بتاريخه النضالي في حزب العمال الكردستاني وبتمجيد الزعيم عبد الله اوجلان. ثلاث شخصيات إذاً، تعترض رحلة هيلين في البحث عن والدها، تمثل مكبوتات جنسية وإثنية وسياسية، وهو تمثيل مطلق يجرد أصحابه من فرصة الفعل والحركة ويجعلهم أسرى ما يمثلون من حالات لها تواريخ وأوجاع وصور.

أو


 

أحمد هلال - شارع بارون



أحمد هلال - شارع بارون

صدرت رواية ( شارع بارون ) للكاتب أحمد هلال – دار الكتاب العربي, بيروت – عام 2011. ربما قبيل انطلاق الثورة السورية, وربما بعد ذلك بوقت قليل. لكنها حتماً كُتبت وصدرت قبل تموز 2012 تاريخ دخول الجيش إلى حلب, وابتداء فصول الموت والدمار بحق واحدة من أجمل مدن الشرق وأكثرها عراقة وتنوعاً. هذا التوقيت لكتابة ونشر رواية عن – حلب – سمح لنا بالقبض على مثال نادر عن تكامل النص والتاريخ...عن الإحالة الدلالية المتبادلة بين النص بجماليات السرد والدلالة فيه, وبين التاريخ بوقائعه المهولة الموشكة على الظهور. كأنّ الرواية تفسّر – عبر عملية تحويل جمالي- مقدمات الحدث التاريخي ومحدداته الصارمة المغيبة تحت قشرة اليومي الصارخ بوجل و وحشة. وكأن الوقائع الرهيبة التي ستشهدها المدينة بعدُ, تجد رحمها الرجيم في خطاب الرواية.
إن زمن الرواية يسلمنا- مباشرة- إلى الزمن التاريخي المعيش قائلاً : هاكم انظروا حيلَ التخييل ومكائدَ التاريخ, منسجمَيْن متصالحَيْن في الكتابة وفي الواقع, معلنين معاً انطفاء مدينة نادرة في شرقٍ ينضح بالقسوة والجنون.

أو


 

Friday, May 19, 2023

يوسف نحماني - مذكرات سمسار أراضي صهيوني


حاول المترجم الدكتور إلياس شوفاني من خلال المقدمة التعريف بدور نحماني كسمسار أراض خدم كثيرا المشروع الصهيوني منذ الثلاثينيات في القرن الماضي، كاشفاً أساليب نحماني وأمثاله في الوصول إلى غاياتهم، ويثبت المترجم أن كل عمليات شراء الأراضي لم توفر إلا 6% من مساحة الأرض التي قامت عليها دولة إسرائيل سنة 1948.
بدأ نحماني نشاطه الفعلي، كما توضح المذكرات مع خروجه إلى الجليل عام 1911، وانضم إلى منظمة الحارس (هشومير). لكن مركز تحركاته لشراء الأراضي كان في منطقة طبرية. وتشير المذكرات في القسم المخصص للرسائل إلى العلاقات الوطيدة التي جمعت نحماني مع قادة الحركة الصهيونية، ومنهم يتسحاق بن ـ تسفي، ثاني رئيس لدولة الصهاينة  1952، والعدد الأكبر من الرسائل، كان موجها إلى صديقه يوسيف فايتس، وهي تتعلق أساسا بالعمل الموكل إليهما من المنظمات الصهيونية.
ومن خلال الكتاب يتضح أن العلاقة بين كل من نحماني وديفيد بن جوريون لم تكن حميمة، حيث لم يكن بن جوريون متحمسا لمخططات هيكرن هكيميت، لشراء الأراضي، بل كان يرى أنه يجب احتلال الأرض بالقوة العسكرية، ولم يكن يريد تبذير الأموال الصهيونية على الاستملاك بأسلوب نحماني.
ويؤكد المؤلف أنه رغم استبعاد الزعيم الأبرز لهكيرن هكيميت مناحيم أوسشكين، هذا الخيار لعدم توفر القوة العسكرية اللازمة لتنفيذ هذه السياسة لاستملاك الأراضي، فركز اهتمامه على الشراء، خاصة في مرج ابن عامر، لكن بن جوريون حقق مبتغاه بأسلوبه الخاص، فأخذ يطور المنظمات العسكرية الصهيونية التي قامت بحسم أمر استملاك الأرض باحتلالها بالقوة.

أو


 

باتريك موديانو - مقهى الشباب الضائع


سحب وتعديل جمال حتمل

يتميز باتريك موديانو عن الروائيين الفرنسيين، بعلاقته الوطيدة مع باريس إذ يتخذ من فضاءاتها مسرحاً لأعماله. وهذه الرواية "مقهى الشباب الضائع" نموذجاً لهذه العلاقة بينه وبين المكان، وهنا يختط للماضي صوراً عبر شخوص متنوعة وحكايات تنضح بالشجن الإنساني. وانطلاقاً من مقهى "كوندي" ينسج الكاتب رؤية تكونها التفاصيل والمشاهد المتقاطعة عبر ذلك المقهى، بسرد الذكريات وتقاطعاتها، في محاولة من بعض الشخوص لفهم معنى "العود الأبدي"، كما تسعى هذه الرواية إلى أن تجعل من استبطان حب اللحظات الهنية، الحيوية، وسيلة لمقاومة المحو الذي يبذره الزمان في الذككريات والأماكن والعواطف. 

