Tuesday, June 21, 2011

أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها - هالة عبدالله




هاله العبد الله : في سبتمبر 2006 عندما رأيت العلم السوري يرفرف فوق قصر السينما في مهرجان فينيسيا، لم أفكر يومها أنه لا يحق لعيوني أن تدمع تأثرا وانفعالا لأنني لست مواطنة سورية صالحة بنظر الرقيب السوري.
كان وجود ذلك العلم يومها يعلن عن وجود فيلمي “أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها” في مهرجان فينيسيا.
خلال 75 عاما من عمر هذا المهرجان العريق، كانت هذه هي المرة الأولى التي يُختار فيها فيلماً سورياً للمشاركة. هذا الفيلم الذي سيحصل فيما بعد على جائزة اتحاد الوثائقيين الايطاليين في المهرجان نفسه.
بعدها تنقل الفيلم بين كبار المهرجانات في العالم وبين صغارها أيضا.. وعُرِضَ حتى الآن في أكثر من 55 بلدا. كان يلتقي في رحلته هذه بجمهور متنوع الثقافات والانتماءات وكان يُستقبل بفضول وبحرارة.. فهو الفيلم القادم من بلد بعيد لا يعرف عنه المتفرج سوى القليل النادر مما تنقله وسائل الإعلام.. وجهة نظر أحادية الجانب تحكي دوما عن لحظة راهنة سياسية، بينما كان يكتشف المتفرج على هذا الفيلم آسيويا كان أم أوروبيا أم أميركيا، أن هذا البلد غنياً بناسه، بماضيه، بثقافته، وأن هذه المنطقة جديرة بأن ينصت إلى صوتها بتأن وتأمل..
وبعد انتهاء عرض الفيلم كان الياباني أو الألماني أو البرازيلي يسألني ويناقشني حوله.. لم نكن نحكي سوى عن جمال شخصيات الفيلم وغناها، عن تقاطعاتها الإنسانية معهم، عن تاريخ المنطقة ومستقبلها، عن تجربة صناعة فيلم وثائقي بهذا الشكل وبهذه الشروط.
وعندما كان يطرح السؤال إن كان الفيلم قد عرض في سورية.. كنت أرده قبل أن يلتقي حتى بصداه.. قائلة بثقة: ليس بعد، وبأنني لا أتوق سوى لهذا العرض ولكن سفري ومرافقتي لحركة العروض التي لم تتوقف.. لم يسمح لي بعد بأن أنظم هذا العرض المشتهى..
عندما تدخل الشاشة في الأسود في نهاية كل عرض وللحظات قبل أن تضاء صالة السينما، كنتُ دوما أغمض عينيّ وأتخيلني في سورية.
كنت ألقي القبض على نفسي منتشية بحلم لقاء فيلمي بناسه الذين يعنونه أولا وثانيا وأخيرا.. السوريين الذين ولد معهم ومن أجل الالتقاء بهم.
نحن اليوم في عام 2010، فيلمي البكر دخل عامه الرابع، وفي هذا الأسبوع، الأسبوع الأخير من شهر فبراير، تحدد لأول مرة موعد لقاء له في صالة الكندي في دمشق.. تسارعت دقات قلب فيلمي والتمعت عيناه كمراهق يلتقي حبيبته لأول مرة بعد طول انتظار..
كان الموعد خلال تظاهرة سينمائية.. أعلنت عن نفسها منذ ثلاث سنوات.. تحت اسم “بين سينمائيات”.. تختار لكل عام مجموعة أفلام أنجزتها نساء مخرجات من المنطقة العربية ومن أميركا اللاتينية.. تتجول بها وتعرضها في بلاد المخرجات، وهو نشاط يعنى برفع صوت المرأة عاليا وبنشر اللغة الاسبانية بآن واحد.
تجولت هذه السنة أفلام هذه التظاهرة في معظم دول أميركا اللاتينية وفي مصر والأردن ولبنان، على حين أدارت لها ظهرها سورية.

http://www.filesonic.com/file/1275558341/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part01.rar
http://www.filesonic.com/file/1276598371/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part02.rar
http://www.filesonic.com/file/1275605191/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part03.rar
http://www.filesonic.com/file/1275624401/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part04.rar
http://www.filesonic.com/file/1276500971/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part05.rar
http://www.filesonic.com/file/1276521611/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part06.rar
http://www.filesonic.com/file/1276752321/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part07.rar
http://www.filesonic.com/file/1276780281/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part08.rar
http://www.filesonic.com/file/1276840291/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part09.rar
http://www.filesonic.com/file/1275778701/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part10.rar
http://www.filesonic.com/file/1275807261/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part11.rar
http://www.filesonic.com/file/1275835221/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part12.rar
http://www.filesonic.com/file/1275869551/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part13.rar
http://www.filesonic.com/file/1275892221/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part14.rar
http://www.filesonic.com/file/1275916871/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part15.rar
http://www.filesonic.com/file/1275942131/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part16.rar
http://www.filesonic.com/file/1275966071/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part17.rar
http://www.filesonic.com/file/1275989591/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part18.rar
http://www.filesonic.com/file/1276015271/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part19.rar
http://www.filesonic.com/file/1276044101/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part20.rar
http://www.filesonic.com/file/1276078821/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part21.rar
http://www.filesonic.com/file/1276101511/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part22.rar
http://www.filesonic.com/file/1276133151/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part23.rar
http://www.filesonic.com/file/1276155501/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part24.rar
http://www.filesonic.com/file/1276181311/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part25.rar
http://www.filesonic.com/file/1276202791/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part26.rar
http://www.filesonic.com/file/1276227451/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part27.rar
http://www.filesonic.com/file/1276248951/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part28.rar
http://www.filesonic.com/file/1276273781/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part29.rar
http://www.filesonic.com/file/1276297031/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part30.rar
http://www.filesonic.com/file/1276325271/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part31.rar
http://www.filesonic.com/file/1276349521/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part32.rar
http://www.filesonic.com/file/1276371231/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part33.rar
http://www.filesonic.com/file/1276402691/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part34.rar
http://www.filesonic.com/file/1276426671/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part35.rar
http://www.filesonic.com/file/1276454201/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part36.rar
http://www.filesonic.com/file/1276467251/Ana Allati Tahmilu AlZouhoura ila Qabriha.part37.rar


Monday, June 20, 2011

برهان غليون - نقد السياسة..الدولة والدين


(ملطوش من  نهضة العرب)
يثير النزاع القائم بين أنصار الدولة العلمانية وأنصار الدولة الإسلامية أسئلة متزايدة في الوعي العربي، ولم تعد هذه الأسئلة من مشاغل المثقفين وحدهم ولكنها أصبحت تطرح نفسها على كل فرد يعمل أو يريد أن يعمل في السياسة في منطقتنا.
ومن هذه الأسئلة ما يتعلق بماهية السياسة، وعلاقتها بالدين، ومنها ما يتعلق بمفهوم الدولة ذاتها ومعناها، ومنها ما يتعلق بمعنى الدين ومفهومه في مجتمعاتنا، ومنها ما يتعلق بالحركة الإسلامية المعاصرة وأسباب نشوئها وتطورها. فلماذا كان هناك نزاع بين الدين والدولة؟ وما هو مضمون هذا النزاع وآفاقه؟
للإجابة على ذلك يرجع الكتاب إلى الأصل التاريخي لهذا النزاع، فيكتشف محركة في روح التنافس، الذي بعثه ظهور الدولة بين منطق المراهنة على الولاء الروحي الأخلاقي-المنتج للجماعة-ومنطق المراهنة على الترتيب الإداري-السياسي المنتج للدولة. ففي هذا التنافس تبرز في نظر الكاتب جذور الثورة الدينية ورهانها على الأخوة الروحية في الرد على الدولة القهرية، والثورة السياسية ورهانها على المواطنية الحرة في مواجهة الردة الدينية، كما تبرز العلاقة الجدلية بينهما.
إن السبب الأكبر في فساد الأرضية النظرية التي يطرح من خلالها اليوم موضوع الإسلام في سبيل تجييره لصالح المعركة السياسية. وهذا هو ما يمنع البحث العلمي فيما يتعلق بالإسلام والدين عامة، ويقصر الموضوع على المناقشات والتعليقات والحوارات السياسية واتخاذ مواقع الدفاع أو العداء.
يسعى هذا الكتاب إلى تجديد رؤيتنا لموضوع السياسة وفتحه على عوالم اعتاد العلم السياسي المتداول أن يبعده عنها، فيقدم أفكاراً للتعامل مع أخطر الخلافات التي يواجهها مجتمعنا في الفكر السياسي، ويقوم بتشريح معنى الظواهر التاريخية ومضمونها، والكشف عن السياسي حيث لا يتوقع وجوده.
نيل وفرات .كوم



عبد الرحمن منيف - أسماء مستعاره



كتبت هذه القصص بين عامي 1969-1970 والتي كانت مرحلة تجريبية في حياة الكاتب عبد الرحمن منيف وامتحان أولي لممارسة الكتاب. حتى أن معظمها كتب قبل أي عمل روائي، في وقت كان مغرماً بقراءة القصة القصيرة.
كانت هذه القصص تعيش في عقله ووجدانه، وقد تعود بذورها، لحوادث رآها بنفسه ولأشخاص عرفهم وعايشهم وتركت لديه ذلك الخدش الموجع.
أجل نشرها مراراً للعودة إليها لتكون بشكل يرضى عنه أكثر، لكن لم يجر عليها أي تعديلات أساسية لقناعته أنه إذا بدأ فستتغير نهائياً ولحرصه أن تترك كما جاءت في الكتابة الأولى، وضمن ظروفها.
لقد قسم القصص إلى مجموعتين ورتب تسلسل القصص في كل مجموعة ووضع عنواناً للمجموعة الأولى "أسماء مستعارة" و"الباب المفتوح" للمجموعة الثانية. والذي لم يتحقق هو نيته بأن يحضر مقدمة مناسبة لتلك المجموعات بعد تصحيحات بسيطة ولكن لم تكتمل هذه الرغبة
سعاد منيف





Friday, June 17, 2011

(عمر اميرلاي - طبق السردين (1997



 
 في الفيلم التسجيلي «طبق السردين» (1997)، تتجول كاميرا عمر أميرلاي، وتتحرك ببطء متواضع نحو «سينما الأندلس»، المبنى الوحيد الذي نجا من الدمار الإسرائيلي، على بعد أمتار من الحدود مع الجولان المحتل. في الفيلم الذي يحمل عنوانه الفرعي «المرة الأولى التي سمعت فيها بإسرائيل»، يحاول السينمائي الراحل استرجاع الذاكرة عن القنيطرة التي دمرها الجيش الإسرائيلي إثر انسحابه منها بعد احتلال دام سبع سنوات. استرجاع الذاكرة يمارسه هنا أميرلاي بذاكرته الشخصية من خلال محاور عدة، أحدها من ذاكرة الطفولة المملوءة برائحة السردين المكروهة التي ارتبطت في ذاكرته بإسرائيل. والثاني من خلال استعادة مشاهد من شريط زميله المخرج محمد ملص «القنيطرة 74». يتساءل ملص الذي يظهر في الفيلم أيضاً «عما إذا كان فيلم القنيطرة عن الحرب أم عن سينمانا التي كانت معنية بأوجاعنا الداخلية».
يبدو السؤال هنا مدخلاً للفيلم في طرحه العلاقة بين الواقع والسينما. فلاش باك، ضوء البروجيكتور من خلال ثقب في الجدار، ضوء في الدمار، يعكس الطفل وأمه في منتصف المبنى المهدم، كشاهد على الذكريات الماضية في الحطام المعلق بين الماضي والحاضر. مشهد تواصل الأهالي عبر الحدود باستخدام مكبّر الصوت، يبدو غريباً على رغم واقعيته وحقيقيته. هل هناك صعوبة في التواصل بين الواقع والذاكرة والتوثيق الفيلمي؟

