Sunday, August 14, 2022

سلمان رشدي - تنهيدة المغربي الاخيرة


لا تختلف «تنهيدة المغربي الأخيرة» عن مجمل أعمال رشدي، لجهة الدوامة السردية التي تمثل علامة فارقة في أسلوب صاحب «أطفال منتصف الليل»، الرواية التي قدمته إلى العالم، وحازت على جائزة البوكر البريطانية مرتين.
في «تنهيدة المغربي الأخيرة» يبني رشدي حبكته على ثلاثة أبعاد؛ بعدين مكانين وهما الهند، مكان ولادة بطل الرواية وراويها موريس الزغبي، ثم إسبانيا، أرض الأجداد المطرودين من جنة الأندلس والمكان المشتهى للتنهيدة الأخيرة وأصل كنية موريس العائلية، فالزغبي من حيث المعنى تشير إلى الشؤم، والمقصود به هنا هو أبو عبد الله الصغير، آخر ملوك الأندلس الذي نفيت جاريته اليهودية إلى الهند وهي حامل وهناك امتد نسله. أما البعد الثالث فهو الزمن الذي يستعير حركة البندول صعوداً وهبوطاً بحيث تندمج البدايات بالنهايات، دون أن يلحق بالسرد رتابة البندول المملة.
بالعودة إلى أحداث الرواية يرجع رشدي بالزمن إلى عهد آخر حكام الأندلس العرب وتخيير اليهود بين المسيحية والمنفى وانطلاق كولومبس لاكتشاف طريق جديد للهند. في الهند يسرد الراوي تاريخ أجداده لأمه من جده الأكبر فرنسيسكو دي غاما، تاجر البهارات الثري، الوطني والتقدمي، مروراً بجدته إبيفانيا التي تهمس لأمه أورورا بلعنة ستضرب ولدها موريس الذي لم يولد بعد، في استعادة للعنة ماكوندو في مائة عام من العزلة. تبقى أورورا الشخصية الأكثر وجوداً في الرواية إن لجهة الأحداث التي شاركت فيها أو لجهة التطورات والتحولات المتناقضة للشخصية.



 

No comments:

Post a Comment