أو


 

باتريك موديانو - شارع الحوانيت المعتمة



يبحث الكاتب الفرنسي باتريك موديانو، في روايته ” شارع الحوانيت المعتمة”، عن هويته الشخصية، عير رحلة تشبه إلى حد بعيد تغريبه بني هلال، مع فارق واحد هو أن بطل هذه الرواية يحاول العثور على هويته بعد أن فقد ذاكرته وراح يبحث عن وجوده في ركام المدن والعواصم.
وتنتهى الرواية عندما يصل البطل إلى روما ويعرف هويته الحقيقية لكن “موديانو” لا يبلغنا بهذا الاسم ولا بهويته كأن المؤلف قد أنهكته رحلة البحث مثلما فعل بطله.

أو


 

Tuesday, May 16, 2023

باتريس نغانانغ - قصر الأحلام والكلام


رواية "قصر الأحلام والكلام"، للكاتب الكاميروني باتريس نغانانغ، التي ترجمها إلى اللغة العربية الكاتب عدنان محمد، نقرأ من أجوائها:
كانت سارة صبياً عندما دخلَتْ إلى مون بليزان، مقر إقامة السلطان في منفاه. هذه هي الحقيقة بكل بساطة. لم يكن عمرها آنذاك إلا تسع سنوات، ومع ذلك فقد أُهديت إلى السلطان نْجُويا لدى وصوله إلى ياووندي، عربونَ صداقة، "صداقة وأخوّة". الرئيس الأعلى للإيووندو شارل أتانغانا هو من أقنع الحاكمَ المطلق بمغادرة بلده باموم لكي يقيم في عاصمة المحمية. وأقلّ ما يفعله هو أن يجعل إقامة ضيفه مريحة، فالتقليد يفرض عليه ذلك ـ آه، ويا له من تقليد!
أصاب الجفافُ الموسمَ في تلك السنة، سنة 1931. الأشجار تتحدّث عن شهر آب، والنهارُ متّشحٌ بألوان الرفض: رفْض سارة ـ هكذا صاروا ينادونها منذ أن أخطأ كاهنٌ كاثوليكي في كتابة اسمها الحقيقي: سالاـ لأنها لا تريد أن تترك أمها. ورفْض السلطان الذي لا يفهم لماذا قد يقلّل وجودُه في كَنَف وصاية الفرنسيين من الريبة التي يكنّها له هؤلاء منذ أن نشَب خلافُه مع ممثّليهم المحلّيين في فومبان، قبل عشر سنوات.

أو


 

Monday, May 15, 2023

تشارلز بوكوفسكي - محترقا في الماء, غارقا في اللهب




محترقا في الماء غرقا في اللهب - تشارلز بوكوفسكي، هذه مجموعة مختارة من قصائد لتشارلز بوكوفسكي الشاعر الأمريكي الجميل الذي – دون شك – هو شاعر من الطراز الأول قبل أن يكون ساردًا – روائيًا – رغم جمال رواياته مع بساطة حبكاتها – حاولت جاهدًا تجاوز عدم ميلي للـ(المختارات) وهذه عقدة لدي لها أسبابها القائمة على تطور القصيدة وفق المرحلة العمرية. "بين ترجمتي (زياد عبد الله : دار المتوسط)، و(سامر أبو هواش :دار الجمل) لقصائد مشابهة. من الترجمة الحديثة في الألفية الحالية ترجمة سامر أبو هواش خصوصًا لبعض مجموعة ديوان : Burning in Water, Drowning in Flame وقصائد من ديوان : It Catches My Heart in Its Hands كنت قد قرأت قصائد تشابه إختيارها بين ترجمتي زياد وأبوهواش، ورغم جمال ترجمة هواش عندما قرأت بعض النصوص المترجمة بلغتها الأم أقول أنه حافظ على الجوهر أي معنى النص وليس مجرد ترجمة حرفية فتلك عقبة سيحاسب عليها فهذا شعر. لكنه أقول تجاوزها بإحترافية جميلة وخانه كثيرًا أن يهبنا (روح) النص حيث لم يوفّق أحيان كثيرة في (قفلة) القصيدة رغم أنها أمام عينيه في النص الأصل فلماذا تمكّن من ذلك (زياد عبد الله) مع تقديري لهما معًا؟. ربما هو المخزون اللغوي وقوة الإطلاع على "ثقافة اللغة" للغة المترجمة لها – العربية – دون المطالبة بإمتلاك المترجم لموهبة الشعر ليصبح لديه ذلك الحس مثلما فعل مترجمو رباعيات الخيام الذي كان (90%) منهم شعراء عظام وموهبون بالفطرة.يكفي عندما تشاهد عنوان مجموعة في ترجمات زياد هكذا (محترقًا في الماء.. غارقًا في اللهب) بينما عند أو هواش (الاحتراق في المياه، الغرق في النار) أن تعي مدى الجملة الموسيقية في ترجمة زياد ولك أن تخمّن كيف ستكون بقية الترجمة علي مستوي بقية المختارات، ولا نغفل أن ثمة قصائد في كلا الترجمتين مثل ( إلى مارلين / العاهرة التي سرقت قصائدي / حال العالم / أبي / الحب والشهرة والموت / جانب من الشمس....) وغيرها الكثير من القصائد التي يمكنك من خلالها مشاهدت الفرق بين الترجمات رغم جمالهما معًا إلا شعرية ترجمة زياد أعظم وتستحق القراءة وتكرار الترجمة لنصوص جديدة.وفق اللغة الإنجليزية الإحتراق في النار والغرق في اللهب هو فعل مستمر لم ينتهي ولهذا ترجمة “زياد” ((محترقًا في الماء.. غارقًا في اللهب)) هي الأنسب بينما عنوان "هواش" ((الاحتراق في المياه، الغرق في النار)) هي ترجمة حرفية لا معنى لها. خالية من الروحة الشعرية.كانت فكرة كل قصيدة قائمة وتكاد تشعر بها في كل نص ولربما يظن المترجم والقارئ هنا أن يشعرني أني بوكوفسي حيًا ويكتب لنا نصًا بغتنا العربية.. لا. ليس كذلك ولكن كنت أتمنى ترجمات تشعرني بروح الشعر في ترجمة (أبو هواش) فليس ككاتب ولا كقارئ مطلوب مني إمتداح كل ما أجده في الكتاب ولست كذلك ممن يطالبون بالكامل فذلك وهم”. شكرًا زياد عبدالله وأتمنى منك ترجمات أخرى لدواوين مستقلة لبوكوفسكي وليس مختارات فهذا يعني للمكتبة العربية الكثير.