English Hardsubs




عاليه ممدوح - هوامش إلى السيدة ب



ولدت عالية ممدوح في بغداد عام 1949.
أصدرت جريدة الراصد في بغداد 1975-1980.
صدر لها مجموعتان قصصيتان وخمس روايات.
فازت روايتها المحبوبات بجائزة الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ.
بثت إثر فوزها بالجائزة رسالة قصيرة مسجلة "بالفيديو" للروائي نجيب محفوظ قال فيها: إن العراق كان مهداً لميلاد الشعر الحديث.
اعتبر قرار لجنة التحكيم أن رواية "المحبوبات" هي أنشودة للصداقة من أجل الحياة، إنها رواية المنفى التي تصوغ لغة المنفى لتقاوم بها شتى أنواع الاستلاب.. إنها رؤية جميلة في عالم يغيّب شاعرية البقاء.
وقالت عالية ممدوح في كلمتها: إن هذه الجائزة النفيسة هي لجيل عراقي كان عدد شهدائه ومشرديه وجائعيه أكثر من أولئك الذين يجلسون وراء مكاتب أنيقة... جيل كان انكساره أعظم من الذين تسببوا في هذا الانكسار.
وعلقت: إن هذه الجائزة تمنح لجنس الكتابة والإبداع العراقي وليس لجنس المؤلفة.
وأشارت إلى أن العراقي سيدون بكل الطرق الممكنة واللامعقولة ثقافة الفناء والاختفاء وأن كتابتها لا تحمل رسالة معينة وأن ما يأخذها هو فعل الكتابة نفسه، ومشروعها موجه للإنسان أولاً وأخيراًَ. ويذكر أنه فاز بالجائزة الأدباء العرب يوسف إدريس ولطيفة الزيات وادوارد الخراط وهدى بركات وسمية رمضان وبنسالم حميش وأحلام مستغانمي وحسن حميد.
يرى النقاد أن شعرية النص في سرد عالية ممدوح يكمن في امتلاكها لحظة حرية في الكتابة متداخلة مع صدق تعبيرها عن تجارب حية مدمّرة، أبعد ما تكون عن ترف الثقافة.
جهينة- أحمد علي هلال



رشا عباس - أدم يكره التلفزيون



تنحاز رشا عباس في مجموعتها القصصية الأولى "آدم يكره التلفزيون" إلى الحياة. المجموعة التي فازت في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، تتميَّز بالوقوف على مناخات سردية مفعمة بالخصوصية، وتشتغل على التجاوز البلاغي، من خلال الانصراف إلى لغة شفوية تعتمد على الشفوي وما يتصل به من مفردات تتميَّز في وضعها ضمن سياقات تهكمية.. تجعل من القصة القصيرة بمثابة إعلان احتجاج على الإسهابات السردية التي توغل في الوصف.
هكذا تبدو نصوص رشا عباس القصصية "مادة أولية" للتعبير عن شخصيات غالباً ما تظهر على أنها حياتية، وتستمدّ شرعيتها من خلال وجودها وإيغالها بممارسة العبث في السلوك والحياة.
عالمٌ صغيرٌ ولكنه تعدّدي في الوقت نفسه، هو ذلك العالم الذي تنيط القاصة الشابة اللثام عنه؛ فهي على الأغلب "أنجزت نصوصها القصصية في الجامعة". وهذا ما يتبدَّى في المجموعة التي تظهر فيها الأكاديمية مكاناً رئيسياً للحدث، بالإضافة إلى بداية التماس مع أوساط المثقفين، وما يحمله هذا التماس من اكتشاف لجوهر البنى التي تتكون منها هذه الأوساط، بكل عبثية وحماقة تكتلها الذي يظهر للعيان.
في الجامعة يعثر الراوي على شخصيات استثنائية، من حيث قدرتها على المواربة والتنصل، واختلاق الأكاذيب. كلُّ ذلك ستجعل منه رشا عباس مادة صالحة للكتابة، من خلال تعامل فطري، وتصالح عال مع تلك الشخصيات التي تتمظهر وكأنها قد تسبّب الضيق.. إلا أنَّ تحويل الحكاية إلى مجموعة من الكتل اللغوية المتراصة ضمن العديد من الجمل الاعتراضية التي تغيّر وتيرة السرد بشكل فجائي، يجعل القارئ منساقاً باللعبة السردية، ومتصلا بها باستمرار؛ لما يوفره هذا الانسياق من لذة الاكتشاف.
النقطة الجوهرية في "آدم يكره التلفزيون" تتمحور في كونها تشتمل على لغة بريئة، وغالباً ما تتَّصف هذه اللغة بسذاجة تجعلها تشبه كتابات الأطفال بكل ما تؤمنه تلك الكتابات من إدهاش وغرابة. وهذا لا يلغي أنَّ المجموعة تحتوي الكثير من الخلل في بنى الجملة؛ الأمر الذي قد يشكل إضافة إلى مزايا النص من وجهة نظر مغايرة..
قيس مصطفى  



http://www.mediafire.com/view/?roqsls5rbyqrxeu



إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html

Wednesday, June 15, 2011

إقبال بركة - الفجر لأول مرة



إقبال بركة كاتبة وصحافية مصرية، عرف عنها مناصرتها لحقوق المرأة ووقوفها ضد تهميش دور النساء في المجتمع.
من كتبها ورواياتها: الحجاب - رؤية عصرية، الصيد في بحر الأوهام 1998، خواطر رمضانية، المرأة المسلمة في صراع الطربوش والقبعة 2000، الإسلام وتحديات العصر، عودة إلى الفضفضة 2001، المرأة الجديدة، هي في عيونهم، الفجر لأول مرة، ولنظل أصدقاء إلى الأبد، ليلي والمجهول، تمساح البحيرة، كلما عاد الربيع، يوميات امرأة عاملة، بحر الأوهام.
في حوار صحفي لها قالت إقبال بركة في سؤال لها عما إذا كان يقلقها الهجوم الشديد عليها فردت قائلة: "...كلا بل يثير في نفسي الضحك أحياناً لأني أعتبر الأسلوب الذي يلجأ إليه البعض في الرد عليّ يعد من قبيل الطفولة الفكرية والثقافية. أنا أعلن عن أرائي صراحة وأريد أن يبارزني الناس بالفكر والحجة والدليل والبرهان وليس بالسباب والأكاذيب. يرى كثيرون أن مواقفي هذه تدل على الشجاعة ولكن من وجهة نظري فهي نابعة من كوني إنسانة صادقة. وفي رأيي أنه لا يجب أن يخشى الكاتب أبداً المواجهة والخوض في الموضوعات الشائكة بشرط أن يكون مسلحاً بالعلم وبالإيمان الصادق بحرية وعظمة الإنسان ". (حوار صحفي أجرته د.ليلي فريد مع إقبال بركة).
في ندوة عقدتها لجنة الحريات في حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي قالت إقبال بركة في انتقادها للأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر: "إن الحرية صناعة مصرية لكننا مع الأسف نعاني من وجود وتر شاذ لا يحتمل حرية الفكر خاصة في ظل ذلك الاستبداد السياسي الذي نعيشه".
ويكيبيديا

Tuesday, June 14, 2011

سمير القنطار - قصتي



سمير القنطار: قصتي». رواية وثائقية للكتاب والصحافي حسان الزين صدرت حديثا عن دار الساقي تروي تجربة عميد الأسرى المحررين سمير القنطار، الذي اختار أن يُخرج تجربة 30 عاماً من الاعتقال في السجون الإسرائيلية من خلال عمل مشترك مع الزين
ترك القنطار الدراسة باكراً والتحق بالثورة الفلسطينية وقاد عملية نهاريا في فلسطين المحتلة في نيسان (ابريل) عام 1979 واعتقل. ثلاثة عقود في السجن الإسرائيلي. صار الفتى رجلاً، واختمر المناضل الذي خاض سلسلة اضرابات مطلبية من داخل زنزانته. حصّل مع رفاقه حقوقاً للأسرى. لوم يضيّع لحظة من حبسه. فانتزع لنفسه شهادة البكالريوس من جامعة تل ابيب المفتوحة.
يكتب حسان الزين تلك الحياة الموزعة بين «زمنين»، منذ وداع أبو العباس على شاطئ صور ولغاية لقاء السيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت. ويحكي سمير القنطار للكاتب معلومات وذكريات، يرويها للمرة الأولى، فيما هما يستعيدان القصة من بدايتها، هكذا تتحاور اصوات الماضي والحاضر، وتتصارع، في نص بضمير الـ «أنا».
يعيد الكتاب صياغة رواية عملية نهاريا بالتفصيل، وكيف اقتحمت المجموعة التي قادها القنطار منزل عائلة العالم الاسرائيلي داني هاران واختطفته وابنته عينات التي كانت في الرابعة من عمرها. ويروي القنطار تفاصيل نقل الرهينتين الى الشاطئ وكيف قُتِلا في تبادل النار مع الجيش الإسرائيلي الذي لاحق المجموعة إلى شاطئ البحر، كما يرد في مقابلة له مع صحيفة معاريف الإسرائيلية اثناء اعتقاله وكما صرح لمئات وسائل الاعلام التي اجرت مقابلات معه بعد اطلاق سراحه في 16 تموز (يوليو) 2008.

