تبين لقارئ المؤرخ عادل اسماعيل في كتابه الجديد »المردائيون (المردة)«، بالفعل، كم ان ما يعتبر من الثوابت اللبنانية ما زال عرضة للاهتزاز، وان ما يرد في تاريخ لبنان المعاصر من مسلمات يحتاج الى الكثير من التصويب والتدقيق. فموضوع المردة وتاريخهم تؤسس عليه نقاشات في سياسة وسلوك طائفة أساسية في لبنان هي الطائفة المارونية، فالآراء المتباينة حول تاريخ المردة هي في حد ذاتها صورة عن الخلافات السياسية حول طبيعة انتماء لبنان الى المنطقة العربية او انفصاله عنها، او على الأقل صورة لطبيعة علاقة طائفة بمحيطها. الآراء التي يناقشها عادل اسماعيل في كتابه تدخل في ما يحيط تاريخ المردة من »خرافات وأساطير وأوهام«، حول مواطنهم وتطابقهم او انفصالهم عن الموارنة والجراجمة. الموضوع معقد بسبب عدم توفر وثائق ثابتة لتوكيد وجهات النظر المتقابلة، لكن عادل اسماعيل هنا يحاول قدر الامكان ان يكون مقنعا ومتساهلا في أسلوب معالجته لموضوع شائك.
أو
No comments:
Post a Comment