تزبيط وشكلسة العبد الفقير أبو عبدو
إلى روح الأديب حيدر حيدر
في أصياف عبرت، تحت قمر يضيء السهول والبجر، كنت أنتظر على سطح البيت وبلهفة طفولية قدوم البومة الذهبية.
كانت تأتي في أواسط شهر آب من كل عام تقف أعلى شجرة السرو وتراقب فئران الحقل الليلية، وفجأة تنقض كالصقر وبين مخالبها فأر أو خلد حقل أو خفاش صغير.
بفرح كنت أتهلل لقدومها، شبيه طفل يتلقى هدية تهبط عليه من سماء بابا نويل، وهي تخفق بجناحيها فوق حديقة البرتقال والليمون والسرو.
كنت أراقبها وأتملى بهاءها الأبيض والذهبي من مسافة قريبة، مسحوراً بجمال رأسها الدائري الشبيه بالتاج، ثم هذا الانتصاب الواثق وهي تدير عينيها الثاقبتين كمروحة عسلية براقة.
ما كانت تطيل الإقامة، يومان أو ثلاثة ثم تهاجر. مع رحيلها تنهمر على روحي كآبة الفقدان. ‘حساس بفقد صديق عزيز زارني من أقاصي العالم ألقى السلام علي خطفاً ثم غاب.
أو
No comments:
Post a Comment