Tuesday, July 23, 2024

حسن فالح - حدائق الصمغ




في هذا البلد السّرّيّ يمكنني ممارسة كل العادات المكشوفة، لهذا فضُّلتُ البقاء فيه. رغم أنهم يحبُّون قَطْعَ الرُّؤُوس هنا، بطريقة «الفايكنغ» لكنني أغلقتُ نوافذي، ورحتُ أُعلِّم ابني القراءة، حتّى يقرأ لي الصُّحُفَ عندما يصيبني العمى. وبالفعل، فَقَدْتُ البصرَ، وفَقَدْتُ ولدي، وشكرتُ اللهَ كثيراً على نعمة العمى، لأني لم أشاهد رأسَه وهو يتدحرج.
أمضيتُ حياتي في انقطاع مُطلَق عن الناس، لم يكن يعني لي أن أُغمض عيني أو أفتحها، كنت أُتابع أنفاسي ونبض قلبي. ولم أكن أتخيّلُ أيّ شيء، لأنّني نسيتُ الأشكال. المحاربون القدامى عادةً ما ينتهون على هذا الشكل. أصواتُ القصف لا تزال في ذاكرتي. قد أنساها جميعها، لكن ذاكرتي تمتنع عن نسيان شكل الحرب.

أو


 

No comments:

Post a Comment