أو


 

Sunday, May 7, 2023

حيدر حيدر - وليمة لأعشاب البحر



تزبيط وشكلسة الحاج أبو عبدو

إلى روح الأديب حيدر حيدر
إستغرق حيدر حيدر فى كتابة هذه الرواية تسعة أعوام، فأصبح الرواي مثقلة بلغة ومحتوى عميق، الجنون في هذه الرواية يخطف الأنفاس. الجنون في هذه الرواية مُلهم، تحتاج لتقرأها أكثر من صبر و أكثر من تركيز؛ تحتاج لتقرأها أن تتحرر من نفسك و أن تكون وفيًا لها في نفس الوقت.
و لهذا تعتبر هذه الرواية مميزة، لأنها تغيّر فيك شيئا مع شهقة الإنبهار و الإنخطاف. الجرأة و الوقاحة التيه و الفوضى المشاعر الإنسانية و هي تنطلق كخيل جامحة لا يحدها وازع و لا يكبحها إلا نوازع الذات

أو


 

حيدر حيدر - التموجات


تجليس وتصويج المدعو أبو عبدو

إلى روح الأديب حيدر حيدر
هذا الكتاب بقصتيه الاثنتين (الواحدتين) يعتبر من أكثر الكتب التي استطاعت أن تصور نضال جيل كامل دون الغوص في مستنقع السياسة، بكلمة أخرى، هذا الكتاب كان أميناً على تاريخٍ يساري مناضل تحول في هذه الأيام إلى ذكرى.

أو


 

حيدر حيدر - أوراق المنفى


تزبيط وشكلسة الأخ أبو عبدو

إلى روح الأديب حيدر حيدر
"كما لن تكون سعيداً إذ يأتيك نبأ موت الأم وزج الأصدقاء في السجون, وأنت لا تستطيع حتى أن تشارك في الجنازة أو تقديم علبة دخان لصديقك المعتقل. لقد كبر الوطن ومعه كبر الشقاء وأنت من هزيمة إلى هزيمة, ومن "منفى إلى منفى" تطوف. ليست امتيازاً هذه اللعنة. كما ليس فخراً للوطن أن تكون على حافة هاويته" 
أبدع حيدر حيدر في وصف أحوال زماننا في هذا الكتاب الذي يحوي شهادته, الحقيقة المؤلمة التي تسود على عالمنا العربي وأحوال الشعب.

أو


 

حيدر حيدر - الومض



 

حيدر حيدر - هجرة السنونو


تزبيط وشكلسة المتهم البريء أبو عبدو

إلى روح الأديب حيدر حيدر
في روايته "حجرة السنونو" يقدم حيدر حيدر وعياً للحظة التاريخية، في إطار إجتماعي - سياسي متحرك، يلامس محددات تم تشكيلها وفق نسق عام وخاص بنفس الوقت، وقد أعاد تشكيلها في سياق نصه الإبداعي، وإذ نحن إزاء رؤية لها نزوع إيديولوجي، ولها مشروعيتها وقيمتها وجدادها، فالأنا الساردة هنا والمتمثلة بهزيم بطل الرواية تتمثل بحزئية الثبات على المبدأ بالرغم من التغيير الذي حدث في حياتها ونعني به الإغتراب، إغتراب المثقف عن وطنه واغتراب الذات عن محيطها.
تبدأ الرواية بخروج "هزيم" من مدينة طرطوس السورية إلى بيروت في أوائل السبعينيات، بعد زواج مبكر وفاشل دمره روحياً، وهناك في البلد الجديد يلتقي بصديقه السوري رئيف شاهين الذي سبقه إلى هناك، ليكوّنا ثنائياً ثقافياً في مدينة تشرع حربها الأهلية الشرسة أبوابها الأكثر اتساعا

أو


 

