هذا الكتاب مهم لدارس التاريخ ومهم بالقدر نفسه للجغرافي والاقتصادي ولعالم الاجتماع، يعتبر الكتاب بالنسبة لفرناند بروديل باكورة إنتاجاته العلمية، فهو بحث دكتوراه قبل أن يكون كتابا، ملم بتحولات المتوسط الاقتصادية والاجتماعية خلال القرنين 15 و16 للميلاد، ضمنه بروديل عصارة أفكاره طيلة عشرين سنة من البحث والتقصي تحت توجيه من هرم آخر هو لوسيان فيفر مؤسس الحوليات، جاء بروديل في كتابه بمستويات من الأزمنة، الزمن القصير (الحدثي)، ذو الذبذبات السريعة الناتج عن تفاعل الفرد مع محيطه، والزمن المتوسط (الدوري)، تاريخ الجماعات، ثم الزمن الطويل (الساكن، أو شبه الثابت)..
هل كان المغرب الأقصى غير مقنع لبروديل في تفاعله مع المتوسط، وبالأحرى مغرب القرنين الخامس عشر والسادس عشر، مغرب المجاعات والأوبئة والحروب واحتلال الثغور إبان الحكم الوطاسي، ومغرب وادي المخازن وحملة السودان ومدافعة الأتراك العثمانيين إبان الحكم السعدي، لقد كان تفاعل المتوسط مع الشمال الأوربي أكثر تأثيرا عند بروديل من تفاعله مع إفريقيا الصحراء، وضمنها المغرب الأقصى، أو على الأقل، هذا ما نقلته لنا ترجمة وإيجاز ذ. مروان أبي سمرا...
أو
No comments:
Post a Comment