Monday, June 13, 2011

يوسف العطا - الخطوة الأولى


يوسف العطا كاتب سوداني,  من مواليد أرقي ، 1952م. . تخرج في جامعة الخرطوم عام 1977م من كلية الآداب. عمل في صحيفة الأيام 1978م 
1979م.وله عدة اعمال منها :
* نحن نزرع النخيل ( مجموعة قصصية صدرت عام 1979م عن المجلس القومي للآداب والفنون.
*الخطوة الأولى ( رواية قصيرة ) صدرت عام 1980م
*على هامش الأغاني ليوسف العطا السوداني. ( مخطوط )
*نساء على الفحم . رواية ( مخطوط ).
* تقويم أم درمان. شكل ومضمون جديد للتقويم الهجري والميلادي ( تحت الطبع).
*محطات: حكايات ومقالات. ( مخطوط)

تنويه بكتاب-----> ماري رشو - عباءة حب


عباءة حب
2011 - دار الفارابي

هكذا ذهبت إليك...
مثلما يهرب المسجون من أسره. والمجنون من حتفه. هكذا ذهبت إليك.
سجين أو مسجون. يبحثان عن ليلة مقمرة. ليلة مشمسة. ليلة تلغي الأمس. تنسي الغد. ليلة لا كالليالي. تمحى فيها الذاكرة. تسقط التفاصيل.سأكون في عيون الآخرين كأولئك النساء المومسات.
وأكون في عيون نفسي كصبية تمتحن للمرة الأولى.
كمؤمنة تقدم الصلاة لخالقها. كقربان في معبد تمنح فيه العذارى للآلهة. كامرأة تمارس طقوس العبادة بوجل.
كأنني ذهبت لأصلي. لأعترف كما يعترف خاطئ أمام الديّان.
لأقدم نفسي وجسدي كي يسفحا عني كل خطيئة.
أذكر كل خطوة. كل كلمة. أذكر اندفاعي ولهفتي. كنت أحمل اشتياقي كعصفور يتوق إلى الطيران. كنت هاربة من القفص الصغير مرة، ومن القفص الكبير مرة، ولم أكن أدري أن التغريد يعشق الحرية، وأن له أجمل الطقوس.
وكنت أخطو بارتعاش. برهبة تفوق الإجلال.
كنت أشتاق للدخول في عالمك. في محيطك. بين ذرات هوائك.
كي تأخذني إليك، وأغيب في رحلة طالما تقت إليها.
لا أذكر أكثر من هذا. لا أذكر إن تحقق الحلم. حدث ذلك كرفة هدب، وحين فكرت بمغادرتك. قلت في نفسي:
كأنني أتيت. كأنني لم آت. كل ما أذكره. غرفة وشرفة وكأس فارغ ومنضدة ومقعدين.



(Repost) فرج بيرقدار - خيانات اللغة والصمت



حين تخون اللّغة, وحين تتورّم العبارة وتتدلّق في القلب حمم من نار….حين تسمع النشيج من بعيد, ولا تدري بأيّ مناديل البلاغة يمكنك أن تكفكف كلّ تلك الدّموع…حين تخجل من كلّ ضعف نفسك ومن كلّ صغر الدّنيا…و حين تكون الكلمة سوطا يجلد الكبرياء المذبوحة, حين تعتريك رغبة خانقة لتجثو على ركبتيك وأنت تشهد السماء على ما يحدث…سأخمّن أنّك قرأت بالتأكيد كتاب – خيانات اللّغة والصمت – للشاعر والمناضل الكبير فرج بيرقدار الصادر حديثا عن دار الجديد ببيروت….
كيف يمكن أن يقدم مثل هذا الكتاب المخيف…هل هوّ مذكرات ؟؟ هل هوّ إدانة ؟؟ هل هوّ خلاصة الشعر حين يخمّر في فجاج الجرح الغائر ؟؟
لا أدري…هذا الكتاب الملهم, خجلت أن يكويني وحدي, فرأيت أن يشاركني الأحبّة قراءته…حتي لا ننسى…وحتي نرفع للسجاّن …كلّ سجاّن فوق الأرض عريضة – ترفّع – ليعلم أنه لم يكن ليستحقّ شفقة ضحيته, لولا جبروت الشعر وقلب الشاعر….
كمال العيادي

فاروق البقيلي - الجواهري..ذكريات أيامي



محمد مهدي الجواهري (1899 -1997) شاعر العرب الأكبر(متنبي العصر)، وهو من العراق ولد في النجف، كان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف، أراد لابنه أن يكون عالماً دينيا، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. ترجع اصول الجواهري إلى عائلة عربية نجفية عريقة، نزلت النجف الأشرف منذ القرن الحادي عشر الهجري، وكان أفرادها يلقبون ب"النجفي" واكتسبت لقبها الحالي "الجواهري" نسبة إلى كتاب فقهي قيم ألفه أحد أجداد الأسرة وهو الشيخ محمد حسن النجفي، وأسماه "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " ويضم44 مجلداً، لقب بعده ب"صاحب الجواهر"،ولقبت أسرته ب"آل الجواهري" ومنه جاء لقب الجواهري. قرأ القرآن وهو في سن مبكرة ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة والنحو والصرف والبلاغة والفقه. وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان أبو الطيب المتنبي.
نظم الشعر في سن مبكرة‏ وأظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ،‏ كان في أول حياته يرتدي لباس رجال الدين، واشترك في ثورة العشرين عام 1920 ضد السلطات البريطانية.
صدر له ديوان "بين الشعور والعاطفة" عام (1928). وكانت مجموعته الشعرية الأولى قد أعدت منذ عام (1924) لتُنشر تحت عنوان "خواطر الشعر في الحب والوطن والمديح". ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة (الفرات) وجريدة (الانقلاب) ثم جريدة (الرأي العام) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين.
استقال من البلاط سنة 1930، ليصدر جريدته (الفرات) ثم ألغت الحكومة امتيازها وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية، ثم نقل إلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير، ومن ثم نقل إلى ثانوية البصرة، لينقل بعدها لإحدى مدارس الحلة. في أواخر عام 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي لكنه سرعان مابدأ برفض التوجهات الياسية للانقلاب فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً.
بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام)، ولم يتح لها مواصلة الصدور، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة. كان موقفه من حركة مايس 1941 سلبياً لتعاطفها مع ألمانيا النازية، وللتخلص من الضغوط التي واجهها لتغيير موقفه، غادر العراق مع من غادر إلى إيران، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام). أنتخب نائباً في مجلس النواب العراقي نهاية عام1947 ولكنه استقال من عضويته فيه في نهاية كانون الثاني 1948 احتجاجاً على معاهدة بورتسموث مع بريطانيا العظمى، واستنكاراً للقمع الدموي للوثبة الشعبية التي اندلعت ضد المعاهدة واستطاعت إسقاطها. بعد تقديمه الاستقالة علم بإصابة أخيه الأصغر بطلق ناري في مظاهرة الجسر الشهيرة، الذي توفى بعد عدة أيام متأثراً بجراحه، فرثاه في قصيدتين "أخي جعفر" و"يوم الشهيد"،اللتان تعتبران من قمم الشعر الوطني التحريضي.
شارك في عام 1949 في مؤتمر " أنصار السلام" العالمي، الذي انعقد في بولونيا، وكان الشخصية العربية الوحيدة الممثلة فيه، بعد اعتذار الدكتور طه حسين عن المشاركة.
شارك في تأبين العقيد عدنان المالكي في دمشق عام 1956 وألقى قصيدته الشهيرة، التي كان مطلعها:"خلفت خاشية الخنوع ورائي وجئت أقبس جمرة الشهداء"ومنح في إثرها اللجوء السياسي في سوريا. عاد إلى العراق في صيف عام 1957 حيث استدعي حال عودته ألى مديرية التحقيقات الجنائية حيث وجهت له تهمة المشاركة في التخطيط لمؤامرة لقلب النظام الحاكم في العراق، فرد عليهم مستهزءاً: ولماذا اشترك مع الآخرين وأنا استطيع قلب النظام بلساني وشعري" وأطلق سراحه بعد ساعات.
كان من المؤيدين المتحمسين لثورة 14 تموز 1958 وقيام الجمهورية العراقية ولقب ب"شاعر الجمهورية" وكان في السنتين الأوليتين من عمر الجمهورية من المقربين لرئيس الوزراء عبد الكريم قاسم، ولكن إنقلبت هذه العلاقة فيما بعد إلى تصادم وقطيعة، واجه الجواهري خلالها مضايقات مختلفة، فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ سبع سنوات، وصدر له فيها في عام 1965ديوان جديد سمّاه " بريد الغربة ".
كان من أبرز المؤسسين لاتحاد الأدباء العراقيين ونقابة الصحفيين العراقيين، بعد قيام الجمهورية وانتخب أول رئيس لكل منهما. وقف ضد انقلاب 8 شباط 1963، وترأس "حركة الدفاع عن الشعب العراقي" المناهضة له. وأصدرت سلطات الانقلاب قراراً بسحب الجنسية العراقية منه، ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة، هو وأولاده(ولم يكن، لا هو ولا أولاده، يملكون منها شيئاً).
عاد إلى العراق في نهاية عام 1968 بدعوة رسمية من الحكومة العراقية، بعد أن أعادت له الجنسية العراقية، وخصصت له الحكومة، بعد عودته، راتباً تقاعدياً قدره 150 ديناراً في الشهر، في عام 1973 رأس الوفد العراقي إلى مؤتمر الأدباء التاسع الذي عقد في تونس. تنقل بين سوريا ،مصر، المغرب، والأردن، ولكنه استقر في دمشق ب سوريا ونزل في ضيافة الرئيس الراحل حافظ الأسد. كرمه الرئيس الراحل «حافظ الأسد» بمنحه أعلى وسام في البلاد، وقصيدة الشاعر الجواهري (دمشق جبهة المجد» يعتبر ذروة من ذرا شعره ومن أفضل قصائده
غادر العراق لآخر مرة، ودون عودة، في أوائل عام 1980. ‏تجول في عدة دول ولكن كانت اقامته الدائمة في دمشق التي امضى فيها بقية حياته حتى توفى عن عمر قارب المئة سنه، في سوريا وجد الاستقرار والتكريم، ومن قصائده الرائعة قصيدة عن دمشق وامتدح فيها الرئس حافظ الاسد، (سلاما ايها الاسد..سلمت وتسلم البلد). (شاعر العرب الأكبر)، اللقب الذي استحقه بجدارة في وقت مبكر في حياته الشعرية، وارتضاه له العرب اينما كان واينما كان شعره، رغم أن الساحة العربية كانت مليئة بالشعراء الكبار في عصره. فقد حصل على هذا اللقب عن جدارة تامة واجماع مطلق ويؤكد السيد فالح الحجية الكيلاني الشاعر العراقي.في كتابه الموجز في الشعر العربي -شعراء معاصرون(ان الجواهري لهو متنبي العصر الحديث لتشابه أسلوبه بأسلوبه وقو ة قصيده ومتانة شعره)
لهذا طبع شعر الجواهري في ذهن الناشئة من كل جيل مفاهيم وقيما شعرية إنسانية لا تزول. اما التجديد في شعره فجاء مكللا بكل قيود الفن الرفيع من وزن وقافية ولغة وأسلوب وموسيقى وجمال وأداء.
اخر لقاء تلفزيوني مع الشاعر الكبير الراحل كان في تلفزيون الشارقة عام1992، أثناءزيارته لدولة الإمارات العربية لاستلام جائزة سلطان العويس في الإنجاز الأدبي والثقافي،والتي استحدثت لكي تكون لائقة برموز الأدب والثقافة العربية وكان الجواهري أول الحائزين عليها. وفي هذا اللقاء قرأ لأول مرة قصيدته في رثاء زوجته أمونه... وقد حاوره المذبع سفيان جبر في برنامج [ لقاء الأسبوع] وقد بث اللقاء عشرات المرات وعلى مدى سنوات. توفي الجواهري في إحدى مشافي العاصمة السورية دمشق سنة 1997 عن عمر يناهز الثامنة والتسعين، ونظم له تشييع رسمي وشعبي مهيب، شارك فيه أغلب أركان القيادة السورية، ودفن في مقبرة الغرباء في السيدة زينب في ضواحي دمشق، تغطيه خارطة العراق المنحوتة على حجر الكرانيت، وكلمات:"يرقد هنا بعيداً عن دجلة الخير.."
أقيمت تكريماً له احتفالية ضخمة في إقليم كوردستان العراق عام 2000 بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده وتم وضع نصبين عملاقين له في مدينتي أربيل والسليمانية نفذهما النحات العراقي المغترب في سويسرا سليم عبد الله.
ويكيبيديا

