لطالما جسّدت «وحدات النخبة» في جيش النظام السوري صورة القوة المُطلقة للنظام في الوعي السوري العام، وكانت لعقود طويلة موضوعاً للشائعات والحكايا بين السوريين. ولكن كيف أثّرت الحرب على البنى التنظيمية لهذه الوحدات وتكتيكاتها، وما هي الأسباب العميقة للتغيير في أدواتها؟
للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، ستتعامل ورقتنا البحثية هذه مع الفرقة الرابعة كحالة دراسية، تتأتّى أهمية دراستها من قدرتها على ممارسة هيمنة غير مسبوقة على جزء كبير من الموارد العسكرية والاقتصادية، بما فيها نشاطات اقتصادية غير شرعية في المخدرات والسوق السوداء. كما أن الفرقة برزت كشريك لا غنى عنه لحلفاء النظام الخارجيين، وإن كان الغموض لا يزال يلفّ الديناميات التي حكمت هذه الشراكات.
تعتمد هذه الورقة على تحليل بيانات المصادر الأولية، كالمقابلات الإثنوغرافية مع خمسة وعشرين عنصراً من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والمخابرات والميليشيات وغيرهم، بالإضافة إلى المعلومات المُستخلَصة من مذكرات وأبحاث وتقارير إعلامية وبيانات مفتوحة المصدر حول دور هذه الفرقة في نظام الأسد.
أو
No comments:
Post a Comment