توفيق جاني الناشي, ابتسام نعيم الرومي - طوارق الظلام
على مدار السنوات الماضية انشغلنا ولانزال بالنكبات الجديدة، التي حلت بالوطن، عما يكتنفه من تحولات جوهرية في عالم اليوم، لكننا لم ننسى تلك النكبة الكبيرة التي كانت فاتحة للمآسي التي اغرقت الوطن بدوامة التدمير، الا وهي كارثة شباط الاسود عام 1963. فجاءت رواية" طوارق الظلام" التي صدرت عن دار الرواد المزدهرة للطباعة والنشر والاعلان، للكاتبين توفيق جاني الناشي وابتسام نعيم الرومي، لتفتح تلك الصفحات الدموية( ليقرأ الناس ما فعله البعثيون عند استلامهم السلطة للمرة الاولى في عام 1963 وليقارنوا بين ما فعلوه آنذاك وما فعلوه في فترة حكم صدام حسين وما يفعلونه الآن).
لقد اثبت هذا الفصيل الوطني العراقي، جيلا بعد جيل، انهم اوفياء للشعب، مخلصون للوطن، فتصدروا بصدورهم واياديهم للانقلاب الدموي الذي قام به الفاشيست، فاستشهد العشرات في ساحة النضال ضد الفاشية التي خلطت الدماء بقضبان الحديد، واعلنت ميلاد الكوابيس التي تمضّ ليل الامهات، وتداخلت الحرب والقمع وتحمل العديد منهم عذابات السجون والمنافي من اجل انتصار قضية الشعب العادلة. انه كتاب( وثيقة) لصوت العذاب والسوط والعصا وجرعات الموت، وعمليات القتل اليومي، واختفاء الناس المريب في قصر النهاية، التي مثلتها اوامر الفاشيست، والتي كانت ترمي بفعلها ،شن حرب الابادة غير المقدس على قوى سياسية تؤمن بحرية الفكر وانتصار الديمقراطية.
الكتاب " يتحدث بصدق عن تجربة فتاة في السابعة عشرة من عمرها، قادتها الظروف الاستثنائية الى اقبية قصر النهاية واروقة الحرس القومي، لتمر بتجربة رهيبة وربما هي من اصعب ما يمكن ان يواجهه انسان" بلغة توثيقية روائية استعراضية، تمثل صفحات مشرقة من تاريخ هذه الفئة السياسية العراقية النضالي ، واسهامها الفعال في كل النضالات التي خاضها الشعب العراقي. والكتاب الروائي هذا لايقوم بتذكر تلك الاحداث المريعة فقط وباسماء مرتكبيها الحقيقيين ، وبما عاشته الناس، بل القصد منه هو كيفية استمداد العبرة من الماضي، بكل الاخفاقات والانكسارات، من اجل الاستفادة من تلك التجربة المريرة،
https://drive.google.com/file/d/0Bxu9nt7A-tWSOG96Y1NHUUU3bTA/view?usp=sharing
No comments:
Post a Comment