لن يكون هذا الكتاب تاريخاً بالمعنى الأكاديمي للتاريخ. لأن التاريخ هو علم الحوادث الميتة، علم الحوادث التي توقفت عن الفعل والانفعال.
ولن يكون هذا الكتاب بحثاً جيولوجياً لمادة قصائدي، وتربتها، وتشكيلها، فالقصيدة ليست إناءً رومانياً أو فينيقياً من الفخار تنتهي مهمتنا بقراءة الكتابة المحفورة عليه.
القصيدة ليست مادة منتهية، ليست زمناً ميتاً، إنها جسر ممدود على كل الأزمنة.
هذا الكتاب سيكون نوعاً من السيرة الذاتية. والسيرة الذاتية تكاد تكون مجهولة في تاريخ أدبنا، الأديب العربي لا يحب السفر في داخل نفسه، ولا يحب استعمال المرايا..
حديث النفس للنفس في بلادنا مكروه. نحن لا نفهم المونولوج الداخلي، ونعتبره نوعاً من الغرور والنرجسية.
الشاعر العربي يبقى صامتاً بانتظار حفلة تأبينه. فحفلات التأبين هي المناسبة الذهبية التي يجلس فيها النقاد على قبر الشاعر كي يلعبوا الورق...
وأنا طبعاً لن أسمح لأحد أن يلعب الورق على قبري، لأنني أريد أن اشترك في اللعبة...
أو
No comments:
Post a Comment