حيدر حيدر - مراثي الأيام..ثلاث حكايات عن الموت


إعداد وتقديم أبو عبدو

إلى روح الأديب حيدر حيدر
"قال الراوي المعاصر: ورأيت فيما يرى النائم أن روحي غادرت جسدي خارجة من تلك الممالك والصحارى والبلدان (في ذلك الزمن كنت أهجس بالهجرة والرحيل إلى جزيرة بعيدة تشبه جزيرة حي بن يقظان وفي رأسي سؤال سأطرحه على صديقي حي الذي اختار العزلة منفى وملاذاً: هل الوصول إلى الله عن طريق التأمل والكشف والاعتزال يغسل تاريخ الدم والشهوات؟...) وكان أن تحوّل جسدي إلى ما يشبه الطيف، وكانت الروح دليل وقرينتي.. وكنت أصعد على أجنحة الريح خفيفاً ورشيقاً عبر فضاءات غربية لا أعرفها، وجاءتني أصوات هي أقرب إلى الصدى: إلى أين ولماذا هذا الهجيج والهروب؟ وخيّل إلي، وأنا عبر طيّات الريح أني لست وحيداً غير أنني لا أرى الآخرين سوى كأطياف أو مرتسمات تشبه الغيوم فوق أفق البحر.. كلها بدت لي فارّة ومذعورة من شيء غامض يطاردها. وبانعطاف سريالي غريب تحوّل المشهد، فإذا بي فوق أرض عشبها كالياقوت والمرجان، وباغتني رجل غريب.. وقال الدخل إلى القبة البيضاء هناك.. وفي صدر الفسطاط كان يجلس على كرسي كالعرش رجل مهيب بعمامة بيضاء ولحية تتدلى حتى الصدر.. وسألته عن الحكمة في موت الأطفال والنساء الأنقياء وبقاء الأشرار على سطح الأرض، وحدثني عن سرّ حكمة الله في خلقه.. وقلت بأنني أخاف الظلمة التي جئت منها ولا أرغب في العودة إليها ثانية.. ورغبت القول: لو أتحول إلى حجر أو شجرة.. فلا أعود إلى ديار قومي السفاحين الذين هربت منهم..".

أو


 

حيدر حيدر - غسق الألهة


تصوير المومى إليه أبو عبدو

إلى روح الأديب حيدر حيدر
تشكل القصص الثلاث الاولى " غبار الطلع" و "طائر الموت" و "غسق الالهة" مشهدا روائيا متجانسا، متقاطعا، متنائيا في الزمن والمكان. الوحدة التي تجمعها هي ثنائية الرجل والمرأة. في سياق حدث ذاتي- موضوعي هو الحب والموت.
لماذا يحدث هذا التشوه والاعاقة في علاقة امرأة برجل؟ هل الزمن الموضوعي، بما هو تاريخ ووقائع خارجية، هو المسؤول. ام أن الاسباب تكمن في التكوين النفسي وخلل التوازن الداخلي لكليهما؟
ولعل سؤالا من نوع: لماذا يبدو الحب مهلوعا ومهددا في الازمنة المضطربة؟ لا يحتاج الى جواب.
وما تقوله القصص الاخرى لا يبتعد كثيرا عن المشهد المأساوي لعصرنا. اننا ننشد باقصى طاقاتنا لنكون احرارا وسعداء واسوياء في الحياة والحب.
لكننا، واأسفاه لسنا كذلك ابدا.

أو


 

حيدر حيدر - حقل ارجوان


تزبيط وشكلسة المواطن البسيط أبو عبدو

إلى روح الأديب حيدر حيدر
الرواية تمثل صورة حية من مأساة نكبة الشعب الفلسطيني وحله وترحاله وتشريده وتهجيره، والرواية تسلط الضوء على العديد من نصوص التوراة الدموية واسفارهم السادية التي تحض وتحرض على القتل وسفك الدماء وابادة كل اصحاب الارض العرب الفلسطينيين وقد احسن الكاتب في هذا الاسقاط التاريخي والتوظيف ضمن سياق النص واحداث النكبة والمجازر المتلاحقة.
ورغم مأساة النكبة وهول النصوص التوراتية الدموية وساديتها فإن الرواية وفي نفس الوقت وعلى مسار متصاعد تجسد حكاية النهوض الفلسطيني بعد النكبة والنكسة وانطلاقة الثورة المعاصرة في 1/1/1965 وتجلياتها وابرز الصعوبات والمعوقات التي اعترتها .
الرواية تبدأ احداثها في حيفا في شهر نيسان من سنة 1948 ، ذلك الشهر العصيب الذي هُجرت فيها حيفا بفعل العجز العربي والتواطيء البريطاني الصهيوني والذي ادى الى نزوح العائلات الحيفاوية والعكاوية الى مدينة صور في لبنان عبر البحر.
يظهر عجز المقاومة الفلسطينية والعربية امام العصابات الصهيونية وينجح الكاتب في التقاط احدى صور تلك المأساة ويجسد منها احداث الرواية.

أو


 

حيدر حيدر - الوعول


تحسين وتزبيط العضو العامل أبو عبدو 

إلى روح الأديب حيدر حيدر
المدن تزدهر. ووراء الشوارع المضاءة والصاخبة، امتد الجوع واليأس وأكواخ الصفيح والوحل والكوليرا والطاعون والموتى الذين لا يجدون قبوراً لهم.
وها هم يشربون نخب الدن. إنهم منتشون وهم يستبيحون الأجساد العارية، وهم يرفعون حساب أرصدتهم في البنوك. بينما فرق الاغتيال السرية تنفذ مهامها الوطنية تحت ستارة الغسق.
ولكن... هل كنا مخدوعين، أخذنا على غفلة من أمرنا؟ أم كنا ضعافاً ومقهورين؟ أم أن الزمن كان ملغوماً في نفوسنا؟ أم أننا كنا نحلم أكثر مما ينبغي؟ أم أننا كما ما نزال في عصر الشتات؟

أو


 

