لقد حرصَ النظامُ في سوريا، أشدَّ الحرص، على قَلْبِ “سحَّارة” المجتمع السوريِّ، ليصبح الرديءُ في الواجهة، والجيِّدُ في القعر، وهو ما سبق أن أسميتُه من قبل بـ”سياسة تعويم الحثالة“. حيث تسيَّدتْ حثالةُ الطوائفِ الدولةَ والمؤسَّساتِ والمجتمعَ. وحين يسود حثالةُ القومِ مجتمعَهم، تتحوَّل المشكلة إلى أزمةٍ داخليةٍ تعصف بقلبِ هذا المجتمع، مفكِّكةً إيَّاه إلى عناصره الأولية، الـمَا قبل الدولة، والقائمة غالباً على عَصبيَّاتٍ بائدةٍ ورثَّةٍ، تستمدُّ نوعَها (الطائفيّ أو العشائريّ أو المناطقيّ أو العائليّ...) من شكل الصراع الذي تـمَّ زجُّها فيه، ليقوم النظام بعد ذلك بإدارة تلك الصراعات عبر أذرعه الأمنية والاجتماعية. الديكور الذي، من خلفه، استُملكت الدولةُ لمصلحة طائفةٍ معيَّنةٍ، تـمَّ انتقاؤه بعنايةٍ شديدةٍ من قعر “سحَّارة” الطوائف التي تـمَّ قَلْبُها. إنَّه ديكورٌ من مادَّة رديئة، لكنَّه مثاليٌّ بالنسبة إلى نظامٍ يسعى إلى تكريس هيمنة طائفته على البلاد التي يحكمها بالحديد والنار اللذَيْن ليسا سوى حثالةِ المجتمعِ السوريِّ المغلوبِ على أمره
أو
No comments:
Post a Comment