إنها حكاية المدينة التي لم يعلم العالم الخارجيّ عن مأساتها، بل تعامى وتغافل وأخمد وميض عدساته عن أنين من احتجزوا وقتلوا فيها.
المدينة التي ضمّت عمالاً وَموظفين ومهندسين، قدموا إليها من كل أنحاء سوريا مع عوائلهم، أغمضت عينيها قبل النهاية على رؤوسٍ تقطع، ونساءٍ تُسبى وتُغتصب كما في غزوات الجاهلية، وأطفالٍ، وضعوا في الأفران الملتهبة أحياء!
حكاية عائلتين سوريتين، مختلفتين متباينتين إلا في المحبة والألفة، جمعتهما أطباق الطعام، وفناجين القهوة، وكِليَةٍ تقاسمها الوالدان في عمل جراحيّ خاطهُ القدر، فصار الدم واحداً.
حكاية طابقين في مدينةٍ، أشعلت الحرب فيها نار الموت، احتلها من يرتدون العمامات، ويتدثرون بجلابيب الأفغان غرباءٌ عن وجهها الطيب البسّام، قدموا غزاة فاتحين للموت والدم، فاشتعلت بين سطور الحكاية شعواء حرب العقل، والبقاء، والحياة، وحكاية أبٍ وجار وصديق، اسمه نزار الحسن محتجز في منزله المحاط من كل الجهات، بوحوش الأرض وقتلتها في لحظةٍ مجنونةٍ يضعهُ القدر فيها أمام أمرين أحلاهما مرّ؛ الاستسلام ومشاهدة زوجه وأطفاله يقطّعون ويحرقون، أو استخدام قنبلةٍ بدت بالنسبة إليه الحل الوحيد للنجاة.
صفوان إبراهيم (1978) كاتب سوري، التحق بالكلية الجوية عام 1996، تخرج منها ضابطاً طياراً عام 1999، كان لاستشهاد أخيه
الصغير حيان في الرقة أثر عميق في توجهه إلى الكتابة، والتعبير عن تجربته القاسية ومعاناته من الحرب الظالمة على وطنه
(!!!!!!)
فالكاتب يصور في هذه الرواية بروبغندا النظام المكررة, عن وحشية قوى المعارضة وبراءة ووداعة نظامه
أو
No comments:
Post a Comment