حيدر حيدر - الفيضان


تزبيط وشكلسة العبد الفقير أبو عبدو

إلى روح الأديب حيدر حيدر
عندما خلت الساحة بقي وحده للحظة. ثم فجأة فتحت أبواب مغلقة اندفع منها رجال موثوق. كانوا الآن معه وسط الساحة. لقد بدوا بعد أن سطعت الأنوار عليهم منتصبين كالشجر. كانوا هناك بجباههم المضاءة وعيونهم المشعة بإيماضات سرية، ثابتين، أبصارهم
  وصدورهم مشدودة بقوة غريبة نحو الجنود المتأهبين. كان الصمت يغطي الساحة الآن بجلال بهيج، بافتتان مدهش لا حدود له. وكانوا الآن وقوفاً فوق الضفة الخضراء على أتم استعداد دون جلبة بانتظار المطر. وكما تتتالى موجات من الرعد المتواصل، هكذا أقبل البحر طاغياً مجتاحاً وسط ظلام أضيء بنجوم من دم.  

أو


 

حيدر حيدر - الفهد


تجليس وتصويج المدعو أبو عبدو

إلى روح الأديب حيدر حيدر
(الفهد) رواية سياسية تتناول المرحلة الإنتقالية التي عاشتها سورية في أربعينيات القرن العشرين، قدمها (حيدر حيدر) برؤية سياسية وإجتماعية وثقافية تداخلت فيها العادات والتقاليد والمعاناة والقيم والأفكار الرافضة للإحتلال الفرنسي وردود الأفعال. تجري أحداث الرواية في قرية سيناتا إحدى قرى مدينة اللاذقية المرمية خلف الجبال القاسية، وكان أبو علي (شاهين) مرابعاً يحرث الأرض ويعشبها ويحصدها، وفي نهاية الموسم يقدم ثلاثة ارباع المحصول للآغا، ويبقي لعائلته الرض والربع الباقي. إن الآغا الجشع يطلب حصته من الفلاحين ولكن هذه المرة لم تمطر السماء فعم القحط والجوع. ولكن الآغا يطلب حصته سواء أغلتْ الرض أم لم تغل. يرفض الفلاح شاهين أن يقدم أي شيء للآغا ويقرر المواجهة. فطلبه الآغا وأمر بضربه وجلده بقسوة حتى سال الدم منه. بعد أن عاد إلى منزله سحب بندقيته التي ما زال محتفظاً بها من أيام النضال ضد فرنسا وبدأ يطلق النار على كلاب الآغا / الدرك الجبناء. وبدأت المعارك. إن السلاح نفسه الذي استخدم ضد العدو الخارجي "فرنسا" سوف يُستخدم ضد العدو الداخلي "الآغا والدرك" وكأن الروائي يقول أن الثوار يقتلون وتسيح دماؤهم فوق الصخور، بينما يستثمر زعماؤهم النصر. "كان الوارثون الأوصياء يسجلون في دوائر الدولة، الأراضي والعقارات، ويقتصمون القرى في سرية تامة بينما جماهير المقاتلين الفقراء يتحولون إلى أجراء ومرابعين وخدم لهؤلاء الذين اتستثمروا النصر وسرقوه في الغفلة". ولكن الروائي اختار بطلاً إستثنائياً تحمّل التشرد والبرد والمرض والتعب والبعد عن زوجته وإبنه الوحيد .. اختاره مختلفاً عن باقي الفلاحين المصابين بالعجز والإحباط والإستسلام. ولكن يبقى السؤال ماذا لو تصرّف شاهين كباقي الفلاحين ورفض المواجهة؟ ماذا لو تجاهل الإهانة من الحارس، وماذا لو صرخت جموع الفلاحين بصوت كالرعد لا، وليس التعاطف بالقول فقط، ربما اراد الراوي القول أن الحلول الفردية لا تنفع ويدٌ واحدة لا تصفق. فالمطلوب وحدة الجماعة، وما أشبه الأمس باليوم.


أو


 

حيدر حيدر - الزمن الموحش


تحسين وتمكين المومى إليه أبو عبدو

إلى روح الأديب حيدر حيدر
مثل سراب خادع يلمع فوق سهوب بعيدة... سراب يمتد ويمتد، هكذا يبدو الآن ركام حكايات "الزمن الموحش" شفافاً لامعاً، عصياً على اللمس، عصياً ربما على الإدراج، حكايات حيدر حيدر التي أفلتت في غروب يوم كئيب مع شمس دمشقية، تهوي بلا استئذان خلف قمة قاسييون الأجرد لتحكي زمن الفشل العربي... قصص تمتزج بالأسى... باللوعة... بالحزن... فكيف السبيل إلى إيقاظ العربي الغائب في زمن حكم على إسرائيل بالانتصار وعلى العرب بالهزيمة!! ها هم هناك ضائعون بلا ذاكرة. غارقون في مستنقع التاريخ. ولدوا في عوالم مختلفة، متناقضة. عوالم فردية. جاؤوا من بلاد قصية مطرودين، ملهوفين، مسكونين بالاحلام والمجد والظمأ.وهنا عاشوا بحنين لا حدود له لماضيهم وللرحم الذي انسلوا منه يوما، بعد ان نسوا بناء مدن نفوسهم في صحارى مقفرة، يحدها الانقراض من الجنوب، والاغتصاب من الشمال، ومن الغرب البحر، ومن الشرق الرمل. وتحت جلودهم وشل التاريخ كله.احسهم تاريخا عابرا، حفر على جدران ذاكرتي لكن ذلك التاريخ عصي على اللمس، متمرد على التكوين السوي، بينما تتقدم "منى" بهية ، موردة كالشفق، وهم يمضون باعمارهم وتواريخهم الملوثة والمدماة كأنما اخذتهم غيبوبة. 

