شكلسة وتزبيط غبطة الأباتي أبو عبدوس
نطلق الدكتور يوسف معوض في كتابه "الله، العروبة والزعيم"() (مراجعة في الدعوة القومية الاجتماعية) من حافزين ووزن. أما الحافزين فأولهما تحسس الكاتب بتألم سعادة في كل زاوية من إنتاجه الفكري بهذا السؤال: "ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟" وثانيهما هو حضّ هشام شرابي للكاتب أن يكتب شيئاً حراً طليقاً عن سعادة بعيداً عن الايديولوجيا الحزبية المقوننة. أما الوزن فهو على غرار الشعار الكتائبي المشهور "الله، الوطن والعائلة"، فيصبح هنا "الله، العروبة والزعيم". لكن معوض تستهويه أبعد من ذلك ايضاً الحدود والتداخلات العمودية التي رسمها الزعيم مع الإله والأفقية التي رسمها مع العروبة، وفي الامر ضمناً اشارة الى إشكاليتين لم يتم الحسم فيهما بعد هما موقف سعادة من الدين وعلاقته به، ونظرته الى العروبة وموقفه منها، ولا تزال السجالات حول ذلك موضع تجاذب وتساؤلات. يحاول معوض أخذ خلفية الموقف بظاهره، كقوله مثلاً "إن انخراط سعادة في محافل الفرماصوفية كان له تأثيره على موقفه المشكك في العبادات والخوارق والطقوس الكنسية" (ص16)، ويربط احياناً بين نقيضين او نقائض لتقريب الموقف من جوهره. ويسأل بأصوات سواه هل سعادة مفكر سوري وثني بحسب حازم صاغية؟ أم هو مفكر ذميّ "أقلوي" بحسب حبيب مالك؟ أم هو صاحب كتابات أرثوذكسية بحسب ميشال سبع؟ أم هو مؤمن بدين حركي بحسب نديم محسن؟ ويذهب معوض الى أن أدبيات الحزب أسدلت الستار أو اغفلت موضوع القناعات الدينية الشخصية مع اعتبار الدعوة القومية الاجتماعية دعوة انقاذية تنافس الديانات. وما علاقة فكرة سورية الكبرى ونشأة سعادة في جو ارثوذكسي منفتح على المحيط الاسلامي؟ هذا جانب أحادي. أما الجانب الثاني الذي يطرح فهو سؤال الوحدة السورية "مدينة الله انطاكية العظمى" لجمع شمل أبناء الطائفة؟ هل كان سعادة في النهاية مؤمناً أم ملحداً؟
أو
No comments:
Post a Comment