Sunday, June 12, 2011

ياسين رفاعية - مصرع ألماس



صبي الفرّان، بائع الكعك، المولود في حارة ( العقيبة) الشعبيّة الدمشقيّة العريقة _ لن أذكر تاريخ ميلاده ، فهو لن يغادر الطفولة،وإن تكلل رأسه بالشيب _من أين تسرّب كّل هذا الحزن إلى روحه،ولماذا رأى الحزن في كّل مكان،وهاله مبكّرا أنّ العالم يغرق ؟!
لم تكن الشام، شام الياسمين،والمشربيات،والبيوت التي يستظّل أهلها تحت أشجار النارنج،ويأتنسون في العصاري حول النوافير ، والبحرات في البيوت الأليفة،ويخرجون جماعات في السيرانات ليبتهجوا بالغوطتين ..بلاد حزن في طفولة ياسين،فمن أين طفحت نفس الفتى الدمشقي بكّل هذا الحزن، وهيمنت الرؤية المتشائمة بغرق هذا العالم على روحه؟!
في قصصه الأولى التي يعترف بأنه كتبها ببراءة، وعفوية،وبقليل من الخبرات الفنيّة،لا ينغلق ياسين على نفسه، وكأنه هو الفرد الأحد، الذي يرى الدنيا من خلال ذات منغلقة متشرنقة منطوية على هواجس شخصيّة.
(المطر) القصّة الأولى في مجموعته( الحزن في كّل مكان)، يكتبها ( صعلوك) حبّيب، تمتحن حبيبته إخلاصه للحّب بأن تطلب منه الدعاء بهطول المطر على الأرض المجدبة، فيكون أن يستجاب دعاء القلب المحّب الطاهر، فتتيقن الحبيبة من صدق حب حبيبها لها . يركض الحبيب الشاب مبتهجاً، مشاركاً الناس فرحهم بانتهاء زمن القحط.
ياسين كأنما يردد مع الشاعر الصعلوك :
فلا نزلت عليّ ولا بأرضي
سحائب ليس تنتظم البلادا
إنه غيري كبطل قصّته، ولأنه كذلك فقد حمل حزن الآخرين وهمومهم مبكّراً، هو الذي شارك الفقراء من أترابه، ومّمن هم أكبر منه، شقاء العمل في الفرن، وبيع الكعك،والجوع، و..انتظار مطر ينتظم البلاد جميعها، والعباد جميعهم .
ياسين رفاعيّة كاتب أخلاقي، منذ قصصه الأولى، ولذا فهو حزين لانعدام العدل، وافتقاد روح المشاركة.
القاص الذي لفت الانتباه بمجموعتيه القصصيتين الأوليين، قفز بعد سنوات، من كاتب دمشقي، سوري محلّي، ليحقق مكانةً مرموقةً كقاص على مستوى عربي، بمجموعته القصصية الباهرة ( العصافير)، التي حلق فيها بأجنحة الشعر، وبالشفافيّة الإنسانيّة العميقة، وبقوّة الخيال،وباستبصار يغوص في عمق النفس الإنسانيّة.
بعد العصافير، أضاف ( الرجال الخطرون) وهاجسه امتهان كرامة الإنسان العربي، والقمع الذي يسحق آدميته ويشوّه روحه، ويقهره، ويستبيح حياته ويحولها إلى جحيم.
ولأن ياسين رفاعية نبع حكايا لا ينضب، وخبرات إنسانيّة وتجارب معيشة، ولأنه طوّر ثقافته ومعرفته بأسرار الفّن القصصي، وتلافى نقص التعليم في المدارس الثانوية والجامعة، فقد فجّر طاقاته في أعمال روائيّة رياديّة، أولها رواية( الممر)، رواية الحرب الأهليّة المجنونة التي مزّقت لبنان واللبنانيين، ودمّرت المدينة التي أحّب : بيروت .
بروحه المتسامحة، كتب روايته ( الممر) ، بروح الإنسان المحّب الذي يرفض أن يقسّم المواطنون إلى مسلم ومسيحي، وأن يقتتلوا على الهويّة.
بطل الرواية المحّب المتسامح، وضعت على صدره الفتاة المسيحيّة التي أنقذها صليبا،هو الذي ضحّى بحياته، ماشياً على طريق السيّد المسيح ، مصلوباً افتداءً للناس ...
بعد ( الممّر) يقدّم ياسين رفاعيّة رائعته، نعم رائعته : (مصرع الماس)، رواية الكبرياء، والشرف، و(الزقرتيّة )، رواية موت البطل الذي بموته يعلي من شأن البطولة ، ويبقيها معلماً يرنو إليه الناس، ليكون قدوة لهم في حياتهم .
رواية مكثّفة، متقنة، غزيرة الشاعريّة، هي رواية ( الحارة) وناسها، بل هي رواية الإنسان في كّل مكان،لأنها رواية قيم، والمحلّية هنا ليس انغلاقاً ، ولكنها تواصل بين البشر ، فالخصائص الإنسانيّة موجودة في نفوس البشر أجمعين وإن اختلفوا لغةً ، وجغرافيا ، وظروف حياة .
ياسين رفاعية، في بعض أعماله الروائيّة، والقصصية،متح من تجربته الحياتيّة، كما في رواياته ( وميض البرق) التي نتعرّف فيها على أشخاص التقيناهم في الحياة، وعرفناهم بالأسماء والملامح، ولكنهم في الرواية يعيشون حياةً مختلفةً، تتميّز بانكشاف أعماق لا تراها العين في سلوكها اليومي. هي ليست مذكرات، ولا سِيَر، ولكنها روايات التجربة الشخصيّة فيها توظّف لقول فنّي بديع يستمتع به القرّاء، ويقبلون عليه، هم الذين لم يتعرفوا على بعض ملامح عبد الله الشيتي مثلاً ،أو غيره من رفاق ياسين .
شخصيّاً لم أقرأ في السنوات الأخيرة رواية فيها كّل هذا الموت، والحب، ولوعة الفراق، كما في رواية ( الحياة عندما تصبح وهماً ).
بطل الرواية يغسّل زوجته، يقلّب جسدها، يتأملها ، يحوّل لحظة الفراق إلى حالة تأمّل محموم في سؤال الموت ولغزه . هذه الرواية امتداد معاصر ل( حي ابن يقظان)، وربّما أكثر حميميّة، لأن الروائي هنا يقدّم ( الحياة)، والعلاقات الإنسانيّة لبشر من لحم ودم ، في زمن ومكان معروفين، وليس أسئلة فلسفيّة مجرّدة .
رغم هيمنة الموت، وثقله، ورهبته، فإن ياسين وأمل _ زوجته ورفيقته الشاعرة والإنسانة، وهما بطلا الرواية، ومبدعاها معًا_عاشقا الحياة، يلقنانا أسرار الأشياء البسيطة، التي لا تلفت الانتباه ، ويدعواننا لعدم المرور عليها مروراً عابراً ، يلحان علينا أن نعرفها ، نتأملها ، نحبها، نستمتع بها قبل فوات الأوان .
أمل في الرواية، التي هي زوجة الكاتب، أقصد أمل جرّاح، التي بدأت معاناتها مع مرض القلب منذ مطلع الصبا، ومفتتح رحلة الحياة الزوجيّة_ فكأنما الحياة تغرق ياسين بالحزن محققةً نبوءته كما في قصصه الأولى، وتلاحقه في كّل آن ومكان من دمشق إلى بيروت إلى لندن _ أمل عند الخروج من المستشفى، والعودة إلى البيت، تقبّل خشب الباب، تربت على الهاتف كأنه طفلها ، الهاتف الذي ياما سمعت أصوات الأحبّة عبره، تتلمّس أصابعها الطاولة بوّد وشوق. وهل علاقتنا بالطاولة بسيطة ؟ أليست تجمعنا حولها، تتحاضن أيدينا عبر فضائها ؟! تتشمم أمل الصحون ، تريح رأسها على الثلاّجة : أيها الناس التفتوا للأشياء البسيطة ففيها بعض أرواحكم، وأنفاسكم، وذكرياتكم ، لا تسرعوا في عيش الحياة ، اشربوها على مهل بتلذذ لتهنأوا باللحظات، جرعةً جرعة ، قطرة قطرة.
ياسين ابن الحياة ، المتعطّر دائماً،النظيف الأنيق دائماً ، الذي يمشي وئيداً على رؤوس أصابعه ، هذا الياسين رفاعية داعية لحّب الحياة ، مترهّب في حبّها، رغم كل بلاويها، ومصائبها التي صبّتها على رأسه ، أثقلت بها منكبيه .
صبي الفران، بائع الكعك، التارك للمدرسة اضطراراً وهو في الإعدادي ينجز كّل هذا الفن! هذه أعجوبة .
الحضور الكرام
مررت على ذكر بعض أعمال صديقي الكبير ياسين رفاعيّة، وقفزت على كثير مّما أبدع في القصّة القصيرة ، والرواية ..وهل أنسى ( رأس بيروت ) و( امرأة ناعمة ) والرواية الشجاعة الجريئة ( أسرار النرجس) الرواية الكاشفة ، النابشة في عمق العلاقات، التي كتبها ياسين بمبضع الجرّاح الذي يفقأ العفن المتكيّس في عمق الجسد والروح ، بجسارة ، وخبرة ، ونقد فاضح للشذوذ المغطّى بأكاذيب وتواطآت اجتماعيّة منافقة .
التوقّف عند كّل عمل يحتاج وقتاً طويلاً، وما يخفف شعوري بالتقصير أنني كتبت الكثير عن روائع ياسين القصصية والروائية .
أنا لا أتذكّر مهما بذلت من جهد متى بدأت صداقتنا، ياسين وأنا، ولكنني متيقن جدّاً أنها بدأت كالحب من طرف واحد، منذ قرأت مجموعتيه الأوليين، وعندما صدرت (العصافير) كانت بيننا صداقة، وهكذا كبرت صداقتنا مع دفق رواياته ، ومجموعاته القصصية، وكتاباته للأطفال. وبالمناسبة هو طفل كبير ولذا لا عجب أن يقّص على الأطفال أحسن القصص .
ياسين رفاعية إنسان من ياسمين، وعطر،هوأنيق دائماً ،في أوج حزنه تراه أنيقاً، معطرّاً ، حليقاً ، بطلّة مهيبة ، فكأنما أمل تحرسه وتعنى بأناقته، وهي في العالم الآخر، هي ابنة الشام، زارعة الورد على شرفة ( عشّهما) في رأس بيروت، أمل سيّدة الياسمين .
هو راوية ، وممثّل بارع مدهش، يستحوذ على الانتباه، ويدخل إلى القلب بحكاياته التي يعيد روايتها في كل مرّة بأسلوب جديد، وأداء جديد ، وغايته أن يسعد من حوله ، هو خفيف الدّم .
مرّات أقول : خسره المسرح وربحه الأدب ...
ياسين عاشق للمرأة، جذاب، ساحر، يصيبني وغيري بالغيرة ، وأنا والله لا أحسده ، وإن عتبت عليه دائماً لأنه لم يلقن قلبي أسرار العشق.
حتّى سيارته يدللها، يؤنثها، يعطّرها، فإذا بك في عالم من العطر، تريح رأسك لا على الكرسي ولكن كأنما على صدر أنثوي .
كنت أخجل عندما يصعد إلى سيّارتي، وأرتبك أمام نظراته الزاجرة ، التي تتهمني بأنني أعذّب السيّارة ، أهملها.
لا تنظروا إلى شيبه الناصع الذي يكلل رأسه إن رأيتموه مع فتاة عشرينيّة، باستغراب، فهو ما زال فتى دمشقيّاً، بقلب من ياسمين، لا يكّف عن الحّب ، يواصل نشيده في الأيّام لتصير أجمل وأحلى ، وقابلةً للعيش .
بعد أن عرفّته بصديقي حنّا مقبل، وبصديقتي وأختي ريموندا فرّان ، عمل في ( القدس برّس) فقلب نمط الحياة في المكتب الفسيح، جعله أصص ورد، وفّل، وقرنفل و..مع كل صباح يرّش الأوراق، والأزهار، ثمّ يعطّر الجو و..يأخذ مكانه على كرسيه ليشرع في الكتابة بكامل أناقته، وعطره ...
ياسين رفاعيّة وهب نفسه وحياته للكتابة، حتى صار اسمه علمًا من أعلام الإبداع الروائي والقصصي في بلاد في كل بلاد العرب .
صبي الفرّان الذي حقق هذا كّل هذا المجد، ألا يستحق أن نحتفي به، ونكرّمه، ونأتيه من كّل بلاد العرب،لا من سوريّة وحدها ؟!
أنا شخصيّاً فخور بصداقتي لك يا أخي ياسين، وأرى اليوم روحي أمل ولينا ترفرفان هنا في هذا المكان:الأم ، والابنة، معنا، الشعر والبراءة والشباب، لتباركاك وتحفّا بك. وها حضور الإبن بسّام وإن من بعيد، والأخوة والأخوات والجيران، وحارة العقيبة ، حارة الناس الطيبين الشجعان الذين كان لهم شأن في ( الثورة) على الفرنسيين .
أخي وصديقي المبدع الكبير ياسين رفاعيّة: ها هي فلسطين تحتفي بك اليوم رغم ألمها وفجيعتها، ممثلة ببعض خيرة مبدعيها : أنت الذي كتبت لها، وحملت همّها .
معاً في بيروت كتبنا يا ياسين، وتنقلنا تحت قصف الطائرات المغيرة . لم تختبئ، ولا هربت، ولا انزويت في بيتك، بقيت في بيروت ولم تغادرها، متسلحاً بالكلمة الشجاعة، مع زملائك الكتّاب، والصحفيين،والمقاومين . تنقّلت معرّضاً نفسك لخطر حقيقي، وفي بيتك المضياف قاسمتنا خبز أسرتك رغم ضنك الظروف.
أعرف يا ياسين أن كلماتي اليوم فقيرة، متواضعة ، متقشّفة، فاغفر لي تقصيري ...
يا ياسين :عرفتك وفيّاً ، ولا أدلّ على وفائك من عنايتك بالفنّان الكبير نهاد قلعي ، وعونك له ماديّاً ومعنويا، وإخراجك له من حالة العزلة والنسيان .
أمّا بيتك الكريم فيكفي أنه البيت الدمشقي، بكرم وأخلاقيات الحارة، حارة العقيّبة المضيافة ، بيت ياسين وأمل ، بيت الحب، واللقمة الطيبة ، والحفاوة ، والصداقة...
ختاماً أقول لك : ياسين رفاعيّة أنا أعتّز بأنني صديقك، وأنني قرأت لك، وأنني كتبت عنك قبل ثلاثة عقود، وأنك رقيق كالياسمين، ورهيف ولامع كنصل خنجورة (ألماس) ، وأنك رقيق، طيّب، حنون كمشربيات حارات الشام العتيقة.
أتمنّى لك عمراً من العطاء، لتتغلّب على الحزن، ولوعة فراق الأحبّة، وكمد الحياة، وأحزانها
رشاد أبوشاور