أو


 

حيدر حيدر - إغواء


تزبيط وشكلسة العبد الفقير أبو عبدو

إلى روح الأديب حيدر حيدر
في أصياف عبرت، تحت قمر يضيء السهول والبجر، كنت أنتظر على سطح البيت وبلهفة طفولية قدوم البومة الذهبية.
كانت تأتي في أواسط شهر آب من كل عام تقف أعلى شجرة السرو وتراقب فئران الحقل الليلية، وفجأة تنقض كالصقر وبين مخالبها فأر أو خلد حقل أو خفاش صغير.
بفرح كنت أتهلل لقدومها، شبيه طفل يتلقى هدية تهبط عليه من سماء بابا نويل، وهي تخفق بجناحيها فوق حديقة البرتقال والليمون والسرو.
كنت أراقبها وأتملى بهاءها الأبيض والذهبي من مسافة قريبة، مسحوراً بجمال رأسها الدائري الشبيه بالتاج، ثم هذا الانتصاب الواثق وهي تدير عينيها الثاقبتين كمروحة عسلية براقة.
ما كانت تطيل الإقامة، يومان أو ثلاثة ثم تهاجر. مع رحيلها تنهمر على روحي كآبة الفقدان. ‘حساس بفقد صديق عزيز زارني من أقاصي العالم ألقى السلام علي خطفاً ثم غاب.

أو



 

Tuesday, May 2, 2023

رولا عبيد - وداعا أبو رمانة



 تحكي "وداعًا أبو رمانة" للروائية المنحبكجية رولا عبيد عن طفلة تفقد منزلها وتفتقد اسرتها وتتنقل فى حزن من بلد الى اخر …. وتكبر قبل الأوان .. تلك الطفلة _ وهذه جدة الرواية _ داخلها صوت المرأة الناضجة وبراءة الطفولة معا … ويلتحم التداعى الحر بحضور تشخيصى للمكان . والذى تقدمه رولا كروح اسطورية ممتزجا بالواقع فى تأثير وتأثر مع المتلقى .
رولا عبيد خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم الأدب والنقد المسرحي بدمشق أخرجت مسرحية "ياسين وبهية" لنجيب سرور إنتاج مسرح الهناجر بالقاهرة ومسرحية "الكونترباس" للكاتب الألماني باتريك زوسكيند إنتاج معهد غوتة في دمشق. وحصلت على جائزة تانيت الامتياز للمخرج الواعد في أيام قرطاج المسرحية 1997 عن مونودراما إسماعيل هاملت.

أو


 

Sunday, April 30, 2023

أحمد زغلول الشيطي - عرائس من ورق




" عرائس من ورق " 1994عن دار شرقيات للنشر والتي كتب عنها ادوارد الخراط أنها قصص متميزة في سياق الحداثة القصصية، تتناول الواقع النفسى الداخلي والخارجي على السواء، شديدة الإيجاز لو قرأت معا سيبدو الكتاب كله كأنه رد على قهر كامن وأصيل في عالم هش وثقيل الوطأة معا.

أو



 

