كتاب هام: محمود أمين - سلمية في خمسين قرنا
سحب وتعديل جمال حتمل
ولد محمود أمين في تل درة إحدى قرى سلمية عام 1932 م وتنقل بسبب ظروف عمل والده للقامشلي وإدلب ليستقر في سلمية ويكمل دراسته حتى الصف الرابع ثم تابع المراحل الباقية في محافظة حماه فحصل على شهادة الإعدادية عام 1950 م والثانوية 1955 م .
بدأ عام 1960م بدراسة التاريخ بجامعة دمشق وصقل دراسته الجامعية بالمشاهدة الحية الواقعية من خلال رحلاته إلى الأماكن الأثرية ما أفضى به لمرحلة البحث التاريخي لاحقاً.
وضح الأستاذ حسين جبر في ندوة تكريمية أقيمت للباحث محمود أمين قبل وفاته عدة نقاط ميزت منهجه البحثي المستخدم بكتابه سلمية في خمسين قرناً:
-استنتج من المعلومات البسيطة والمتناثرة واقعً تاريخاً رغم قلة المصادر حول الأحداث التاريخية القديمة.
-تميز بدقة يلاحظها المتأمل في و صفه لمعالم أثرية مثل سور سلمية– قناة العاشق و قلعة شميميس.
-وثق بدقة كبيرة معلومات هامة قد تضيع لو مر بها زمن أطول كجذور العائلات القديمة وأسماء الأقنية في الريف والمدينة.
-بدت الأحداث منطقية واقعية لأنه درسها مراعياً التسلسل الزمني ضمن السياق التاريخي للمنطقة وبلاد الشام.
-أطلع القارئ على مواقع أثرية يجهلها الكثير مثل كنيسة العلباوي– الشيخ هلال وكنيسة السعن.
-ازداد وضوح بحثه بالصور والمخططات المرفقة التي أنجزها بعمل ميداني شمل معظم المعالم الأئرية مثل مخطط قلعة سلمية.
-وصل لأسباب ونتائج ظواهر تاريخية كثيرة بمنهجية علمية مقنعة تبتعد عن الصنعة والخيال.
-أغنى بحثه بالإضافة إلى الجانب السياسي بالجوانب الاجتماعية والأخلاقية والعمرانية وأيضاً الثقافية والاقتصادية.
-اعتمد مراجع ومصادر هامة مزوداً كتابه بفهارس للأعلام والأماكن، ما يزيد الكتاب أهمية.
كما تحدث ابنه مؤيد عن مصاعب واجهها والده محمود أمين تجلت بقلة المصادر حول بعض المعلومات فبحث عنها لدى معمري المنطقة كما تحمل مشاق الرحلات الأثرية كمحاولته التعرف على معالم قلعة الكهف وأضاف مؤيد أن محمود أمين ألقى محاضرات تاريخية في مراكز ثقافية متعددة مثل حمص– حماه- حلب- مصياف– دمشق وسلمية كما استضافه التلفزيون والإذاعة بعدة لقاءات وأعد فيلماً وثائقياً عن سلمية أخرجه الفنان علاء الدين الشعار.
ألف محمود أمين كتاب (بنو ملاعب في التاريخ ) وصدر له بعد وفاته كتاب القلاع الإسماعيلية في مواجهة المغول والصليبيين وسيستمر أولاده بإصدار أعماله غير المنشورة مثل الإسماعيلية في بلاد الشام– التحصين- حروب الردة– الديانة الحنيفية– حياة الرسول دينياً وسياسياً وأبحاث أخرى جاهزة للطبع.
تولى رئاسة المجلس الإسماعيلي المحلي بتل درة عام 1993م الذي كرمه عام 2003 م بعد تكريم سابق عام 2002 م في المجلس الإسماعيلي بسلمية، أما التكريم الأخير فقد أقامه المجلس الإسماعيلي في سورية في أربعين وفاته عام 2004م حيث رحل مخلفاً عدة أبحاث تاريخية استهلكت وقتاً وجهداً كبيراً، أبرزها كتاب سلمية في خمسين قرناً الصادر عام 1984م كمرجع نادر يلجأ اليه الراغب بالتعرف على سلمية مادياً اجتماعيا وفكرياً.
إذا أردت مشاركة هذا الكتاب فشكرا لك, ولكن رجاء لاتزيل علامتنا المميزة
مع الشكر مقدما
No comments:
Post a Comment