نسخة عالية الدقة, تعديل وشكلسة أبي عبدو
يبدأ ذا الكتاب بالإهداء «إلى الذين ضلوا ثم اهتدوا»، ويقدّم له بأنه وضعه بالارتكاز على تجربتين مهمتين مرّ بهما في حياته؛ الأولى عندما ترشح للانتخابات النيابية عن مدينة دمشق، في ربيع عام 1957، في مواجهة الدكتور مصطفى السباعي، المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين؛ والثانية حينما «حللت ضيفاً لدى الرحمن في البيت العتيق، يوم سعيت لتأدية فريضة الحج». مبيّناً أنه من أفراد جيل «اعتقد كثيرون من أبنائه، خطأً، أن "علمنة" الدولة، وفصل الدين عن السياسة، سيساعدان على تحقيق الوحدة الوطنية، والظفر في معارك التحرير والبناء». لكن مراجعة الحسابات، بعد عدة عقود، قادته إلى أن العرب يستطيعون العودة إلى ممارسة «دورهم الحضاري التليد» إن عقدوا العزم على ذلك «فجمعوا صفوفهم، وحشدوا طاقاتهم، واستعادوا وحدتهم، وانكبوا على العلم والعمل بجد ودأب، وأدوا فريضة الجهاد بإخلاص، مهتدين بنهج الرسول العربي العظيم، وسيرة صحابته الكرام، وتابعيهم».
بخلاف كتابه الأول المليء بالأحداث، تطغى على الثاني الأفكار والتأملات التي يبدؤها من «حوار على جبل عرفات» يصل إلى دعوة العرب والمسلمين إلى أن «يعودوا إلى رشدهم، وينفضوا عن كواهلهم غبار الذل»، وينهضوا للذود عن حقوقهم والوقوف في وجه الأعداء، «إذا كانوا صادقي الإيمان حقاً، وجادين في طاعة الله ورسوله». في حين ينهيه، تقريباً، بنص البيان الانتخابي الذي واجه به السباعي في معركة عضوية البرلمان، يوم كان المالكي محسوباً على حزب البعث ومدعوماً من اليساريين بشكل واضح، فيما وقفت أكثرية مشيخية وإسلامية ومحافظة في صف منافسه المعمم عميد كلية الشريعة.
فاز رياض المالكي بنتيجة تلك الانتخابات، لكن ذلك لم يستمر طويلاً..
(حسام جزماتي - تلفزيون سوريا)
أو
No comments:
Post a Comment