مجموعة من المؤلفين - الكسـندر ألـوف, فلاديمير ناعوموف



يتذكرون اليوم، أيام تموز عام 1945، الأيام الأولى من السلام، أيام الصفاء المدهش، والتعبئة الاحتفالية. كانت هذه الأيام بالنسبة لنا نحن الذين عدنا من الجبهة بداية للحياة السلمية الآن. كانت ممرات المعهد الحكومي السينمائي لعموم الاتحاد تمتلئ بالحشود التي تضج، والتي كانت ترغب في دراسة فن السينما. لقد تجمع هنا مقاتلو الجبهة السابقون بأوسمتهم ومعاطفهم الحربية (دون كتافيات)، وكذلك من كان يعمل منذ شبابه في معامل ومصانع المؤخرة، والآن عندما حل النصر، أرادوا أن يمتلكوا أي فن.
كان يشرف على دراسة الإخراج المخرج السوفييتي البارز ايغور أندرييفيتش سافتشينكو. كان هذا الأستاذ الباهر والمبدع لفيلم "بوغدان خميلنيتسكي" مربياً رائعاً، ولم يمنح طلابه الوقت فقط، وإنما منحهم أكثر بكثير، منحهم قلبه وروحه.
لقد لاحظ سافتشينكو تماماً ومنذ الدروس الأولى في ورشته زميلين لنا- ساشا ألوف وفولوديا ناعوموف، الصديقين المخلصين أحدهما للآخر. أجل، لقد ولدت هذه الصداقة منذ أول أعوام الدراسة، رغم أنهما بديا إنسانين مختلفين. إن ألوف هو جندي ومحارب قديم، وكثيراً ما يشبه في مظهره الخارجي في ذلك الحين بوشكين الشاب كإنسان جذاب ومتحفظ. أما ناعوموف فهو أكثر الشباب فتوة في صفنا وهو شديد الشكيمة من حيث طبعه، وذو خيال جموح، وفنان موهوب، وممثل قدير، ربما هذا الاختلاف بالذات في السيرة والأمزجة الفنية قد دفع أحدهما نحو الآخر. ربما. لكن الأمر لا يكمن في الأسباب. إن الأمر الرئيسي – كان يكمن في أن هذه الصداقة هي حقيقية، ومخلصة. وتثير الاحترام، وأحياناً تثير الغيرة الحميدة أيضاً.
كان سافتتشبنكو يكرر لنا باستمرار، أن مخرج الأفلام يجب أن يملك أربع مواهب: موهبة المخرج، وموهبة الفن المسرحي، والرسم، والتمثيل. ولقد قاد العمل معنا حسب هذه الاتجاهات الأربعة. إنه ومباشرة منذ الصف الأول كان يجبرنا على كتابة سيناريوهات، وقصص قصيرة، وكان يدربنا على العمل الإخراجي. أما في الصف الثالث فقد كان جميع طلاب الورشة يعملون بمثابة معاونين ومساعدين للمخرج في تصوير فيلم "الضربة الثالثة". إن التصوير الطبيعي، وخاصة مشاهد الوقائع الكبيرة، كانت تؤدى في منطقة بيريكوب وسيفاش، حيث كان يخرج إلى هناك كل صفنا. وقد كان يملك كل واحد منا بالإضافة إلى الواجبات الإخراجية مهام تمثيلية. وفي الصفوف العليا، عندما كان سافتتشينكو يصور "تاراس شيفتشينكو" كان يعمل معه أولوف وناعوموف بصفة مساعدين قريبين. إنهما هما الذين أتيا بـ س.بوندارتشوك الشاب تماماً والطالب في تلك الأعوام إلى إيغور اندرييفيتش ليلعب دور تاراس شيفتشينكو. وقد تم تكليف طالبي الصف الرابع أ.ألوف وف. ناعوموف بعد موت ايغور اندرييفيتش سافنتشينكو السابق لأوانه والمفاجئ والذي هزنا جميعاً، إكمال لوحته "تاراس شيفتشينكو". لقد أنجزا بجدارة عمل معلمهما، محتفظين باهتمام بكل أفكاره. أصبح فيلم "تاراس شيفتشينكو" حدثاً كبيراً في حياة سينمانا.
بدأ منذ ذلك الحين اتحاد مدهش بين هذين المخرجين، غير المتشابهين، ولكن الضروريين أحدهما للآخر. لقد امتد هذا التعاون الإبداعي، الذي أغنى السينما السوفييتية والعالمية بأعمال فنية حقيقية لأكثر من ثلاثين عاماً. يتعذر علي أن أسمي أمثلة مشابهة في حياة سينمانا العملية. يقرن هذا التوضع الإبداعي بشكل عضوي بالخيال الجامح، والانفجارية في مزاج ناعوموف مع تعمق الوعي للمادة من قبل ألوف، المسرحي الحكيم، والمهني من الطبقة العالية. ربما هذه المقارنة ليست بصورة رمزية كثيراً، لكن لدي الرغبة أحياناً أن أقارن ممارستهما الإبداعية مع عمل الكمبيوتر، الذي يختار حلاً واحداً صحيحاً من عدد من الحلول المقترحة، وبعد ذلك يضيفون عليه سوية، ويتم إعداده وينقلونه إلى الشاشة.
إن إبداع هذين السينمائيين مرتبط بظهور الأفلام الرائعة، التي تتغنى بالتاريخ المجيد لشبيبتنا الكمسمولية، والروح الحماسية في أزمان الحرب الأهلية.
إن اللوحات التي اقتحمت من قبل الرومانتيكية، مثل "الفتوة القلقة" و"ﭘاڤل كورتشاغين"، و"الريح"، قد تميزت بحداثة الشكل، وبالتركيب التعبيري بصورة استثنائية، وتوزيع الممثلين الساطع، وبالانسجام الدقيق للمادة الواضحة، واندفاعية الإيقاع، والثقافة العالية للمونتاج. لقد أعاد المخرجون في هذه الشرائط إلى الحياة الأساليب السينمائية، المنسية من قبل الرفقاء، ولكن المتورطين في اللغة المنمقة وفخامة (تظاهرية) سينما تلك السنوات. لقد أعادوا للسينما البناء الحقيقي للحياة، والشفافية ودراماتية الصدامات، والأدب الاجتماعي الشجاع وأخيراً المجازية الفنية.
أفترض أن قيادة السينما آنذاك أرادت أن يكون المبتدئون أكثر تواضعاً وتماسكاً و... واستقامة في الرأي. إلا أن ألوف وناعوموف قد أظهرا نفسيهما ومن أول فيلم أنهما فنانان متحدان، ينسفان ما هو جمالي، وبصورة أدق القوانين الجمالية الكاذبة، التي أصبحت في تلك الأعوام معايير في السينما. لقد عانى أستوديو كييف السينمائي في بداية الخمسينيات أزمة صعبة: كانت تلك مرحلة معينة، بصورة محزنة، من ندرة الأفلام . إن الإخفاقات الإبداعية كانت تتتابع الواحدة تلو الأخرى. إنني أتذكر، كيف ردت "الثقافة السوفييتية" في تلك الأعوام بصورة حادة على منتوج استوديو كييف، بعد أن تمت تسميتها بـ "ورشة الأفلام المتوسطة". إن هذا الجمود كان قد نُسف تماماً بظهور "الفتوة القلقة" في عام 1955 لألوف وناعوموف. لقد تكلموا عن الفيلم كنجاح للسينما الأوكرانية، وكبشير للتغيرات، أما حول المخرجين أنفسهم فكأمل لستوديو كييف. أقارن الوقائع والتواريخ وأرى، أنه بعد "تاراس شيفيتشينكو" المدهش من حيث الموهبة والمهارة، المصور من قبل معلمنا المحبوب ايغور أندرييفيتش سافتيشينكو في عام 1951 والذي أصبح حدثاً حقيقياً في السينما الأوكرايينية والسوفييتية، سيصبح فيلم تلميذي سافتشينكو "الفتوة القلقة" الظاهرة الساطعة التالية البارزة وماركة لاستوديو كييف.
لم تذهب دروس معلمنا بالنسبة لألوف وناعوموف عبثاً. ففي هذا العمل المبكر للسينمائيين تجسد تعدد مؤهلات موهبتهما –قدراتهما المسرحية والإخراجية، والفنية والتمثيلية. إن هذه اللوحة وما تبعها "پاڤل كورتشاغين" و "الريح" كانت جميعها تتنفس الشباب والإيمان بالحياة، وحب الوطن.
لكن ومع ذلك فإنني لا أكاد أخطئ، إذا قلت، إن ألوف وناعوموف قد أصبحا من بين أولئك الذين كانوا من بين الذين أطلّوا على النشاط الإخراجي وصاروا عرضة للمجادلات الضجوجة والممطوطة. لقد ناقش أفلامهما السينمائيون والمشاهدون. فعلى سبيل المثال امتدت النقاشات حول فيلم "پاڤل كورتشاغين" في الصحافة المركزية أكثر من عام. إن هذا مفهوم على أية حال. هناك فن تافه ومربح، ولا يملك علاقة فيما يتعلق بالبحث الروحي عن العصر. إن أفلام ألوف وناعوموف ليست كذلك – إن سخاءها الفني غير الاعتيادي وحماستها المدنية موجهان كليهما مباشرة إلى عقل وشعور وضمير الإنسان المعاصر.