ياسين رفاعية - رفاق سبقوا

Saturday, June 11, 2011

تنويه بكتاب-----> عبد الناصر العايد - سيد الهاوما



تتخذ رواية ' سيد الهاوما' من القرن الخامس الهجري الذي يقابل القرن الحادي عشر الذي يعتمده الراوي في إسناد أحداث روايته، فيأخذ من حياة قائد الحشاشين حسن الصباح مجالاً حيوياً للرواية التي تبتكر فضاء متخيّلاً، ترتبط إحداثياته بحيوات افتراضية تشهد مولد قائد الحشاشين، رسمها المؤلف فوق أنقاض حدث تاريخي لا تكاد حجارته المبعثرة تبين عن ملامح أبطاله الذين حركوا التاريخ المتعب، وحكوا جلده الشائخ، ونثروا حجارة ناتئة في أرضه الملساء.
وأمام شخصية إشكالية تسللت من التاريخ إلى الحاضر في إهاب مذهبي، تختلف الرؤى، رؤية المتن الصارمة في اتجاه كلّ مَن يشق عصا الطاعة على الجماعة التي ما زالت حواضرها الأساسية ترتدي لبوس المتن، أمام شخصية إشكالية يفتح عبد الناصر العايد صُرة المتخيل كسارد محايد لأحداث محتملة.. تشرح الموجز التاريخي الذي تناول حياة الحشاشين، في معالجة فنية تمتزج فيها علوم الجغرافيا بالطبوغرافيا، وتلتبس فيها الأحداث بالأسطورة، ويتوسّل الروائي السردي بالشعري. في خطاب روائي في المقام الأول، ولكنه يستدرج الأمكنة و الأزمنة والأفكار إلى محكمة، يرتبها الراوي مستمداً من شخصية إشكالية فرصة قراءتها من جديد

الجدير بالذكر أن اتحاد الكتاب العرب في سوريا قد منع رواية الكاتب السوري عبد الناصر العايد «سيد الهاوما» من الطباعة، بعدما وجدت لجان القراءة فيها «تحريضا على الفتنة»، و«تمجيدا للعنصر الفارسي وتبخيسا للعناصر الأخرى»، وبسبب «النفَس العنصري في الرواية» وكذلك «تناول شخصية حسن الصباح بطريقة مسيئة»، وفق ما اعلن العايد لوكالة فرانس برس.
وأبلغ الكاتب بتلك الملاحظات لدى مراجعته رئيس اتحاد الكتاب العرب حسين جمعة.
وفي حديث مع وكالة فرانس برس رد الكاتب عبد الناصر العايد على هذه الملاحظات قائلا «إذا كان هناك من تهمة لهذه الرواية فهي عروبيتها»، وأوضح «الرواية تتحدث عن صورة العربي في العقل الفارسي».
وشرح الكاتب «الأمور ملتبسة لدى رئيس الاتحاد بحيث أنه لا يميز بين صوت الراوي والصوت الروائي، فأنا حاولت في العمل أن أتقمص شخصية الصباح، وفي عقله أرى أن هذه هي صورة العربي في تلك الفترة من التاريخ، حيث صورة العربي جاهل ومتوحش وقاتل».

وكانت عناصر من اجهزة الامن السورية بلباس مدني قامت باعتقال الروائي السوري عبد الناصر العايد  في  شباط الماضي لمدة إسبوع, ثم أطلق سراحه "من دون توجيه أي اتهام" له


روبير سولي, رنده بعث - الطربوش


تحية إلى السيده رندة بعث
(أبو عبدو)



"هل نجد بالنسبة لنا ما هو أفضل من الالتباس؟ لا يا حبيبي، لم يجبرنا أحد على ترك مصل ولكن الهواء بات خانقاً. مصر لم تعد ذاتها. تركنا ونحن نسير على أقدامنا، بملء إرادتنا، دون طربوش ولا دف. من كان يتصور نهاية لهذه؟ لا لن يحصل لنا شيء لن يحصل ما دام السلطان يحب لافونتين. كان الكونت هنري توثا يردد بين علامتي تعجب باللاتينية قائلاً: نحن لا شيء!.. أما أبي فإنه لخص الموقف بطريقة أدق: "لسنا سوريين ولا مصريين، نحن روم كاثوليك"." بين الواقع والخيال تدور أحداث رواية الطربوش ليجسد روبير سوليه من خلالها حكاية الانتماء الضائع، المشهد الأول في هذه الأحداث يتحرك عن شخصية ميشال بطركاني الذاهب إلى مدرسته والواقف أمام السلطان في المدرسة اليسوعية يلقي بانفعال بالغ قصيدة الشاعر الفرنسي جان لافونتين، هذه الحادثة تستأثر بمشاعر التلميذ في حينها لتظل هذه الحادثة بظلالها اللطيفة مأثرة في نفس شارل وتصوراته حتى في أحلك الأزمات والتي لاحت في نهاية الرواية، وعندما أصبح وجود هذه العائلة في مصر مهدد لأن ضباط يعتمرون القبعات سيتولون السلطة عما قليل، فتسقط موضة الطربوش، وتحل نهاية عالم، وتكون لـ"سوريي" مصر، بداية مؤلمة لهجرات أخرى. والكاتب "روبير سلويه" المولود في القاهرة عاش في مصر سبعة عشر
عاماً. وهو حالياً رئيس تحرير جريدة "لوموند" الفرنسية بعد أن كان مراسلها في روما وواشنطن. وروايته هذه "الطربوش" هي أولى رواياته.
نبذة النيل والفرات




إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html




روبير سولي - مصر ولع فرنسي



روبير سوليه : محرر بصحيفة «لوموند» الفرنسية ولد في مصر في عام 1946 من أسرة من الشوام هاجرت إلى مصر منذ عهد بعيد، وتعلم في مدرسة الليسيه الفرنسية المصرية ثم في الجيزويت، وبعد المدرسة ترك مصر لكي يستكمل تعليمه في فرنسا حيث عاش وعمل صحفياً في جريدة (لوموند) الفرنسية لأكثر من عشرين عاماً قبل أن يفكر في العودة إلى مصر مرة أخرى، حيث عاد في عام 1984 بعد عشرين عاماً من الغياب، إذ طلب من إدارة صحفية (لوموند) تغطية افتتاح مستشفى عين شمس الذي ساهم الفرنسيون في بنائه. ومنذ تلك اللحظة بدأت مرحلة جديدة في حياة سوليه، حيث قام بجولة مع منظمة اليونسيف في أنحاء البلاد التي كان يعرفها، وبدأ بالدلتا وقراها التي كان يذهب إليها في طفولته وصباه عندما كان عضواً في الكشافة، وكان يتجول في البلاد بالدراجة، ثم بدأ روبير في كتابة الرواية حيث كتب أربع روايات هي (الطربوش)، (فنار الإسكندرية)، (المملوكة)، (مزاج)، ثم خرج سوليه من عباءة الرواية لينطلق إلى رحاب أكبر وينشر العديد من الدراسات الأخرى من الكتب التاريخية إلى دراسات اجتماعية وسياسية كلها عن مصر، ولكنها كانت كلها حقيقية وأحداثها موثقة ولا تحمل أي رؤية من الخيال. ومع مرور السنوات أصبحت مصر ليس فقط حب الطفولة ولكن أيضاً صارت هدفاً للدراسة، فنشر سوليه (مصر ولع فرنسي)، (علماء بونابرت)، (الرحلة الكبرى للمسلة)، وشارك في كتب أخرى مثل (حجر رشيد)، (رحلات في مصر)، ثم لخّص حبه كله لمصر فكتب (قاموس المحب عن مصر) حيث اختار في قاموسه كل ما ربطه بمصر حتى تلك الأشياء التي لم يحبها، بل وكانت تثير غضبه مثل: التطرف والفوضى المرورية والقذارة، حيث إنه يحب مصر ويريد أن يراها دائماً في أفضل حال. وقد كتب روبير سوليه كل أعماله باللغة الفرنسية لأنها لغته الأولى، وترجمت كتبه إلى العديد من اللغات المختلفة




إذا كان الرابط لايعمل لسبب ما, فالرجاء البحث في مجلد الكتب المحملة حتى اليوم:
http://www.mediafire.com/#ms1dzyv1tns14
or
http://www.4shared.com/folder/QqJXptBS/_online.html


 

الناقد 041

Thursday, June 9, 2011

رضوان زيادة - ربيع دمشق

حالة حقوق الإنسان في سوريا خلال السنوات العشر الأولى من حكم بشار الأسد

بيرم التونسي - السيد ومراته في مصر


بيرم التونسي : (1893- 1961)
ولد الشاعر الشعبي محمود بيرم التونسي في الإسكندرية في 3 مارس 1893م ، وسمي التونسي لأن جده لأبيه كان تونسياً ، وقد عاش طفولته في حي شعبي يدعى " السيالة " ، إلتحق بكُتّاب الشيخ جاد الله ، ثم كره الدراسة فيه لما عاناه من قسوة الشيخ ، فأرسله والده إلى المعهد الديني وكان مقره مسجد أبي العباس ، مات والده وهو في الرابعة عشرة من عمره ، فانقطع عن المعهد وارتد إلى دكان أبيه ولكنه خرج من هذه التجارة صفر اليدين .
كان محمود بيرم التونسي ذكياً يحب المطالعة تساعده على ذلك حافظة قوية ، فهو يقرأ ويهضم ما يقرؤه في قدرة عجيبة ، بدأت شهرته عندما كتب قصيدته " بائع الفجل " التي ينتقد فيها المجلس البلدي في الإسكندرية الذي فرض الضرائب الباهظة وأثقل كاهل السكان بحجة النهوض بالعمران ، وبعد هذه القصيدة انفتحت أمامه أبواب الفن فانطلق في طريقها ودخلها من أوسع الأبواب .
أصدر مجلة المسلة في عام 1919 م وبعد إغلاقها أصدر مجلة الخازوق ولم يكن حظها بأحسن من حظ المسلة .
نفي إلى تونس بسبب مقالة هاجم فيها زوج الأميرة ( فوقية ) ابنة الملك فؤاد ، ولكنه لم يطق العيش في تونس فسافر إلى فرنسا ليعمل حمّالاً في ميناء ( مرسيليا ) لمدة سنتين ، وبعدها استطاع أن يزوّر جواز سفر له ليعود به إلى مصر ، فيعود إلى أزجاله النارية التي ينتقد فيها السلطة والاستعمار آنذاك ، ولكن يلقى عليه القبض مرة أخرى لتنفيه السلطات إلى فرنسا ويعمل هناك في شركة للصناعات الكيماوية ولكنه يُفصل من عمله بسبب مرض أصابه فيعيش حياة ضنكاً ويواجه أياماً قاسية ملؤها الجوع والتشرد ، ورغم قسوة ظروف الحياة على بيرم إلا أنه استمر في كتابة أزجاله وهو بعيد عن أرض وطنه ، فقد كان يشعر بحال شعبه ومعاناته وفقره المدقع . وفي عام 1932 يتم ترحيل الشاعر من فرنسا إلى تونس لأن السلطات الفرنسية قامت بطرد الأجانب فأخذ بيرم يتنقل بين لبنان وسوريا ولكن السلطات الفرنسية قررت إبعاده عن سوريا لتستريح من أزجاله الساخرة واللاذعة إلى إحدى الدول الأفريقية ولكن القدر يعيد بيرم إلى مصر عندما كان في طريق الإبعاد لتقف الباخرة التي تُقلّه بميناء " بور سعيد " فيقف بيرم باكياً حزيناً وهو يرى مدينة بور سعيد من بعيد ، فيصادف أحد الركّاب ليحكي له قصته فيعرض هذا الشخص على بيرم على بيرم النزول النزول في مدينة بور سعيد ، وبالفعل استطاع هذا الشخص أن يحرر بيرم من أمواج البحر ليجد نفسه في أحضان مصر .
بعدها أسرع بيرم لملاقاة أهله وأسرته ، ثم يقدم التماساً إلى القصر بواسطة أحدهم فيعفى عنه وذلك بعد أن تربع الملك فاروق على عرش مصر فعمل كاتباً في أخبار اليوم وبعدها عمل في جريدة المصري ثم نجح بيرم في الحصول على الجنسية المصرية فيذهب للعمل في جريدة الجمهورية ، وقد قدّم بيرم أعمالاً أدبية مشهورة ، وقد كان أغلبها أعمالاً إذاعية منها ( سيرة الظاهر بيبرس ) و ( عزيزة ويونس ) وفي سنة 1960م يمنحه الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية لمجهوداته في عالم الأدب . ولكن مرض الربو وثقل السنين يتمكنا من شاعرنا ليتوفى في 5 يناير 1961م .
غنّت له أم كلثوم عدة قصائد مما ساعد على انتشاره في جميع الأقطار العربية ، وظل إلى آخر لحظة في حياته من حملة الأقلام الحرة الجريئة ، وأصحاب الكلمات الحرة المضيئة حتى تمكن منه مرض الربو وثقل السنين فيتوفى في 5 يناير 1961م بعد أن عاش 69 عاماً .

يوسف أحمد المحمود - سلامات أيها السعداء



ولد في كفر شاغر (الدريكيش- طرطوس) عام 1932.
تلقى تعليمه في اللاذقية وحمص وتخرج في جامعة دمشق حاملاً الإجازة في اللغة العربية، عمل مدرساً وصحفياً.
عضو جمعية القصة والرواية.

Wednesday, June 8, 2011

مقبولة الشلق - قصص من بلدي



ولدت "مقبولة الشلق" عام 1921 من محافظة "دمشق"، بدأت الدراسة في الخامسة من عمرها، وتدرجت مراحل حياتها العمرية في بيت ملؤه الحب والتفاهم لكنها كانت تنشط في جو اجتماعي صعب للغاية تعيشه سورية في تلك الحقبة، انتسبت إلى كلية "الحقوق" عام 1941 وتخرجت عام 1944 فكانت أول فتاة سورية تحمل إجازة في الحقوق من الجامعة السورية.
شاركت "مقبولة" في كل النشاطات السياسية في "دمشق"، ألقت كلمة حماسية ضد الاستعمار نُشرت في جريدة "فتى العرب"، وعملت مدرسة لمادتي التربية الوطنية والتاريخ في مدرسة تجهيز البنات "بدمشق" لمدة 5 سنوات وشاركت في مؤتمر "عصبة مكافحة الفاشية" باسم طالبات تجهيز "دمشق".. عملت في البداية من خلال جمعية "اليقظة الشامية" ثم اتسع نشاطها.
الحس الوطني عند "مقبولة" كان أقوى من التقاليد الاجتماعية التي تخص النساء في عصرها فبرزت كناشطة سياسية واجتماعية ضد الممارسات القمعية للمرأة، وكانت من بين النساء اللواتي تداعين لعقد المؤتمر التأسيسي لرابطة الحركة النسائية التقدمية في "دمشق" عام 1949 واللواتي كنَ يتمتعن بروح نضالية عالية وآفاق مستقبلية وعزم وتصميم ساعدهن على إعلان الولادة الرسمية للرابطة.
سافرت مقبولة برفقة زوجها الدكتور "مصباح المالح" الذي أوفد من قبل الجيش العربي السوري إلى "فرنسا" للتخصص في "جراحة الفم والأسنان" فطلبت إحالتها على الاستيداع من خدمتها كمعلمة في مدرسة تجهيز البنات، وأثناء وجودها في "باريس" اختصت في رعاية الأمومة والطفولة في أرقى مناهجها.
أسست مقبولة "الشلق" بعد عودتها من "فرنسا" (جمعية حماية الطفل) في قرى "الغوطتين" وبلدتي "دمر وداريا".
ثم عادت للعمل في وزارة التربية بدأت بنشر إنتاجها الأدبي في الصحف والمجلات السورية والعربية، فكانت تكتب القصة وتنظم الشعر، وتقيم وتشارك في الندوات الأدبية، ثم بدأت تنشر قصصها في الكتب وكان أولها كتاب "قصص من بلدي" ثم تابعت النشر فصدر لها ديوان شعر بعنوان "أغنيات قلب" ثم صدر لها مجموعات قصصية هادفة للأطفال.
انتسبت إلى اتحاد الكتاب العرب، وكانت عضواً في جمعية القصة والرواية.
توفيت الأديبة "مقبولة الشلق" عام 1986 تاركة وراءها ذكرى عطرة عن مثال المرأة السورية الأدبية والمناضلة.
مؤلفاتها:
1- قصص من بلدي- قصص- دمشق 1978.
2- عرس العصافير- قصص للأطفال- "دمشق" 1979، اتحاد الكتاب العرب.
3- مغامرات دجاجة- قصة للأطفال- "دمشق" 1981.
4- أغنيات قلب- شعر- "دمشق" 1982.
ليندا المرقبي





