Sunday, November 1, 2020

نيروز مالك - فتى قيبار

 نيروز مالك - فتى قيبار

شكرا للأخ نبيه نبهان على إهدائنا هذا الكتاب القيم, استمرارا لمسيرته في دعم القارىء العربي المحروم من حقه في الحصول على الكتاب الجيد


قبل أن أبدأ بالحديث عن حياة والدي وفقره، وقصة قهره وذله.. لا بد لي أن أشير إلى نقطة أثارت اهتمامي طويلاً، فمنذ أن كنت في الرابعة من عمري.. كنت أفكر وأسأل نفسي دائماً:  لماذا لدى جميع أترابي من الفتيان جدان وجدتان إلا أنا.. ليس لدي سوى جد واحد وجدة واحدة.. وهما والدا أمي؟


أذكر، ذات يوم، سألت والدي من دون مقدمات عن هذا الأمر، التفت ونظر إلي طويلاً، ما لبث أن أدار وجهه عني، وراح يحدثني عن ذلك: «لقد مات والدي، أي جدك يا بني، وأنا طفل في الثانية من العمر. لم أعرفه، ولم أتذكره فيما بعد، رغم محاولات أمي، أي جدتك، في وصفه ورسم صورته لي باستمرار.. لم أعرف في تلك الأيام، لماذا كانت تصر على وصفه لي؟ أبيض، له شعر أسود وعينان رماديتان. كان مربوع القامة. ولكنه لا يميل إلى البدانة، إنما إلى الامتلاء فقط. كان مثله مثل كل الفلاحين يحرث ويزرع ويحصد ما كان قد زرعه في الأرض. وكان ما يحصل عليه من المال، بعد بيع المحصول، يدخر قسماً منه وينفق الباقي على أسرته. ولكنه ذات يوم لم يستيقظ! نام معكر المزاج، لأن بعض المنتفعين طالبوه بعمل سخرة لأحد أغنياء القرية. جاء جدك، إلى البيت مقهوراً وهو يشتم ويلعن.. ثم نام ولم يستيقظ».


تابع والدي: «كانت أمي، أي جدتك، ما تزال في أول صباها، لم تزل في السابعة عشرة من العمر.. ولم تمض شهور على موت جدك حتى فرغ البيت من الطعام والمال. كان لا بد لها أن تبحث عن حل..

نيروز مالك

ولد في عفرين -قضاء حلب عام 1946.

تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي في حلب،

تلقى تعليمه الفني في مركز الفنون التشكيلية في حلب وتخرج منه عام 1963.

عضو جمعية القصة والرواية

-اشترك في المعارض الرسمية لغاية 1967


http://www.mediafire.com/file/jnfsr73prjoa9ex/Abuabdo-278.pdf



No comments:

Post a Comment