أو



 

Saturday, April 29, 2023

أحمد الصباغ - الضرب في الميت



كتاب "الضرب في الميت" للكاتب الساخر أحمد الصباغ - 2010 يعتمد الكتاب على تقديم وجبة ساخرة متكاملة عن الإنسان والشارع والمواطن المصرى والمرأة والإنترنت، بالإضافة لمواقف شخصية وحياتية ساخرة، وتتنوع كتابات الكاتب بين السياسية والاجتماعية الساخرة.
"الإنسان أساسًا كائن بدون ريش، ولا أجنحة، أو قشرة، أو عُرف، أو ليَّة، أو منقار، يمشى على أربع بعد الولادة ولمدة سنتين، ثم يبدأ فى استخدام اثنين للمشى، واثنين للغلاسة على باقى البشر"

أو

 

سمير عربش - أرمينيا، أرض وشعب




يقصد بأرمينية التاريخية أو الأصلية، الأراضي التي قطنها الشعب الأرمني قروناً طويلة، فحملت اسمه، وأصبحت مصطلحاً جغرافياً للأقليم الذي شمل الثلث الشرقي من آسيا الصغرى. وبحكم موقع أرمينيا الجغرافي، كانت معبراً للتجارة الدولية والتبادل الثقافي وميداناً للقتال ومحطاً لأطماع الغزاة.
لهذه الأرض تاريخ، ولشعبها محطات نضالية طويلة... يدونها "سمير عربش" في هذا الكتاب الذي يسرد تاريخ أرمينيا، الأرض التي شهدت ملاحم البطولة والتضحية... وتاريخ شعب عجن بالألم والمعاناة وغابت أرضه عن خريطة العالم قرابة خمسة قرون ونصف القرن.

أو


 

Wednesday, April 26, 2023

محمد الحاج صالح - صخرة الخلقين



من قصة خلق مفترضة، إلى قصة خلق حقيقية، (فسحة سماوية.. وطست يغسلون فيه وليداً..).. الوليد يصرخ احتجاجاً على وجوده في عالم لم يختره، الغيمة الزرقاء.. نفس الوليد.. روحه، قررت المكوث داخل الجسم الصغير الغض، عله يتعلم الصمت من جديد، لكنها مع نمو الطفل، لا تني تستحضر الذاكرة في الطفولة واليفاعة والشباب، وعندما تتصاعد الزفرات، تحفزه.. تقوي من عزيمته، وتطلقه بعيداً في متاهة الحياة.

أو


 

Monday, April 24, 2023

أحمد حطيط - سكان لبنان في زمن الحروب الصليبية، 1097-1290



على قاعدة الإختلاف في النظر إلى الحروب الصليبية بين أهل الشرق والغرب يبحث د. "أحمد حطيط" في كتابه هذا تأثير النظام الفيودالي الذي طبقه الفرنج في الشرق على واقع السكان المحليين في ظل هذا النظام في لبنان. (الفيودالي هو تنظيم إقتصادي – إجتماعي وسياسي ظهر في أوربا خلال العصر الوسيط وتميز باختفاء مفهوم الدولة والمواطنة وانتشار الأعراف والتقاليد والعادات التي سادت بين الإقطاعي والأقنان المرتبطين بالأرض).
دراسة هامة سعى مؤلفها إلى جلاء الغموض الذي ما يزال يحيط بمسألة دقيقة ومعقدة من تاريخ لبنان، ومقاربة حقائقها التاريخية بعيداً عن الأساطير المروية والأطروحات الإيديولوجية – الطائفية. فأفلح الكاتب في تعميق وعينا بهذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان

أو