حلب مدينة سريّة الميول تكتم أسرارها بإحكام وتخفي الرغبات وراء النوافذ المغلقة. ما يتوهمه زائر المدينة من اكتشاف ليس سوى بعض من السطح المنطوي على غموض وألغاز. وحلب أيضاً تحتفظ في وجدانها الجمعي بسيول من الدماء جفت خلال أحداث الثمانينات على حواف الشوارع والأزقة وتركت ندوباً عسيرة على الاندمال.
تهوى هيلين الفتاة البريطانية القادمة من بلادها للبحث عن والدها خوض تجربة جنسية مع منار التي تمارس مثليتها بسرية تامة، تحضر بدلة الرقص الشرقي في هذه التجربة كعلامة عن استشراق مفتعل أراد الكاتب حسمه في عقل هيلين التي تتعامل مع المدينة بوصفها عالم غرائبي يغلي بالأسرار. صاحب الفندق الذي تسكن فيه، الأرمني كارو، لا يكف عن استعادة تفاصيل المجازر التي ارتكبها الأتراك بحق عائلته، فيما أبو الريح الذين تستعين به هيلين للبحث عن والدها، مسكون بتاريخه النضالي في حزب العمال الكردستاني وبتمجيد الزعيم عبد الله اوجلان. ثلاث شخصيات إذاً، تعترض رحلة هيلين في البحث عن والدها، تمثل مكبوتات جنسية وإثنية وسياسية، وهو تمثيل مطلق يجرد أصحابه من فرصة الفعل والحركة ويجعلهم أسرى ما يمثلون من حالات لها تواريخ وأوجاع وصور.
أو
No comments:
Post a Comment