جرائم حبيب العادلى سفاح المصريين

الناقد 040

Tuesday, June 7, 2011

الناقد 037

فارس زرزور - المذنبون



فارس زرزور: روائي سوري كبير من مواليد دمشق 1930 يعد الأديب فارس زرزور من أبرز كتّاب الأدب الواقعي، ومن أهم كتّاب الرواية التاريخية في الأدب السوري المعاصر.
ولد ونشأ في حي شعبي في دمشق عام 1929م والبعض يرجح أنه ولد عام 1930.
نال الشهادة المتوسطة في عام 1947 وعين معلماً في محافظة الجزيرة. ثم نال الشهادة الثانوية في عام 1949، فانتسب إثرها إلى الكلية العسكرية، متأثراً برواية «كل شيء هادئ على الجبهة الغربية» للكاتب الألماني إريش ماريا ريمارك[ر]، وتخرج فيها ضابطاً.
لم ينل زرزور ما يستحقه من الاهتمام، وعانى كثيراً من المشكلات العائلية في السنوات الأخيرة من حياته بسبب ابنه المعوق ومرض زوجته، لهذا آثر العزلة وأهمل مظهره الخارجي وغدا لا مبالياً، فأعرض عنه كثير من زملائه ومعارفه، ونسيته الصحافة أو تناسته لما صار إليه.
توفي في دمشق وكانت وفاته مفاجئة، وتم تشييعه إلى مثواه الأخير في الرابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) من العام 2003، وسط إهمال الزملاء والأصدقاء، فضلاً عن إهمل اتحاد الكتاب العرب له، حيث لم يسر خلف جنازته من أدباء سوريا سوى اثنين فقط! هما عبد الرحمن الحلبي وخيري الذهبي، ويعتقد أن إهمال النقاد السوريين نتاج فارس زرزور الأدبي عائد إلى عبثية ومزاجية الكاتب، وعدم انضوائه تحت جنح شلة أو حزب رغم ميوله الاشتراكية والقومية الواضحة في أدبه، وابتعاده عن كل عصبية وتعصب.

or



Sunday, June 5, 2011

البشير بن سلامة - علي




رباعية "العابرون" واحدة من أهم روايات الأدب التونسي المعاصر. تدور أحداثها في القرن الذي يسبق استقلال تونس. وتتناول في ذلك تاريخ عائلتين تونسيتين اختار الكاتب من بين أفرادهما أربع شخصيات، وضع على كل رواية من الرباعية اسم إحداها. وجاء ترتيب صدورها كالتالي: «عائشة» (1982)، «عادل» (1991)، «علي» (1996)، «الناصر» (1998). «العابرون» بأبطالها وشخوصها العديدة هي نوع من التاريخ الروائي للمجتمع التونسي في تلك الفترة المهمة من تاريخ البلاد. تبدأ رواية «علي» بحفيده «عبد اللطيف» وهو يتلقى نبأ وفاة جده الذي كان على موعد مع الأحداث الكبرى حتى يوم وفاته في أحداث 1978؛ يوم قامت أكبر تحركات الطبقة العاملة التونسية وغطت أصوات المفرقعات على ما عداها. يعثر عبد اللطيف على مذكرات جده فيعيد صياغتها على الصورة التي بين يديك. كان «علي» طفلًا عندما مات أبوه وهو يقول لأمه: «ولكن «علي» وحده سيكون المنتصر». صدقت نبوءة الأب وأصبحت حياة «علي» شهادة على قرن مشحون بالأحداث والصراعات التي خرج منها «علي» بحكمة شيخ اعتاد تصاريف الزمن، وعذوبة حكّاء يحمل التاريخ في ذاكرته.

Saturday, June 4, 2011

تنويه بكتاب-----> غالية قباني - أسرار و أكاذيب



رندة جباعي- لم يعد بوسع بطلة الرواية «انتصار» الهروب مرة جديدة، فالأسرار التي تدفنها في ذاكرتها والأكاذيب التي تحيطها من كل حدب وصوب تناديها بإلحاح كي تخرجها وإلا لن تهنأ بعيشها مع زوجها بسام، ولن تستطيع أن تنجب له طفلاً. أما الوسيلة المتاحة أمامها لإنجاز المهمة، فهي كاميرا فيديو موضوعة على طاولة المطبخ، وما عليها سوى بدء التسجيل والحديث عمّا تخفيه عن زوجها. هذه هي فكرة رواية غالية قباني «أسرار وأكاذيب» الجديدة. رواية تأخذنا إلى قلب مدينتين عاصرتهما الكاتبة وعاشت فيهما، دمشق ولندن. فهي وليدة مدينة حلب في سورية، ومقيمة في لندن منذ العام 1994، حيث تعمل في الصحافة العربية. من هنا ليس غريباً أن نجد في الرواية تفاصيل دقيقة عن هاتين المدينتين وعادات سكانها، وطريقة عيشهم وتصرفاتهم.
لكن اللافت في الرواية جرأة الكاتبة في ملامسة قضايا سياسية واجتماعية وثقافية فكرية، فتنقل لنا قباني بكل طلاقة الهواجس اليومية التي عاشها الشارع السوري في سبعينيات وثمانينيات القرن الحالي، وهواجس الشارع البريطاني في السنوات الأخيرة الماضية. فلا تنفك، بأسلوب واقعي ودرامي الطبع، عن التطرق إلى موضوع المهاجرين في بريطانيا، أو التعصب العرقي أو غيرهما، كذلك القمع السياسي في سوريا، أو سيطرة النظام الحاكم وديكتاتوريته. وتصف لنا تأجج ثلاثية السلطة والمال والشهرة، ومدى سطوتها على النفوس في تلك الفترة. - عن السفير .
فيديو
أربعة فصول، قسمتها غالية قباني بحسب عدد شرائط الفيديو التي سجلتها بطلة الرواية المتعددة الأسماء، «انتصار سعيد الشماع»، أو «مسز انتصار ميداني» أو «انتصار زياد الرفاعي». ونقلت فيها حكايات عائلتها المختبئة دائماً فيها، وصفّت من خلال هذه الأشرطة حسابها مع الماضي، لتعيش الحاضر مع زوجها بسام، المخرج الوثائقي، بكل حب وطمأنينة. انتصار، اليسارية المتمردة، التي هجرت موطنها، تاركة وراءها شقيقتها المسالمة، ووالدتها السياسية المناضلة والعضو في مجلس الشعب، التي أخفت عن ابنتها سرّ من يكون والدها الحقيقي.
عبر التداعيات والاسترجاعات والاستباقات الزمنية القريبة والبعيدة، نسافر في كل فصل إلى زمنين وبلدين مختلفين، لكننا نظل دائماً بين هواجس انتصار وقلقها الدائم. فالرواية مونولوجية بامتياز، وشخصية انتصار، هي الشخصية المركزية فيها، إلى جانب الشخصيات الأخرى التي تجسد العالم الواسع الذي تعيش فيه انتصار، شخصيات ثانوية تقدمها في الغالب الكاتبة من خلال وجهة نظر انتصار.. وهي شخصيات لا تتمتع بكيان مستقل عنها، كما أنها لا تتحرك في الرواية إلا من خلالها، ولا نعرف عنها إلا ما تعرفه وتقدمه لنا فقط. فنرى ونحس بعينها وحواسها وحتى بتحليلها للأمور. من هنا نشعر بأن الكاتبة تعرف شخصية انتصار تمام المعرفة وتتطابق معها، وبالتالي لا نشعر بأي رؤية من الخارج للكاتبة، فانتصار هي من يقوم بتنظيم الحوار، وبقيادة القارئ إلى الأماكن التي تريده أن يذهب إليها، وهي عين الكاميرا التي تسجل كل ذكرياتها من دون أن تسجل صورة انتصار نفسها. من هنا نجد أن الكاتبة تتنقل بالقارئ ما بين الخارج والداخل، من خلال السرد والمونولوج الداخلي، فتأتي الأحداث من خلال رؤية البطلة، وينتفي الوعي بالزمان في حالاته الثلاث، الماضي والحاضر والمستقبل. وتتأرجح الرواية بين هذه الأزمنة من دون التقيد بزمن الرواية أو الأحداث الواقعة بالفعل، ولعله أحد أسباب جمال السرد في هذه الرواية، إضافة إلى التشويق الذي يحققه عدم سرد الأحداث دفعة واحدة من البداية إلى النهاية، بل تعمد الكاتبة إلى تقطيع الأحداث لأجزاء تظهر من خلال المونولوج والتداعي. على أن هذا التقطيع يحافظ على انشداد القارئ المستمر إلى الأحداث.
الحذف والإيجاز
"أسرار وأكاذيب"(الصادرة عن دار «رياض الريس») تمتاز بسرعة استعراض الأحداث، خصوصاً أن الوقفات الوصفية والمشاهد الدرامية الطويلة قليلة جداً، فاعتمدت قباني التلخيص والحذف والإيجاز. كما اعتمدت لغة واضحة ومباشرة استمدت معجمها من الذات والواقع والتاريخ والذاكرة. ففي الشريط الأول، أو الفصل الأول، نتعرف إلى انتصار، وإلى بعض الشخصيات الرئيسة في الرواية، وفي الشريط الثاني نبدأ بالتعرف إلى معاناة انتصار، وتبقى الأمور عالقة حتى الشريط الأخير لتكتمل عندنا الصورة وتبوح بالتالي انتصار بكل الأسرار التي تخفيها عن زوجها، وتتصالح بعدها مع والدتها، التي غابت عنها خمس سنوات متتالية. فتبدو الصورة مشوشة لنا بعض الشيء في بدء الرواية لتعود وتتضح أكثر فأكثر مع كل صفحة، كأن الأحداث في الرواية جاءت مرتبة بمنطق خاص، منطق مخالف لطبيعة القص الكلاسيكية، وأقرب منها إلى تيار الوعي حيث دائماً هناك لفتة إلى الجانب المظلم من نفس انتصار وحياتها الباطنية، كأن غالية قباني أخذتنا إلى عالمها الداخلي، من خلال ولوجها داخل الشخصية، وبالتالي أصبح بإمكان القارئ أن يلتقي ودواخل الشخصية من دون وساطة. هذا ويمكن أن نقول إن الرواية تميزت بأسلوب واقعي نقدي، إذ تكشف عن الحالة النفسية للمجتمعين البريطاني والسوري، من خلال التعمق في شخصية انتصار، وما تنقله لنا، تلك الشخصية القلقة والحزينة.
رواية غالية قباني تمنح القارئ متعة الكشف والاستنباط، إضافة إلى الولوج في النفس البشرية والتوغل إلى الداخل، فيفكر مع كل اعتراف جديد لانتصار بمنح نفسه فرصة أيضاً لقول ما تختلجه بصوت عالٍ، والتأمل في أسراره ومنحها بعداً جديداً.
مجلة الرواية


