يروي هذا الكتاب قصة عقد من الزمن خلال الحرب العالمية الأولى وبعيدها أفضى إلى إنتاج المشرق العربي الحديث ابتداءً بالعام 1920.
استولت اتفاقية سايكس - بيكو وخريطتها على مداركنا عن تلك الفترة التأسيسية. صارت هي الجريمة التأسيسية، والمشهد الأول، والخطيئة الأصلية، والجرح الرمزي، واللعنة الأبدية، والخريطة التي خرطت المنطقة أشلاء، طالما أن لها وظيفة وحيدة: تقسيم المنطقة في انتهاك مستمر لوحدتها المقدسة. نسجت حول الاتفاقية-اللعنة شبكة من التعميمات وأنصاف الحقائق والتوهيمات والبديهيات التي ليست بالبديهيات، تفسر كل ما يبدو أنه عصي على الفهم أو يتكاسل الفكر المتكاسل عن السعي لفهمه.
تنظر هذه الدراسة في ما وراء الخرائط. تدرس لحظة تاريخية تقرر خلالها مصير الشرق العربي في غمرة الصراع، علي خلفية الحرب العالمية الأولى، على توازع مغانم الحرب بين قوتين منتصرتين بنتا سيطرتهما عليه بواسطة نمط جديد من النقوذ والسيطرة الاستعماريين.
أو
No comments:
Post a Comment