نسخة عالية الدقة 600 DPI
يمكن الدخول إلى العالم الذي تعرضه رواية «ابنة بونابرت المصرية»، والتقصّي في التمثيلات التي تقدمها لمرحلة مفصلية من مراحل التاريخ العربي الحديث. فالرواية إذ تستعيد حدثاً إشكالياً يتعلق بحملة بونابرت على مصر التي تضارب الجدل بخصوصها بين المؤرخين والباحثين المهتمين بنشأة الثقافة العربية الحديثة، تفتح باباً واسعاً على الحياة الاجتماعية لهذه الفترة بشكل لا يذعن لأي شروط سوى شروط المتخيل.
وبهذه المزاوجة بين التاريخ والسرد، الحقيقي والتخييلي، تتحرّك الكتابة صوب اللامفكّر فيه، وما لا يسمح به التاريخ الرّسمي بهدف تنويع أسئلتها حول الواقع. وهذا الولع بابتكار أساليب جديدة في تمثيل الواقع لا يعكس فقط وعياً مختلفاً بوظيفة الرواية ودورها في التعبير عن موضوعات جديدة، وإنما يفيد كذلك في إغناء الخيال السوسيولوجي والتاريخي.
تتميز الرواية ببناء فني يقوم على توزيع الأحداث على ثلاثة دفاتر لكل من جولي بييزوني
(1811 - 1815)، وأنطونيو دو بالسكالينو (1815)، إضافة إلى الدفاتر التي تم تداولها بين نور المنصوري وجوزيف ميري (1815-1825).
وتنتهي الرواية باستدراك يتوجه فيه المؤلف إلى القارئ ويبلور من خلاله وعياً ذاتياً بالرواية ومحتملها. إن هذا البناء السردي الذي ينطوي على تفريعات وهوامش يوفر مجالاً للشخصيات لاستدعاء ماضيها وتجاربها السّابقة. ويمكن القول إن تمثيل الرواية لهذه الحقبة التاريخية يتجلى منذ عتبة العنوان وصورة الغلاف، حيث تظهر في أعلى الصورة خمس شخصيات بأزياء عسكرية ومدنية وبونابرت من بينها، وفي المقابل امرأة تمنعه من الاقتراب من طفلها.
أو
No comments:
Post a Comment