الناقد 034

Friday, June 3, 2011

نوال السعداوي - زينة



 صدرت رواية "زينـة" عن دار الساقي ، والتي أصدرتها الكاتبة باللغة الفرنسية في العاصمة البلجيكية بروكسل
ويتزامن إصدار نوال السعداوي الجديد مع عودتها الأسبوع الماضي إلى مصر بعد هجرة دامت ثلاثة أعوام، عملت فيها أستاذة زائرة بجامعة سبيلمان كولدج، بولاية أتلانتا لمادة "الإبداع والتمرد".
رواية "زينة" ترصد وقائع بسيطة ومعقدة، وصور سلبية موزعة في كل المجتمع على اختلاف طبقاته وفئاته، حيث يتم رصد الوجه القبيح والكالح من حياة الناس في القاهرة. حتى تبدو القاهرة تحديداً، و"المجتمع العربي بالرمزية" مليئة بالتناقضات، وخليط وأمشاج من الناس من كل الفئات والأذواق والعقليات لا تجمع بينهم رابطة. في فضاء متنافر تنعقد فيه كل المعضلات الاجتماعية، وتسوده المظاهر الثقافية والسياسية المتباينة، وكل القضايا العظيمة والتافهة.
تسارع شخوص الرواية بين الفينة والأخرى إلى إبداء رأيها في الكون والدين والموسيقى والغناء والأحزاب والزواج المختلط والبنوك الربوية، والتزمت الأخلاقي والنفاق السياسي والديني، والإيمان والكفر، والصحافة والنقد الأدبي، والجماعات التكفيرية، والحب المازوشي والسادي، وشح المياه وانقطاع الكهرباء وزعيق الأصوات وروائح المجاري.
وتعلق هذه الموضوعات والأحداث السلبية العديدة على زينة المولودة سفاحاً، لكنها تمثل ذروة الجمال في القصة، التي تدور حولها الألسنة والقلوب والنظرات، مسربلة بأوصاف تخرجها عن المألوف للطبيعة البشرية السوية، فتكون أقرب إلى الشخصية الأسطورية، بكبريائها وشموخها وصلابتها وتساميها. "موهبتها خارقة لقوانين الطبيعة. كأنّما ولدت في السماء، ولم تولد على الرصيف فوق تراب الأرض. "العينان سوداوان زرقاوان مشتعلتان بالضوء، متوهجتان مثل قطعة من الشمس، نظرتها خارقة للحُجب والأقنعة، نظرة تعرّي السطح وتنفذ إلى القاع، نظرة تنظر وترى، ترى ما لا تراه العيون" (زينة، ص: 212).
وتتميز شخصيات رواية "زينة" بالشذوذ رغم انتمائها إلى طبقات وشرائح اجتماعية ووظيفية مختلفة، شخصيات معقدة وشاذة بلا مبادئ ولا قيم، منهم: "الحكام والسياسيون والموظفون والصحافيون ورجال الدين..." يعانون انحرافات من كل صنف. فالطبيب يستغل مرضاه، والسياسي يزدري مبادئه السياسية، والمتدين ينافق، والأزواج يمارسون الخيانة، والصحافيون يبيعون أقلامهم... والطبيب النفسي الذي يحتفظ بأسرار المجتمع، ويعرف عيوبه ومثالبه، يحمل مفارقته الذاتية، فيداوي الناس وهو عليل: "أدرك الطبيب النفسي أنه مريض، يحتاج إلى طبيب يعالجه، الانفصام بين عقله ووجدانه، عقله غير مؤمن، لكن وجدانه مؤمن، لا أمل له في الشفاء، محكوم عليه بالازدواجية منذ الطفولة" (زينة، ص: 121).
فإذا كانت رواية "زينة" تحمل معها جرعة مركزة من الحقد على الرجل، تمثلها شخصية "بدور" التي سعت بعد أن أخفقت في الثأر من زوجها زكريا الذي تمقته، إلى اقتراف جريمة قتله بالخيال أكثر من مرة. تتصور سكينها يخترق صدره. فإن "بدرية" تمثل دور المرأة المتحررة، تكشف عن ازدواجية لا تعانيها هي وحدها فحسب، إنما يعانيها معظم أبطال الرواية. «الازدواجية سمة الحياة» هكذا يقول الطبيب النفسي لبدور في الرواية.
أما "زينة" البطلة الرئيسية للرواية، فبالرغم من أنها فتاة لقيطة ونتاج علاقة غير شرعية، فإنها شكلت المرأة الأمثولة والنموذجية النقيض للنساء الخانعات، فهي بحسب سياق الحكي نتاج ثمرة الحرية والحب والطبيعة والعفوية وثمرة الحياة النامية على هامش المجتمع، وخارج مواصفاته ومعاييره الاجتماعية والأخلاقية. إذ تبدو هذه المعايير في عرف أبطال الرواية مفسدة لروح الفطرة الإنسانية والطبيعة البريئة والطاهرة.
ولذلك فزينة تطالب بتغيير نوامس المجتمع الجاحدة للمرأة، حين تصر على اقتران اسمها باسم "زينات" أمها التي تبنتها، بعد أن تخلت عنها "بدور"، خشية العار والفضيحة. وهذا الاقتران لم يسبب لزينة أي إحراج، بل كان تحديها للأعراف والعادات التي تنسب الطفل لأبيه، مصدر افتخار لها.
في أولى القراءات النقدية للرواية اعتبرت أن الحدث في رواية "زينة" يتضاءل، حين أضمرت نوال السعداوي الحبكة في النص القصصي لصالح أرائها الشخصية تجاه معظم القضايا الواردة في رواية "زينـة"، مما يجعل القارئ يحس أن وجهات نظر وأصوات الأبطال مصادرة، ومتحكم فيها للإدلاء بأفكار الكاتبة في السياسة والثقافة والدين. تسخر لسان "بدور" و"بدرية" و"زكريا" و"صافي" و"مجيدة" و"أحمد" وسواهم من أبطال الرواية للتعبير عن أطروحاتها، ويجسد مبادئها وقناعاتها؛ فتنتقد وتحتج السعداوي من خلال أبطال الرواية، ذلك أن الأخيرة هي المتنفس لمسار الأفكار المحظورة، والمشاعر المكبوتة والمحبطة، ومكان البوح بالرغبات العميقة والغرائز الثأرية والانتقامية.
وأضافت أن السعداوي لا تستطيع أن تتصور نفسها إلا مصلحة أو مناضلة نسوية أو طبيبة أو مرشدة اجتماعية، ولذلك كانت بؤرة الأحداث والحكي مرتبطة بأفكارها وأطروحاتها المنشورة منذ مؤلفاتها الأولى، كالمنافحة عن النزعة الأنثوية في وجه الذكورية، منافحة تتحول في كثير من الأحيان، إلى عدائية سافرة تجاه الرجل.
وتنتقد السعدواي عبر شخوص روايتها ما يدور في مصر ومدارسها وجامعاتها وشوارعها وأزقتها وبيوتها وإداراتها الحكومية، بدءا من الملكية إلى عصر الانفتاح، ومن بروز الفكر الاشتراكي والماركسي، إلى هيمنة الفكر الأصولي. فهذه الظواهر الشاذة لا تستشف أنها صادرة من بؤرة السرد وسياقاته وتطور شخصياتها، بل هي طافية على سطح الرواية.
عبـد الفتـاح الفاتحـي

نبيل الخوري - ثلاثية فلسطين


الكاتب الراحل نبيل خوري، فلسطيني لبناني من القدس ، ومن طليعة المهاجرين إلى الغرب، وفي باريس أنشأ مجلة "المستقبل" وضم إليها أبرز الكتاب العرب.
هذه الثلاثية تتألف من ثلاث روايات قصيرة "حارة النصارى" و"الرحيل" و"القناع" ألفها خلال أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين، وركزت بالخصوص على القضية الفلسطينية وجرائم الغرب.
تطمح رواية نبيل خوري الأولى "حارة النّصارى" إلى ما يشبه التوثيق لتاريخ فلسطين الحديث ما بين الإضراب الستّيني قبل الثورة الكبرى سنة 1936 وما بعد هزيمة يونيو بقليل، من غير أن يعني ذلك صلتها بالرّواية التاريخية، لأنّها تلتقط من التاريخ مفاصله الكبرى التي كانت تضبط إيقاع الصراع الفلسطيني/ الصهيوني، والتي تجهر برغبة الكاتب المسبقة في التعبير عن الأفعال التي تميّز بطله "يوسف راشد"، أحد أبناء حارة النصارى المعروفة في الجزء القديم من مدينة القدس، الذي رافق الصراع منذ يفاعته، وخاض غماره إلى أن قضى شهيداً في عدوان حزيران 1967. وتُعنى الرواية بالدور الذي نهضت به الصّحافة الفلسطينية، مع مطلع الثلاثينيات، في إلهاب مشاعر العرب الفلسطينيين وإثارة نقمتهم ضدّ سلطات الانتداب البريطاني لسماحها بتدفّق الهجرات الصهيونية، ثمّ بالمظاهرات التي عمّت مدن فلسطين وقراها، آنذاك وعرائض الاستنكار التي رفعتها القيادات الوطنية الفلسطينية إلى الهيئات الدّولية احتجاجاً على قيام المستوطنين بتسليح أنفسهم على مسمع ومرأى البريطانيين. وتتوقّف بشيءٍ من التوسّع، عند القرار الذي اتخذته قيادة الثّورة الكبرى ضد‍ّ العرب الذين كانوا يبيعون أراضيهم لأولئك المستوطنين، أو الذين كانوا يقومون بدور الوسيط بين الطرفين، وتُثْبتُ نصّ النداء الذي وجهّه
الزعماء العرب، صبيحة الثالث عشر من تشرين الثاني سنة 1936، إلى الثّوار الفلسطينيين لوقف الكفاح المسلّح بدعوى حقن الدّماء وإتاحة الفرصة للتشاور مع الحكومة البريطانية ذات النيّات الحسنة، كما ورد في نصّ النداء، ولا تنسى في غمرة ذلك كلّه إدانة الحكومات العربية، وهجاءها لأنّها ظلّت، كما ترى، بعيدة عن معارك الفلسطيني مع عدوّيه: البريطانيون والصهاينة.
وتعالج الرواية الثانية "الرحيل" الأحداث نفسها التي عنيت بها سابقتها، بينما انشغلت الثالث بتصوير حياة الفلسطيني في الغربة، من خلال شخصية بطلها "كمال"، إلا أن نبيل خوري يقدم لنا فيها، شخصية الغربي العادي (البعيد عن النعرات السياسية الاستعمارية الصهيونية) الذي يتعاطف مع القضية الفلسطينية تعاطفاً أقرب إلى التلقائية منه إلى الاقتناع الفكري حيث جورجينا الإنجليزية ابنة اليهودية تتعرف على كمال الفلسطيني في باريس، تعايشه وتحاوره. كذلك تلك الفتاة الإيرلندية التي تؤيد كمال في وجهة نظره باعتبار خطف الطائرات حقاً مشروعاً لمن يطرد من وطنه دون أن يستمع له العالم.
وهذه الثلاثية تقدّم تلك الإشارات جميعاً من خلال سرد حكائي يتسم بالتقريرية والمباشرة، ويتحوّل في مواقع كثيرة إلى مقالات خطابية يلقيها الكاتب إلقاء، من دون أن يوفّر لها سوى القليل من خصائص الفنّ الرّوائي، على نحو نمطيّ وثيق الصلة بالقصّ الشعبي، إذ يغدق الروائي على أبطاله من الصفات، بالإضافة إلى صفة المقاومة، صفات خارجية كالطّول، والقوّة، والبهاء، واجتذاب الآخرين، من غير ما عناية بمكوّناتهم النفسية والمعرفية التي تجسّد علاقتهم بالأرض، أو الوطن.
والرّوايات، وعلى الرّغم من العيوب الفنية التي تعانيها، تمجّد حبّ الأرض، وتحاول تعزيزه في القارئ الذي تتوجّه إليه، وإن كانت تقدّم لـه مستوى واحداً فحسب، هو المستوى العفوي أو الفطري.

رضوان زيادة - واقع الحوكمة في سورية