صمتٌ تامٌّ في الحيِّ الذي نعيش فيه بمدينة الشدَّادي شماليّ سوريا. لا أحد في الطرقات. الجميع خائف وكأنهم هم الذين قتلوا الدكتاتور. وعلى العكس مما خطَّطتُ له لهذه اللحظة، سرعان ما أُصبتُ بعجزٍ تامّ عن الشماتة أو الفرح، وكأنما دخلتُ في لحظة تأمُّل شخصية. والأسوأ أنه أصابني ما يُشبه الشعور بالذنب! دخلتُ الحمَّام -لا أعرف سبب غرابة تصرُّفاتنا في لحظات كهذه- تنفَّستُ بعمقٍ وبكيتُ... حمَّام صغير بحجم الغرفة التي أجلس فيها الآن (العام 2007) في «المفوَّضية السامية لشؤون اللاجئين» التابعة لهيئة الأمم المتحدة في شارع فردان ببيروت طالباً اللجوء. لحظة وفاة الدكتاتور تراودني الآن كي أحكيها للموظَّفة التي بدأت باستجوابي طالبةً مني أن أحكيَ قصَّتي. هل أحكي لها هذه القصَّة، وأضرب بيدي على الطاولة وأقول: «هذه قصَّتي»؟
أو
No comments:
Post a Comment