Tuesday, December 27, 2022

علا عباس - ثورة امرأة


وضح كتاب «ثورة امرأة»، لمؤلفته علا عباس، الكثير من التفاصيل والأسرار، كما تشير، حول التزييف المتعمد للحقائق من قبل الإعلام الرسمي السوري.
تروي علا حكاية انشقاقها، الحكاية التي انتهت في منتصف يوليو 2012، إذ غادرت الإعلامية علا عباس عملها في التلفزيون الرسمي السوري، والتحقت بالثوار، ولكنها بدأت مع اندلاع الثورة السورية. وتقدم علا عباس في كتابها، جملة اعترافات، وتضيف كشفاً موسعاً، يبدأ من الذات ليصل إلى تفاصيل تشكل في مجموعها صورة بانورامية للمجتمع السوري، صورة أرادت الكاتبة أن تعكس عبرها كيف أنه كان لا بد للثورة أن تقوم، كما كان عليها هي أيضاً أن تصنع ثورتها الخاصة.
وتقدم المؤلفة اعترافات جريئة، إذ كانت على نحو ما جزءا من النظام، وتبين أنها أقامت صداقات وقصص حب مع ضباط أمنيين، وعينت مذيعة عن طريق أحد ضباط القصر، وجرى التستر على أخطائها المهنية بمساعدتهم، وهكذا بنت عالمها وإمبراطوريتها المالية الصغيرة، كما تسميها.
وتقول علا: «باختصار، كنا كلنا فاسدين، ونسهم كبقية القطيع الصامت في تكريس الرشوة والمحسوبيات والواسطة وتخلخل القيم والأرواح».
تحاذر علا أن تقدم نفسها في الكتاب باعتبارها ضحيةً أو بطلةً مقنعة، بل تفضل أن تظهر باعتبارها امرأة حرة، قررت عدم السكوت، ودفع ثمن موقفها. وتشرح أنها كانت تتمتع بحياة مريحة، يوفِّرها عملها في التلفزيون الرسمي، وجملة اعتبارات أخرى، لكنها قررت ترك كل شيء وراءها: عائلتها ووطنها لئلا يلتصق بها العار.
 وتقول هنا: «كنت أظن أنني أمتلك كل شيء، لكن ثمة لحظات في الحياة تصدمنا بشكل كلي، في لحظات كهذه نحس بأننا لا نملك أي شيء، هذا ما حصل لي في بداية الثورة».
وتوضح علا السبب في تأخرها في الانضمام إلى المعارضة، من خلال كلمة واحدة: الخوف. وتقول: «كانت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وكراً للفساد والسرقات ووأد الإبداع لسنوات، ولم نكن موظفين نملك أي حافز لتطوير أنفسنا إعلامياً ومهنياً». تصور علا عباس، في الكتاب، عالمها الاجتماعي الصغير.. وسواها من الأمور، وكذلك فإنها ترسم في كل كلمة، مدى توزعَها بين عوالم: السهر والولع بعمليات التجميل، الثراء، الفقر الذي تراه بأم عينها قريباً منها.
كتاب علا عباس ليس شهادة عادية، إنها اعترافات وأسرار وحكايات تبعث على الدهشة والغرابة والمفاجأة.
يذكر أن الكتاب صدر أيضاً بالفرنسية، عن دار النشر الفرنسية «ميشيل لافون»، تحت عنوان «منفية» (ترجمة إلياس ملقي).
 علا عباس، صحافية ومذيعة سورية، عملت سنوات طويلة في التلفزيون الحكومي

أو


 

No comments:

Post a Comment